أخبار

Read this in English

السعي وراء لقاح لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية مع ظهور فاشية جديدة

نشرت بتاريخ 10 يونيو 2014

تتواصل المملكة العربية السعودية مع شركات الأدوية لتطوير لقاح لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ولكن بعض الباحثين يرون أن هذا قد يكون إهدارا للمال.

محبّ قسطندي

أجزاء فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية كما تشاهَد بالتلوين السلبي بالمجهر الإلكتروني.
أجزاء فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية كما تشاهَد بالتلوين السلبي بالمجهر الإلكتروني.
Cynthia Goldsmith/Maureen Metcalfe/Azaibi Tamin/CDC
تُجري حكومة المملكة العربية السعودية محادثات مع شركات الأدوية تتعلق بتطوير لقاح ضد الفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية؛ نظرا لتعرّض المملكة لفاشية أخرى.

وقد أكدت وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع وقوع 10 حالات جديدة من عدوى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ووفاة حالتين إضافيتين نتيجة للإصابة بالفيروس. وفي مصر، جرى تأكيد حدوث حالة واحدة في مطلع الأسبوع لرجل كان قد عاد إلى بلاده من العاصمة السعودية، الرياض.

ظهر الفيروس المسبّب لعدوى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في أبريل 2012، وانتشر منذ ذلك الحين إلى شمال أفريقيا، وآسيا، وأوروبا. ولكن المملكة العربية السعودية كانت الأكثر تضررا؛ حيث أبلغت عن وقوع 127 حالة في أبريل وحده، ليصل العدد الإجمالي للحالات المؤكدة فيها إلى 323، كانت 94 منها قاتلة.

سيتدفق المسلمون من جميع أنحاء العالم ليتجمعوا في السعودية في يوليو مع حلول شهر رمضان المبارك، ومع موسم الحج السنوي الذي سيكون في شهر أكتوبر، وقد أدى الارتفاع الأخير في أعداد الإصابات إلى إحياء المخاوف من حدوث وباء. وتتعرّض حكومة المملكة العربية السعودية لضغوط متزايدة لكي تثبت أنها تتخذ الإجراءات المناسبة.

وقد جرى الاستبدال بوزير الصحة، ووجّهت وزارة الصحة دعوة إلى منظمة الصحة العالمية (WHO) وفريق من الخبراء الدوليين لإعادة تقييم الوضع. وقال متحدث باسم وزارة الصحة متحدثا إلى صحيفة سعودي جازيت إنه تم وضع برنامج لزيارة ممثلي إحدى شركات الأدوية العالمية إلى المملكة لمناقشة تطوير اللقاح وتصنيعه. كما وُجِّهت دعوة إلى صانعي اللقاحات الآخرين.

تعمل هذه الشركة، إنوفيو فارمَسوتيكلز Inovio Pharmaceuticals -ومقرها بنسلفانيا- على تطوير لقاح من الـDNA التركيبي الذي يرمّز البروتين "الشوكي" الخاص بالفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وهو مصمم لتقليد حالة العدوى واستحداث استجابة مناعية. وفقا لـInovio، يستند اللقاح إلى معلومات وراثية من سلالات فيروسية متعددة، لذا فإنه إضافة إلى الحماية التي سيوفّرها ضدّ هذه السلالات، قد يؤمّن أيضا حماية ضدّ سلالات مماثلة، وربما ضدّ السلالات الناشئة.

في نوفمبر الماضي، نشرت الشركة بيانات قبل سريرية قدّمت أدلة على أن "بنية اللقاح قد لوحظت بحيث تحفّز على تشكيل أجسام مضادة قوية محيّدة وخلايا تائية عريضة مصحوبة بالجليكوبروتين CD8 (خلايا CD8+ T) لدى الفئران".

وكان فريق من الباحثين الإسبان قد أفاد قبل عدة أشهر، أنهم هندسوا وراثيا سلالة ضعيفة من الفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية يمكن استخدامها أيضا لإنتاج لقاح1.

إذا أثبت لقاح إنوفيو نجاحه في الدراسات المجراة على الحيوانات، فقد يكون جاهزا للاختبار على البشر خلال خمس سنوات. ولكن وفقا لآراء بعض الخبراء، فمن غير المجدي إنفاق مبالغ طائلة من أجل التحصين ضد فيروس تسبب في إحداث عدد قليل نسبيا من حالات العدوى.

"ثمة مشكلات كثيرة جدا تواجه فكرة إعداد لقاح لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية"، وفق تصريح إيان جونز، المختص بعلم الفيروسات من جامعة ريدينغ إلى رويترز. "أستطيع أن أرى أن الفكرة ستنجح بمثابة استرضاء –أي أنهم يريدون إثبات قدرتهم على تحقيقها- وهذا ممكن طبعا من الناحية الكيميائية الحيوية، أما من الناحية العملية فإن الأمر لا معنى له".

ربما يكون تحديد مصدر الفيروس ومحاولة منع انتقاله هو النهج الأفضل بدلا من ذلك.

تبدو الخفافيش مصدرا ممكنا، وقد يحدث الانتقال مثلا عن طريق تناول الأغذية الملوثة بفضلات الخفافيش. والجِمال هي مصدر محتمَل آخر؛ فبعض الحالات الأخيرة طالت الأفراد الذين كانوا على اتصال بها، وأظهرت دراسة هذا العام أن الإبل السعودية كانت تحمل الفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية منذ عام 1992. ref.2 

ويقول تقرير لمنظمة الصحة العالمية صدر في 24 أبريل إن العدد الإجمالي للحالات المؤكدة مخبريا من الإصابات البشرية قد بلغ 254 حالة، بما فيها 93 حالة قاتلة. ينتمي الفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية إلى عائلة الفيروسات نفسها المسببة للإنفلونزا ونزلات البرد، لذا فإن التدابير الصحية الأساسية، مثل غسل اليدين بانتظام، وتجنّب لمس العينين والأنف والفم، تقلّل كثيرا من مخاطر انتقال العدوى، وتساعد على منع انتشار المرض.

doi:10.1038/nmiddleeast.2014.148


  1. Almazán, F. et al. mBio 4(5): e00650-13 (2013).
  2. Alagaili, A. N. et al. mBio 5(2): e00884-14 (2014).