لماذا حصد التنبؤ ببنية البروتينات جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2024؟
12 October 2024
نشرت بتاريخ 10 يناير 2015
دراستان جديدتان كشفتا المزيد عن الحيتان الحدباء– بحر العرب يستضيف الأنواع الأكثر عزلة وتميزًا وراثيًّا من هذه المجموعات، وهي تحمل مرضًا جلديًّا لم يكن تأثيره عليها معروفًا في السابق.
وفقًا لدراسة جديدة، يُعَد بحر العرب موطن مجموعات الحيتان الحدباء الأكثر عزلة وتميزًا وراثيًّا في العالم.
توصي هذه الدراسة، التي أجراها علماء من جمعية البيئة العُمانية، وجمعية المحافظة على الحياة البرية، والمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي وسواها، بتصنيف هذه المجموعة، التي تضاءلت بشدة بسبب صيد الحيتان غير القانوني في ستينيات القرن العشرين، على أنها "مهددة بالانقراض بشدة" ضمن القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة (IUCN).
ولكن دراسة ثانية، أجراها عدد من نفس الباحثين، وجدت أن هذه المجموعة تحمل مرضًا لم تسبق معرفة تأثيره على الحيتان الحدباء، مما يزيد المخاوف بشأن سلامة وجودها.
وقد تميزت حيتان بحر العرب الحدباء دومًا بفرادة ترددها في الهجرة، وهو أمر غير عادي بالنسبة للأنواع المعروفة بسفرها مسافة تصل إلى 25,000 كيلومتر كل سنة.
لتحديد مدى اختلاف هذه المجموعة من الحيتان، جمع الباحثون عينات أنسجة من 47 حوتًا قبالة ساحل عمان، وقارنوا واسمات التوابع الدقيقة في الـDNA النووي والميتوكوندري ببيانات مجموعات الحيتان الحدباء في نصف الكرة الجنوبي وشمال المحيط الهادي. يقول تيم كولينز -المؤلف المشارك للدراسة- ملخِّصًا: "تختلف الحيتان العُمانية اختلافًا جذريًّا عن كل شيء آخر".
ويشير تحليلهم إلى أن مجموعة بحر العرب قد تمايزت عن أقرب أقربائها في نصف الكرة الجنوبي منذ نحو 70,000 سنة. وقد ازداد انعزال هذه المجموعة بسبب دورة تكاثرها، والتي تختلف عن تلك التي لأقرب الحيتان الحدباء إليها قرب مدغشقر وموزمبيق. ووفقًا للمؤلفين، فإن صغر حجم مجموعة حيتان بحر العرب واستمرار سرعة تضررها يستوجب إعادة تصنيفها في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة باعتبارها "مهددة بالانقراض بشدة" بدلاً من كونها "مهددة بالانقراض".
يقول سكوت بيكر، المدير المساعد لمعهد الثدييات البحرية في جامعة ولاية أوريغون: "إن التوصية بتغيير التصنيف طبقًا لمعايير الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة تلاقي دعمًا جيدًا من الأدلة الجينية، إضافة إلى تاريخ صيد الحيتان غير القانوني والتهديدات الحالية من النشاط البشري".
درس بيكر مجموعات الحيتان الحدباء في جميع أنحاء العالم، وهو مطّلع على القضايا المحيطة بهذا النوع في بحر العرب، لكنه لم يشارك في هذه الدراسة.
انتعشت الحيتان الحدباء كنوع بشكل جيد خلال العقود القليلة الماضية. فقد كانت مدرجة باعتبارها "مهددة بالانقراض" في ثمانينيات القرن العشرين، وتحسن وضعها لتصبح "عرضة للتهديد" في التسعينيات، قبل أن ينقلها الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة إلى فئة "الأقل إثارة للقلق" في عام 2008. ومع ذلك، يقول بيكر: إن جهود المحافظة يجب أن تركز على المجموعات بدلاً من تركيزها على الأنواع.
ويمضي مفسرًا: "التنوع البيولوجي محمي بالفعل على مستوى المجموعات، لا على مستوى الأنواع. فالأنواع حيوية للمحافظة على التنوع من الناحية التصنيفية، ولكن إذا لم يكن هناك تنوع في توزيعها، فستتوقف عن كونها عنصرًا وظيفيًّا في النظام الإيكولوجي".
وخلافًا لغيرها من المجموعات، فمجموعات الحيتان الحدباء في بحر العرب لم تنتعش.
إن المجموعة صغيرة، ويستمر عدد أفرادها في الانخفاض. لقد كان صيد الحيتان غير القانوني المزعوم من قبل المشغلين السوفييت، ضارًّا بالفعل، ولكنه لا يفسّر مدى الضرر. ويرى بيكر أن الضغوط المستمرة على مجموعات الحيتان؛ بسبب عوامل واضحة كتطوير الساحل وصيد الأسماك، وتراجع توافر الغذاء أيضًا، كلها تحمل جزءًا من المسؤولية.
ويمكن رؤية المزيد من الأدلة على الشؤون الصحية للمجموعات في صور التعرف على الحيتان الملتقَطة قبالة ساحل عمان بدءًا من عام 2000 وما بعده. فهذه الصور تُظهر آفات جلدية غير منتظمة على جوانب الحيتان وظهورها تشبه تلك التي يسببها مرض الجلد الموشوم، وهو مرض شائع بين الحيتان ذات الأسنان، ونادرًا ما ذُكر حدوثه لدى الحيتان البالينية، ولم يُلحَظ حدوثه على الإطلاق لدى الحيتان الحدباء أو الأنواع وثيقة الصلة بها. وحيث إن سبب هذه الآفات غير معروف، فقد وصف الكتاب هذه الحالة بأنها "مرض جلدي يشبه الوشم".
يشعر الباحثون بالقلق حيال ارتفاع معدل انتشار هذا المرض في المجموعة وزيادة معدله خلال المدة الموثقة بالصور، والذي ربما كان مؤشرًا على أمور صحية دفينة ونظام مناعي مكبوت، قد يكون نتيجة للضغوط البشرية.
على الرغم من عدم وجود أي تأثير قانوني مباشر، فإن حالة "مهددة بالانقراض بشدة" قد تكون مفيدة في التفاوض مع الحكومات وأصحاب المصلحة المحليين في التعامل مع التهديدات التي لا تزال تواجه المجموعة، من ضربات السفن إلى توسع مصائد الأسماك.
يقول كولينز: "أفترض أن ما يقرب من 60% من الحيتان الحدباء في بحر العرب يحمل بعض مؤشرات التأذي من شباك الصيد. لقد علقت في الشباك في وقت ما، وعليها ندبة حبل في مكان ما، أو أنها فقدت أجزاء من الزعنفة الظهرية بسبب انكشاطها في الشبكة"، وفي منظور كولينز وزملائه، تمثّل الحيتان الحدباء "كناري شمال المحيط الهندي"، وحالتها تعكس إدارتنا لهذه النظم الإيكولوجية بشكل عام.
"ما يميز هذه المجموعة هو أنها حيوانات بحر العرب"، كما يقول كولينز. إنها لا توجد في أي مكان آخر. "إنها مخلوقات يجب تقدير قيمتها".
doi:10.1038/nmiddleeast.2015.8
تواصل معنا: