أخبار

الطحالب الحمراء القشرية تهدد الشعاب المرجانية الاستوائية

نشرت بتاريخ 8 نوفمبر 2023

توصيات بزيادة التمويلات والأنشطة البحرية لاكتشاف هذه الطحالب الضارة قبل أن تدمر مجتمعات الشعاب المرجانية

محمد السعيد

يسلط الباحثون الضوء على التأثير الذي تُحدثه الطحالب على مجتمعات الشعاب المرجانية
يسلط الباحثون الضوء على التأثير الذي تُحدثه الطحالب على مجتمعات الشعاب المرجانية
Johnmartindavies/ CC BY-SA 3.0 Enlarge image
حذرت دراسة حديثة نشرتها دورية "كارنت بيولوجي" (Current Biology) من تزايُد المخاطر التي تواجهها الشعاب المرجانية، والتي تجعلها ضمن أكثر الكائنات البحرية تعرضًا للتدهور والانقراض.

وتشير الدراسة إلى نوع جديد من الطحالب التي تهدد شعاب المناطق الاستوائية مثل منطقة البحر الكاريبي، وهي الطحالب الحمراء التي تشكل قشرةً فوق المرجان والإسفنج، وتؤدي إلى خنق الكائنات الحية تحتها ومنعها من النمو مرةً أخرى.

وأوضح الباحثون أن "هناك حوالي 48 نوعًا مختلفًا من الطحالب الحمراء القشرية، وقد يكون من الصعب تمييزها عن الأنواع غير الضارة مثل الأعشاب البحرية؛ لأن شكلها يختلف اختلافًا كبيرًا عندما يتعلق الأمر باللون والشكل والبنية".

يقول "توم سخيلس"، أستاذ الأحياء البحرية في جامعة جوام الأمريكية، المؤلف المشارك في الدراسة: الطحالب كائنات بارزة وذات أهمية بيئية في مجتمعات الشعاب المرجانية، ومع ذلك، يتم التعامل معها غالبًا كمجموعة واحدة أو مجموعات وظيفية محددة بشكل تعسفي.

يضيف "سخيلس" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تُعد الدراسة الحالية بمنزلة دعوة للعمل من أجل رفع مستوى الوعي حول مجموعة من الطحالب الحمراء القشرية التي أصبحت مهيمنةً بشكل متزايد على الشعاب المرجانية.

ويتابع: زادت فاشيات الطحالب الحمراء القشرية من حيث الشدة والمدى في منطقة البحر الكاريبي بحلول عام 2010، وفي الآونة الأخيرة، أصبحت حالات تفشيها أكثر وفرةً في الشعاب الاستوائية في أماكن أخرى من العالم، ولسوء الحظ، فإن البيانات الأساسية حول وفرة هذه الطحالب وتنوعها وبيئتها إما نادرة أو معدومة.

ويسلط الباحثون الضوء على التأثير الكبير الذي يمكن أن تُحدثه هذه الطحالب على مجتمعات الشعاب المرجانية، سعيًا إلى فهمٍ أفضل لدورها في التحولات البيئية.

ونظرًا لافتقار المراقبين (لحالة الشعاب المرجانية) إلى التدريب اللازم للتعرف على الطحالب الحمراء القشرية التي يمكن تغطيتها بالرواسب الدقيقة أو مزجها مع ركائز الشعاب المرجانية، فإنه يتم التغاضي في الغالب عن المراحل الأولية لتحولات الشعاب المرجانية حتى تتغير مجتمعات الشعاب المرجانية بشكل جذري، ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه التغييرات قابلةً للعكس بشكل طبيعي في إطار زمني مناسب بيئيًّا، وفق "سخيلس".

وعن خطورة هذه الطحالب، يوضح الباحث أنها يمكن أن تغطي مساحاتٍ واسعةً من الشعاب المرجانية، لكن الباحثين لا يعرفون مدى ثباتها، "لقد تم توثيق التحولات المرحلية في منطقة البحر الكاريبي، لكننا لا نعرف ما هو مصير الشعاب المرجانية الأكثر تنوعًا بيولوجيًّا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ في أعقاب تفشِّي هذه الطحالب".

ويلفت الباحث إلى أن الأنواع الأصلية للطحالب الحمراء القشرية قد تستجيب بشكل مشابه للاضطرابات التي تتعرض لها الشعاب المرجانية مثل الاحترار والترسيب.

ويطالب "سخيلس" بزيادة التمويلات والأنشطة البحرية للاكتشاف المبكر لهذه الطحالب الضارة قبل أن تدمر مجتمعات الشعاب المرجانية.

doi:10.1038/nmiddleeast.2023.232