أخبار

الأحواض النهرية الفرعية تواجه ندرة المياه

نشرت بتاريخ 9 فبراير 2024

النفايات البشرية الناتجة عن أنظمة الصرف الصحي والتوسع في الإنتاج الزراعي من الأسباب الرئيسية لتلوث المياه بالنيتروجين

محمد السعيد

خزان كييف في أوكرانيا
خزان كييف في أوكرانيا
Maryna Strokal Enlarge image
ذكرت دراسة جديدة أن تلوث المياه بالنيتروجين يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه في أكثر من 20% من الأحواض الفرعية للأنهار في جميع أنحاء العالم.

 

وتوقعت الدراسة -التي نشرتها دورية "نيتشر كوميونيكيشنز"  (Nature Communications)- أن "يواجه ثلث الأحواض النهرية الفرعية ندرةً شديدةً في المياه النظيفة بحلول عام 2050، وهو ما قد يؤثر على 3 مليارات شخص إضافي".

 

وتُعد أحواض الأنهار -التي تنقسم أحيانًا إلى وحدات أصغر تسمى الأحواض الفرعية- مصدرًا رئيسيًّا لمياه الشرب لملايين السكان حول العالم، وهي أيضًا مواقع للأنشطة الحضرية والاقتصادية واسعة النطاق.

 

ونظرًا لارتفاع مستويات التلوث بالنيتروجين، من المتوقع أن تصبح العديد من الأحواض الفرعية في جنوب الصين وأوروبا الوسطى وأمريكا الشمالية وأفريقيا نقاطًا ساخنةً لندرة المياه، ما يستوجب معالجة نوعية المياه في سياسات إدارة المياه في المستقبل.

 

وفقًا للدراسة، فإن مجموعةً من العوامل الطبيعية والبشرية هي التي أدت إلى تفاقُم حالة ندرة المياه وتأثيراتها عالميًّا؛ إذ أدى التحضر والزراعة إلى زيادة الطلب على المياه وزيادة التلوث أيضًا، مما يقلل من فرص الحصول على مياه آمنة.

 

تقول الباحثة الرئيسية للدراسة "مينجرو وانج"، أستاذ النظم البيئية المساعد بجامعة "فاخينينجن" الهولندية: "إن الأسباب الرئيسية لتلوث المياه بالنيتروجين هي التوسع في الإنتاج الزراعي، وكذلك النفايات البشرية الناتجة عن أنظمة الصرف الصحي".

 

تضيف "وانج" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": يختلف المصدر المهيمن للنيتروجين في الأنهار بين أحواض الأنهار والسيناريوهات المستقبلية، وفي أسوأ السيناريوهات، فإن المصدر الرئيسي للتلوث بالنيتروجين في الأنهار هو المخلفات البشرية الناجمة عن التحضر السريع، واتصال أنظمة الصرف الصحي بالأنهار، ويزداد الأمر سوءًا إذا كانت معالجة مياه الصرف الصحي سيئةً في البلدان النامية.

 

وتتابع: أظهرت النتائج تفاقُم ندرة المياه في معظم الأنهار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى حدٍّ كبير في عام 2010 من خلال إضافة تلوث المياه إلى تقييم ندرة المياه، ويحدث هذا بشكل رئيسي بسبب النيتروجين الناتج عن المخلفات البشرية، بما يتضمن أنظمة الصرف الصحي والتغوط في العراء في بعض المناطق غير الحضرية.

 

ويشير تقرير سابق صادر عن معهد الموارد العالمية إلى أن تأثيرات تغيُّر المناخ والنمو السكاني والحضري ستفاقم من إجهاد إمدادات المياه العذبة في العالم على مدار الثلاثين عامًا القادمة، وأفادت بيانات التقرير أن أكثر المناطق معاناةً من الإجهاد المائي هي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يتعرض 83% من السكان لإجهاد مائي مرتفع للغاية.

 

من جهته، يقول "ديتريش بارتيلت" -عضو مجلس خبراء المعهد العالمي للمياه والبيئة والصحة في سويسرا- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": إن المناهج المتبعة حاليًّا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتعامل مع مشكلة نقص المياه تقوم على منظور ضيق للغاية، يركز على الماء باعتباره الماء السائل فقط.

 

يضيف "بارتيلت": يجب على بلدان المنطقة تحفيز كفاءة استخدام المياه في الزراعة، واعتماد الإدارة المتكاملة للموارد المائية، وتعزيز البنية التحتية للمياه من خلال الحلول القائمة على الطبيعة والبنية التحتية الخضراء، مثل استعادة الأراضي الرطبة وأشجار المانجروف والغابات التي تحسِّن نوعية المياه وتعزِّز قدرتنا على الصمود في مواجهة الجفاف، بالإضافة إلى توفير الأموال التي تُنفَق على معالجة المياه.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.51