أحدث الأبحاث

Read this in English

شعاب البحر الأحمر المرجانية المتحملة للحرارة تصل إلى الحدود القصوى لطاقة التحمل

نشرت بتاريخ 13 أبريل 2015

قد تكون الشعاب المرجانية في البحر الأحمر أكثر تحملاً للحرارة من أي شعاب مرجانية أخرى في العالم، ولكن التغيرات المناخية قد تصل بتحملها إلى أقصى حدوده.

سدير الشوق

الشعاب المرجانية في البحر الأحمر أكثر تقبلاً لدرجات الحرارة المرتفعة من معظم الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم
الشعاب المرجانية في البحر الأحمر أكثر تقبلاً لدرجات الحرارة المرتفعة من معظم الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم
© محمد يحيي

تشير البحوث الجديدة إلى أن درجات حرارة البحر الأحمر قد وصلت إلى أعلى مستويات تتحملها بعض الشعاب المرجانية، مع تهديد الاحتباس الحراري للشعاب المرجانية ونظمها الإيكولوجية.

في تعاون بحثي بين التخصصات البحرية في المعهد الألماني GEOMAR، وكل من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST) وجامعة الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية، قاس العلماء معدلات التكلس والتخليق الضوئي في مرجان Pocillopora verrucosa في مواقع تمتد من شمال البحر الأحمر إلى جنوبه، على مسافة 2,000 كم، وتختلف درجة الحرارة فيما بينها على مدار العام بما يفوق 6 درجات مئوية. وعمدوا أيضًا إلى جمع الـDNA من هذه الشعاب المرجانية؛ لتقييم تنوعها الجيني1.

كانت الشعاب المرجانية المأخوذة من مواقع مختلفة متماثلة وراثيًّا، وأبدت علاقة ثابتة بقوة بين التكلس ودرجة الحرارة، مما يدل على أن مجموعات متجانسة من Pocillopora verrucosa تنتشر في البحر الأحمر، بدلاً من مجموعات فرعية متعددة متكيفة مع ظروفها المحلية.

وأظهرت الدراسة أن الشعاب المرجانية في جنوب البحر الأحمر -حيث درجات الحرارة أعلى- وصلت إلى حافة قدرتها على التحمّل. وتُعَد هذه النتائج نذيرًا لتأثير الاحترار العالمي على هذه الشعاب المرجانية، كما تقول مارين زيجلر، الباحثة في جامعة الملك عبد الله، التي لم تشارك في الدراسة.

قالت إيفون ساوال -المؤلف الرئيس للدراسة-: إنه بالنظر إلى الانخفاض الحاد في درجة الحرارة والمسافات الكبيرة المدروسة، فقد توقّعت أن تجد تكيّفًا محليًّا، مع اختلاف جيني وتكلس في مواقع محددة استنادًا إلى درجة الحرارة، بدلاً من هذه الصورة المتجانسة. ولكن ساوال تلفت إلى أن الفريق قام فقط بفحص الاختلاف في مواضع جينية محايدة، وأن إجراء المزيد من الدراسات قد يكشف اختلافًا في مواضع أخرى.

وجد الفريق بعض الاختلاف في الطحالب المتعايشة المرتبطة بالشعاب المرجانية في العينات المأخوذة من أقصى شمال البحر الأحمر وأقصى جنوبه. ربما تكون أنواع الطحالب الجديدة التي اكتشفناها في الجنوب متحملة حراريًّا بشكل خاص"، وفق قول ساوال. 

سيكون تحديد اختلاف مرتبط بالتحمل الحراري مشجعًا للباحثين الذين يقلقهم تأثير الاحتباس الحراري على الشعاب المرجانية والنظم الإيكولوجية التي تساندها. كما يخطط فريق ساوال أيضًا لإجراء دراسة متابعة بغرض البحث عن علامات التكيف المحلي في أنواع أُخَر من المرجان ليست على نفس درجة انتشار P. verrucosa.

هذه الدراسة غير مسبوقة، لا من ناحية حجمها فقط، وتغطيتها فصلين على امتداد مساحة واسعة، بل في جمعها أيضًا بين وراثيات المجموعة، والبيانات الفيزيولوجية، والتحديد الجزيئي للطحالب المتعايشة معها. "لقد ابتكر منهجهم بعض الرؤى المهمة، وهو يوفر منظورًا آخر"، وفقًا لقول زيجلر.

doi:10.1038/nmiddleeast.2015.69


  1. Sawall, Y. et al. Extensive phenotypic plasticity of a Red Sea coral over a strong latitudinal temperature gradient suggests limited acclimatization potential to warming. Scientific Reports http://dx.doi.org/10.1038/srep08940 (2015)