أيهما أكثر ابتكارية: الأفكار وليدة الذكاء الاصطناعي أم وليدة البشر؟
01 December 2024
نشرت بتاريخ 18 أغسطس 2024
أظهرت الأشعة السينية والمقطعية التي أُجريت على مومياء التمساح استخدام المصري القديم لخطاف من البرونز وسمكة كبيرة لصيد التماسيح وتحنيطها
أدت الحيوانات دورًا عقائديًّا مهمًّا لدى المصريين القدماء، وكان نظام الكتابة المصرية القديمة يركز عليها بشكل كبير.
وكانت التماسيح من بين الحيوانات التي تُحنط بشكل شائع؛ إذ ارتبطت بالإله "سوبك" (إله النيل والخصوبة والبعث)، واستخدمت كتمائم في جميع أنحاء مصر القديمة لدرء الشر، سواء بارتداء جلود التماسيح كملابس أو بتعليق تمساح فوق أبواب المنازل.
وفي متحف ومعرض برمنجهام للفنون، عُرضت مومياء لتمساح مصري قديم مُحنط، يبلغ طوله 2.23 متر، وفي مايو 2016، تم نقل مومياء هذا التمساح إلى مستشفى مانشستر الملكي للأطفال لعمل أشعة مقطعية لتمكين الباحثين من دراستها.
ووفق دراسة حديثة نشرتها مجلة "التطبيقات الرقمية في علم الآثار والتراث الثقافي" (DAACH)، فقد أظهرت الأشعة السينية والأشعة المقطعية أن الجهاز الهضمي للحيوان كان مليئًا بحصوات صغيرة تُعرف باسم "جاستروليث" (gastroliths) داخل معدة التمساح، وهي حصوات تبتلعها التماسيح -غالبًا- لمساعدتها على هضم الطعام وتنظيم عملية الطفو.
ووجد الباحثون أيضًا خطافًا من البرونز وسمكة، مما يشير إلى أن المُحنط المصري القديم ترك بعض الأحشاء الداخلية للتمساح في مكانها.
وتوضح الدراسة أن "الباحثين كشفوا عن تفاصيل غير عادية حول الساعات الأخيرة في حياة التمساح الذي قام المحنطون المصريون القدماء بتحنيطه، وتمكنوا من تحديد كيفية وفاة الحيوان وكيفية علاج الجثة بعد الموت باستخدام جهاز التصوير المقطعي المحوسب وتكنولوجيا النمذجة ثلاثية الأبعاد".
وتشير بعض الدراسات إلى أن الحيوانات الكبيرة كانت تُقتل عن طريق إصابتها في الرأس، لكن التمساح الذي خضع للدراسة أعطى دلائل مختلفة على كيفية اصطياده ومن ثم تحنيطه؛ إذ توصل العلماء في دراستهم الحالية إلى أن التماسيح الكبيرة المحنطة تم اصطيادها في البرية باستخدام خطافات مطعمة بالأسماك، مما يعزز رواية المؤرخ اليوناني هيرودوت، الذي زار مصر في القرن الخامس قبل الميلاد وكتب عن جذب التماسيح بضرب الخنازير على ضفاف النهر ومن ثم اصطيادها بخطافات موضوعة في نهر النيل.
وصمم الباحثون نسخة طبق الأصل للخطاف من البرونز (المعدن نفسه الذي استخدمه قدماء المصريون) بواسطة مساعدة زملائهم من "مدرسة برمنجهام للمجوهرات" لعرضه بجانب مومياء التمساح في المتحف، وفق تصريحات ليديا ماكنايت، باحثة علم المصريات بجامعة مانشستر والمؤلف الرئيسي للدراسة.
تضيف "ماكنايت" في البيان الصحفي المُصاحب للدراسة: ساعدت التكنولوجيا الحديثة على كشف خبايا ماضينا القديم، ولا أستطيع تخيل حجم الأسرار التي قد تساعد التكنولوجيا في كشفها مستقبلًا.
doi:10.1038/nmiddleeast.2024.260
تواصل معنا: