أخبار

Read this in English

نموذج قطري يتوقع اتجاهات الهربس في الولايات المتحدة

نشرت بتاريخ 28 مارس 2019

نوع فيروس الهربس المعروف بإحداثه القروح الباردة حول الفم سيؤدي إلى مزيد من حالات العدوى في الأعضاء التناسلية في السنوات القادمة.

ليتيسيا ديامانت

فيروس HSV-1 أكثر ما يُعرف بالقروح الباردة التي يُحدثها حول الفم.
فيروس HSV-1 أكثر ما يُعرف بالقروح الباردة التي يُحدثها حول الفم.
Elitsa Deykova/ E+/ Getty Images
يشير نموذج رياضي جديد طوِّر في قطر إلى أن فيروس الهربس البسيط herpes simplex من النوع 1 (HSV-1) يمر حاليًّا بمرحلة انتقالية دقيقة في الولايات المتحدة، تترافق بانخفاض معدلات إصابة الفم لدى الأطفال وزيادة في إصابة الأعضاء التناسلية لدى اليافعين.   

تُعتبر العدوى بـHSV-1، والتي كثيرًا ما يشار إليها باسم الهربس الفموي، عدوى تدوم مدى الحياة، وتتصف بأنها مُعدية بشدّة، وتؤدي إلى ظهور تقرحات باردة حول الفم كنتيجة للانتقال عن طريق الفم في مرحلة الطفولة. ولكن في الآونة الأخيرة، بدأ هذا الفيروس أيضًا باكتساب صفة عدوى أساسية تنتقل جنسيًّا إلى جانب HSV-2، وهو نوع الفيروس الأكثر مرافقةً للهربس التناسلي.  

عمد الباحثون في جامعة قطر ووايل كورنيل للطب في قطر إلى وضع نموذج لوبائية هذه العدوى الفيروسية حتى عام 2100. ويضع النموذج في الاعتبار أنماط الانتقال الأربعة (فموية- فموية، فموية- تناسلية، تناسلية- فموية، تناسلية- تناسلية)، وقد زُوّد ببيانات HSV-1 من الدراسة الاستقصائية الوطنية للصحة والتغذية في الولايات المتحدة، التي غطت الفترة الممتدة بين 1976 و2016، وتوقعات النمو الديمغرافي الصادرة عن الأمم المتحدة.   

يتوقع النموذج أن يستمر حدوث حوالي ثلاثة ملايين إصابة جديدة سنويًّا، بينما ستتراجع نسبة أعداد السكان الأمريكيين الذين سيكونون على صلة بالفيروس مع مرور الوقت. سيبقى الهربس الفموي هو الشكل السائد للعدوى، وسيبقى الانتقال الفموي- التناسلي (الجنس عن طريق الفم) هو السبب الأكثر شيوعًا للهربس التناسلي. سيكون نحو 500,000 حالة جديدة كل عام في الأعضاء التناسلية، وسيترافق ربعها بمظاهر سريرية. وسيؤدي نحو 25% من جميع حالات العدوى الجديدة بفيروس الهربس البسيط (HSV-1) إلى الإصابة بالهربس التناسلي، الذي يُتوقَّع أن تصل درجة انتشاره إلى أقصاها حوالي عام 2060، ثم تبدأ بالتراجع ببطء. سيكون الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عامًا هم الفئة الأكثر تأثرًا بالعدوى الفيروسية.   

يقول أبا غوميل، أستاذ الرياضيات في جامعة ولاية أريزونا، الولايات المتحدة الأمريكية، الذي لم يكن مشاركًا في الدراسة: "هذه واحدة من أفضل دراسات النمذجة التي شاهدتها على ديناميكيات نقل فيروس الهربس البسيط في مجموعة سكانية".   

"طوّر المؤلفون نموذجًا حتميًّا مبتكرًا يشتمل على جميع الملامح الأساسية التاريخية للمرض، بما في ذلك الهيكل العمري، وانتقال المرض بواسطة أفراد مصابين بالعدوى، لا عرَضيين أو واضحي الأعراض، وطرق اكتساب العدوى ونقلها عن طريق الفم والأعضاء التناسلية، وهيكل إمكانية الإصابة". 

 "إننا نهدف إلى تطبيق النموذج على مجالات أخرى من أجل توصيف مستوى وميل الانتقال الوبائي لـHSV-1 على مستوى العالم،" وفقًا لقول مؤلفي الدراسة الرئيسيين. 

كما يُبدي الفريق أيضًا اهتمامه باستخدام النمذجة الرياضية لتقييم التأثير المحتمل للقاح HSV-1. "هذه النتائج تسلط الضوء على الحاجة إلى لقاح يقدّم حمايةً مزدوجةً ضدّ HSV-1 وHSV-2، ويجب أن تؤثر على توجيه رسائل الصحة العامة للشباب تتعلق بمخاطر انتشار الأمراض المنقولة جنسيًّا عن طريق الجنس الفموي"، وفق قول جوشوا تي شيفر، من مركز فريد هتشنسون لأبحاث السرطان، الولايات المتحدة الأمريكية، الذي لم يكن مشاركًا في الدراسة أيضًا. 

doi:10.1038/nmiddleeast.2019.46


Ayoub, H. H. et al. Characterizing the transitioning epidemiology of herpes simplex virus type 1 in the USA: model-based predictions. BMC Med 17:57 (2019).