أخبار

دواء أكثر فاعلية لداء البلهارسيات البشري

نشرت بتاريخ 29 مارس 2024

ينتشر المرض في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.. ومخاوف من انتقاله إلى مناطق جديدة مثل جنوب أوروبا بسبب تغيُّر المناخ

محمد منصور

انخفض عدد يرقات الديدان بنسبة 71.7%
باستخدام المركب الجديد

انخفض عدد يرقات الديدان بنسبة 71.7% باستخدام المركب الجديد


Sevan N. Alwan, University of Texas Health Science Center at San Antonio

Enlarge image
أظهر مركب تم تطويره حديثًا نتائج واعدة في الدراسات التي أُجريت على الحيوانات كعلاج أكثر فاعلية لداء البلهارسيات البشري.

 

ويصيب المرض -الذي تم توثيق انتشاره في 78 دولة- حوالي 251.4 مليون شخص على مستوى العالم، ويؤدي إلى وفاة نحو 12 ألف شخص سنويًّا، وفق دراسة عُرضت في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية، والذي عُقد في الفترة من 23 إلى 26 مارس بمدينة سان أنطونيو الأمريكية.

 

ويُستخدم دواء "البرازيكوانتيل" لعلاج الأعراض، إلا أن هناك العديد من القيود على استخدامه بسبب الطفرات المقاومة التي تقلل فاعليته، وانعدام قدرته على قتل الطفيليات في مرحلة اليرقات.

 

من جهتها، ترى "سيفان علوان" -الأستاذ المساعد في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس في سان أنطونيو، والمؤلف الرئيسي للدراسة- أن الدواء الجديد "سيوفر فاعليةً أفضل لدواء البرازيكوانتيل، خاصةً عند استخدامه بالتوازي معه".

 

وعلى الرغم من أن انتقال داء البلهارسيات البشري، الذي تعرف عليه العالِم الألماني تيودور بلهارس لأول مرة في عام 1853 بين المرضى المصريين، يميل إلى الحدوث في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، إلا أن تغيُّر المناخ يمكن أن ينقله إلى مناطق جديدة مثل جنوب أوروبا.

 

تقول "علوان" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": بلغت معدلات الشفاء باستخدام البرازيكوانتيل 60% في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يتوطن المرض بشدة، وبالتالي فإن القيود المفروضة على الأدوية تؤكد الحاجة إلى علاجات جديدة ذات آلية عمل مختلفة بشكل واضح للحصول على معدل علاج أفضل.

 

وتم تطوير المركب الجديد كجزء من جهود فريق البحث لتصميم وتوليف واختبار المشتقات المعاد هندستها من دواء "أوكسامنيكين"، الذي كان يُستخدم سابقًا لعلاج المرضى الذين يعانون من الطفيليات، ولكنه لم يعد يُستخدم بسبب مقاومة الأدوية له وفاعليته المحدودة، ويعمل الدواء الجديد عبر آلية تنشيطية تُشبه تلك الآلية المستخدمة في "أوكسامنيكين".

 

وبمجرد إعطاء الدواء للمريض، يتم تنشيطه بواسطة إنزيم ينتجه طفيل البلهارسيا، ويضيف هذا الإنزيم مجموعة كبريتات إلى موقع محدد على جزيء الدواء، ويحولها إلى شكل نشط، ويخضع الشكل المنشط لمزيد من التحولات، مما يؤدي إلى تكوين وسيط تفاعلي.

 

ويمكن للوسيط التفاعلي الناتج عن ذلك الدواء أن يتفاعل مع الجزيئات الكبيرة داخل الطفيلي، مثل الحمض النووي والبروتينات؛ إذ تعطل هذه التفاعلات العمليات والهياكل الخلوية الأساسية، مما يؤدي في النهاية إلى موت الطفيلي.

 

وتختلف الطريقة التي يعمل بها هذا الدواء عن البرازيكوانتيل، الذي يشل الديدان عن طريق تنشيط قناة تسمح بدخول أيونات الكالسيوم في أجسامها وتسبب الشلل، لكن بعض الطفيليات أصبحت مقاوِمةً لدواء البرازيكوانتيل، في حين لا يزال بإمكان المركب الجديد قتلها.

 

في مجموعات تجريبية مكونة من خمس فئران إناث، انخفض عدد يرقات الديدان بنسبة 71.7% باستخدام المركب الجديد، في حين خفضها البرازيكوانتيل بنسبة 21.1% فقط، وأظهرت الدراسة أيضًا أن المركب الجديد قلل عدد اليرقات بشكل أكثر فاعلية.

 

ويعلق "موسى إيجيسا" -الباحث في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، وغير المشارك في الدراسة- بأن داء البلهارسيات "يؤثر بقوة على قارة أفريقيا حيث لا يزال معدلا الانتشار والشدة مرتفعين"، وهو الأمر الذي يؤكد "ضرورة وجود دواء جديد فعال يقضى على كلٍّ من العدوى واليرقات لمنع الانتشار".

 

تقول "علوان": تتنبأ الدراسات الحديثة بأن زيادة درجة الحرارة ستؤدي إلى زيادة تكاثر العوائل الوسيطة للحلزون وانتقال الأمراض في المناطق الموبوءة ذات درجات الحرارة المنخفضة.

 

وتضيف: مع استمرار درجات الحرارة في الارتفاع، قد يمتد موطن جديد للحلزون إلى جنوب أوروبا، وتم الإبلاغ بالفعل عن تفشِّي داء البلهارسيات الدموية في كورسيكا بفرنسا، مما يشير إلى احتمال تحوُّل داء البلهارسيات إلى مناطق غير موبوءة.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.108