من واقع 50 ألف فحص دماغي: إليك خمسة أنماط لشيخوخة الدماغ
03 October 2024
نشرت بتاريخ 17 أبريل 2018
ماس في نيازك تمثّل بقايا كوكب مفقود له حجم يتراوح بين حجمي عطارد والمريخ، يمنح علماء الفلك لمحةً عن النظام الشمسي القديم.
في عام 2008، دخل كويكب إلى الغلاف الجوي للأرض فوق السودان، وانفجر متحولًا إلى كرة من اللهب على ارتفاع عشرات الكيلومترات فوق الصحراء النوبية، ممطرًا شظايا أصبحت تُعرف باسم شهب "المحطة 6"، وهو الاسم العربي لمحطة القطار النائية التي عُثر على شظاياه بالقرب منها.
وفي السنوات العشر التي تلت سقوطه، أسهم تحليل نيازك المحطة 6 في إطلاع العلماء على طبيعة الكواكب الأولية -اللبنات الأساسية للكواكب الأرضية الحالية- التي كانت تسكن النظام الشمسي المبكر. يقدم بحث جديد -يحلل المتضمنات البلورية الصغيرة المنطمرة في الماس في النيازك، ويُنشر اليوم في Nature Communications1- أدلةً قويةً على وجود الكواكب الأولية.
معظم الشظايا هي من نوع يوريليت، وهي نيازك نادرة، غنية بالكربون، لا يزال أصلها لغزًا. ويبدو الكربون في اليوريليت على شكل جرافيت وألماس، وفي عام 2010 أظهر تعاون دولي أن يوريليت المحطة 6 (MS-170) يحتوي على ماس كبير بشكل غير عادي.
واستنادًا إلى ذلك، جادل الباحثون بأن الماس لم يتشكل نتيجةً لتأثير الحرارة والضغط، وفق الافتراض الشائع، بل داخل جسم اليوريليت الأم (UPB)، وهو جسم افتراضي في النظام الشمسي القديم له حجم كويكب كبير (بقطر يقارب 1000 كم).
والآن، عمد فريق يقوده فيليب جيليت -من مدرسة البوليتكنيك الفيدرالية في لوزان، سويسرا، والذي كان مشاركًا أيضًا في الأبحاث السابقة- إلى تنقيح الصورة استنادًا إلى معلومات من المعادن المنطمرة في الماس. فارانغ نابيي، المؤلف الرئيسي للدراسة، "اكتشف المُتَضَمّنات [المعدنية] حين كان ينظر إلى العلاقات التفصيلية بين الجرافيت والماس"، وفقًا لقول جيليت.
أظهرت الاختبارات المجراة بالمجهر الإلكتروني والتحليل الطيفي أن معظم هذه المُتَضَمّنات هي بلورات كبريتية غنية بالحديد، لا يمكن أن تكون قد تشكلت إلا بوجود ضغوط مرتفعة. إلى جانب الأدلة السابقة المستقاة من بلورات الماس، يثبت هذا أن جسم اليوريليت الأم ربما كان كوكبًا أوليًّا له حجم يتراوح بين حجمي عطارد والمريخ.
يقول جيليت إن هذه النتائج كانت مفاجئة، مضيفًا أن النماذج "أظهرت أن أجسامًا كهذه ملأت النظام الشمسي القديم، ولكن لم يسبق العثور على دليل واضح عن بقاياها".
يقول ماتياس ماير -خبير النيازك في ETH Zurich (المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ)، الذي لم يكن مشاركًا في هذه الدراسة-: إن هذا البحث "يقدم بالتأكيد حجةً قويةً بأن الألماس الموجود في يوريليت المحطة 6 (ومشتملاته الغريبة) المتشكل داخل جسم بحجم كوكب، هو اكتشاف يضيف رؤيةً جديدةً ومثيرةً عن أصل اليوريليت".
ولكنه يشير إلى أن الانطباعات المعدنية الأخرى في النيازك تشير إلى درجات أقل ارتفاعًا لكلٍّ من الحرارة والضغط، طارحةً أسئلةً حول تاريخ اليوريليت وأجسام اليوريليت الأم.
ويعكف فريق جيليت على دراسة نيازك المحطة 6 الأخرى؛ لمعرفة مدى انطباق ما توصلوا إليه من نتائج، وما الأسرار الأخرى التي يحملها هذا الماس السماوي.
"تستمر نيازك المحطة 6 بإثارة دهشة المجتمع"، وفقًا لقول ماير. "لقد تحول هذا النيزك فعلًا إلى كنز علمي كبير".
doi:10.1038/nmiddleeast.2018.51
تواصل معنا: