رحلة باحثة بين محطات حقل دراسة التكاثفات
04 December 2024
نشرت بتاريخ 26 ديسمبر 2013
تاريخيا، كان معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو الأدنى، ولكن استمرار انتشار الفيروس يمكن أن يغيّر هذا الوضع قريبا. فقد بلغ انتقال الفيروس معدلات أعلى من أي وقت مضى، في حين يتجه المعدل العالمي نحو الانخفاض، وثمة نقص في الوعي، كما أن إمكانية الحصول على العلاج تكبّلها الوصمة الاجتماعية والتشريعات التي عفا عليها الزمن بتجريمها لبعض السلوكيات، مما يزيد النفور من العديد من المجموعات المعرّضة للخطر وعزلها.
ما يزال تتبع اتجاهات عدوى فيروس نقص المناعة البشرية في جميع أنحاء المنطقة أمرا صعبا. فمن بين 23 بلدا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أربعة فقط لديها أنظمة مراقبة كافية للسماح بإجراء تقييم سليم للوباء، في حين أن مدى انتشار الفيروس بين المجموعات الأكثر عرضة للخطر لا يزال مجهولا إلى حد كبير في 10 بلدان. تفتقر معظم البلدان إلى مصادر البيانات الأساسية لمساعدة الباحثين، تاركة العمل على عاتق المنظمات غير الحكومية وجماعات الضغط السياسي، التي تتمكن من إعطاء تقديرات فقط لأنماط العدوى وفعالية العلاج.
(في هذا العام)، كان يوم الإيدز العالمي مناسبة للاحتفال بالجهود العالمية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، وعلى الرغم من النكسات الإقليمية، فإن بعض دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يستحقّ الثناء على الجهود الكبيرة في مقاومة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.
في العالم العربي، تقدّم كل من لبنان والمغرب والأردن وتونس وسوريا دعما صريحا لنهج درء المخاطر تجاه تعاطي المخدرات، بوصفه جزءا من استراتيجية رسمية للحد من انتقال فيروس نقص المناعة البشرية. ويهدف هذا إلى محاولة الحد من أضرار الممارسات المثيرة للجدل، بدلا من القضاء على تلك الممارسات.
وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته بعض البلدان، فقد استمرت الاتجاهات المثيرة للقلق في بلدان أخرى. فاستنادا إلى تقرير جديد صادر عن منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز (UNAIDS)، فإن نحو 80% من الناس الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في المنطقة لا يدركون أنهم يحملون الفيروس، و85% من هؤلاء ممن وصلوا إلى مراحل متقدمة من العدوى لا يتلقون العلاج.
وقد قطعت الوكالات الدولية والمحلية العاملة في المنطقة شوطا طويلا، ولكنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة. فوفق رأي الباحث أليكس سمولاك يعتبر البعض أن محاولة إدخال السياسات ذات الأصول الغربية ضمن أطر العمل في هذه المنطقة يمثل إهانة لهويتها المحافظة والدينية. ويقترح سمولاك حلولا ممكنة، تضع في اعتبارها الحساسية الثقافية عند وضع السياسات الخاصة بالمنطقة، سيرا على خطى البلدان ذات الأغلبية المسلمة، مثل إيران وماليزيا.
ويلحظ سمولاك أن المخاطر كبيرة؛ نظرا لتوفّر أدلة على استمرار انتشار فيروس نقص المناعة البشرية إلى عامة السكان ما لم يتغير شيء. وهو تأكيد كرّره الباحث ليث أبو رداد وزملاؤه.
ويضيفون أن هناك أسبابًا للاعتقاد بأن وبائيات فيروس نقص المناعة البشرية قد شهدت -تحت السطح- تطورا صغيرا. لا يمكن الآن إنكار مدى انتشار وباء فيروس نقص المناعة البشرية في المنطقة، وقد بدأت الحكومات –بعضها على مضض وبعضها الآخر بأريحية- بمعالجة هذه المشكلة. ويجري حاليا وضع تدابير فعالة للتعامل مع فيروس نقص المناعة البشرية بين المجموعات الأكثر عرضة له في بعض البلدان؛ للحد من انتشاره إلى بقية السكان على الأقل.
وعلى الدرجة نفسها من الأهمية لوقف انتشاره، نجد البعد الثقافي للممارسات المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية، والوصمة والخزي المحيطين بالإصابة، والمخاوف القديمة ذات الصلة بإنذار المصابين. إن التغلُّب على هذه الأفكار لا يتوقف على واضعي السياسات فقط بل أيضا على المجموعات المعرّضة للخطر، والعاملين في مجال الرعاية الصحية على الأرض، ممن هم بحاجة كبيرة للتثقيف والدعم، ربما بنفس الدرجة من المسؤولية.
صورة إقليمية: خارطة انتشار فيروس نقص المناعة البشرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الأدلة يجب أن تشكل أساسًا للسياسات المعدّة لمواجهة فيروس نقص المناعة البشرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
مواجهة مخاطر فيروس نقص المناعة البشرية في العالم العربي
مخالفة المألوف: تقرير جديد يظهر تأخر الشرق الأوسط في جهود مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية
سياسة الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: معضلات متشابكة
تقرير للأمم المتحدة يسلط الضوء على معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.. الآخذة بالارتفاع في الشرق الأوسط
الجزائر في مواجهة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز
باحثون يسلطون الضوء على مخاطر تفشّي وباء الإيدز في العالم العربي
الستيرويدات لتخفيف مشكلات الإدراك المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية
doi:10.1038/nmiddleeast.2013.247
تواصل معنا: