أخبار

علاج محتمل ضد تلف الكلى الناجم عن بعض الأدوية 

Published online 14 أبريل 2024

باحثون مصريون: أدى العلاج إلى تحسينات ملحوظة في مختلِف المعايير البيوكيميائية المرتبطة بوظائف الكلى لدى فئران التجارب

محمد السيد علي

كشفت النتائج عن تحسينات كبيرة في مختلِف المعايير البيوكيميائية المرتبطة بوظائف الكلى لدى الفئران 
كشفت النتائج عن تحسينات كبيرة في مختلِف المعايير البيوكيميائية المرتبطة بوظائف الكلى لدى الفئران 
Public domain Enlarge image

تؤدي الكلى وظائف أساسية حيوية في الجسم، منها تنقية الدم من الفضلات والسموم، وضبط توازن الماء والمعادن، وتنظيم ضغط الدم، لكن تلك الوظائف قد تتأثر بالسلب نتيجة تناول بعض الأدوية.

وتشير دراسة أجراها باحثون مصريون إلى علاج محتمل يمكنه حماية الكلى من التلف الناجم عن دواء "السيكلوسبورين"، الذي يُستخدم لمنع رفض الجسم للأعضاء بعد زراعتها.

ويُعرف السيكلوسبورين بخصائصه المُثبّطة للمناعة، لكن "السمية الكلوية" من آثاره الجانبية الخطيرة التي قد تُلحق الضرر بالكلى، وتقلل قدرتها على العمل بشكل صحيح، وفق الدراسة التي نشرتها دورية "ساينتفك ريبورتس".

أُجريت الدراسة على الفئران لاختبار ما إذا كان يمكن لأدوية "السيتاجليبتين" و "الهيسبيريدين" حماية الكلى من الأضرار الناجمة عن "السيكلوسبورين".

الوقاية من السمية الكلوية

يوضح أحمد محمد عبد الدايم -الأستاذ بقسم الفارماكولوجيا الطبية بكلية الطب في جامعة أسيوط- أن "الدراسة تسلط الضوء على إمكانيات السيتاجليبتين والهيسبيريدين في الوقاية من السمية الكلوية الناجمة عن "السيكلوسبورين" في الجرذان؛ إذ أظهرت هذه المركبات فاعلية ملحوظة في الحد من التلف الكلوي، عن طريق تقليل الإجهاد التأكسدي والالتهابات وموت الخلايا المبرمج، وبالتالي الحفاظ على وظائف الكلى وبنيتها".

يقول "عبد الدايم" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": يتميز دواء السيتاجليبتين المستخدم لعلاج السكري من النوع الثاني بانخفاض آثاره الجانبية وندرتها، كما أنه مادة طبيعية تُستخرج من الفواكه، وتتمتع بخصائص وقائية ضد التأكسد والالتهاب في الأنسجة.

تحسينات ملحوظة

استمرت الدراسة لمدة 14 يومًا؛ إذ تم إعطاء الفئران دواء "السيكلوسبورين" لإحداث "السمية" الكلوية، وتلاها علاج متزامن باستخدام "السيتاجليبتين" أو "الهيسبيريدين".

وكشفت النتائج عن تحسينات كبيرة في مختلِف المعايير البيوكيميائية المرتبطة بوظائف الكلى لدى الفئران التي تلقت العلاج، بما في ذلك مستويات اليوريا في الدم، والكرياتينين في الدم، والألبومين، وأظهر "السيتاجليبتين" و"الهيسبيريدين" قدرةً على تصحيح التغيرات الضارة التي يسببها "السيكلوسبورين" في مستويات "اليوريا" و"الكرياتينين" والجلوكوز في الدم، بالإضافة إلى خفض مستويات الألبومين في الدم. 

كما أظهر الفحص النسيجي والدراسات المناعية انخفاضًا ملحوظًا في تلف الكلى والالتهابات والإجهاد التأكسدي في الفئران المعالجة، ويرجع ذلك إلى دور "السيتاجليبتين" و"الهيسبيريدين" في تنظيم التعبير الجيني عن بروتينات تشارك في عمليات حيوية بالكلى، كالاستجابة المناعية والمسارات الالتهابية والحفاظ على صحة الكلى وإصلاح الكلى.

وأظهرت أجزاء كلى الفئران التي عولجت بـ"الهيسبيريدين" أو "السيتاجليبتين" انخفاضًا في عدد الخلايا المناعية المُنشَّطة، وتراجُعًا في التعبير الجيني عن عوامل الالتهاب وموت الخلايا المبرمج، مقارنةً بكلى الفئران التي تعرضت لـ"السيكلوسبورين" فقط.

وقارنت الدراسة بين فاعلية كلٍّ من "السيتاجليبتين" و"الهيسبيريدين" في الحماية من "السمية الكلوية" الناجمة عن "السيكلوسبورين"، وأظهرت تفوق "السيتاجليبتين" على "الهيسبيريدين" في فوائده العلاجية.

وأظهرت دراسة سابقة أن "السيتاجليبتين كان جيد التحمل بشكل عام في التجارب السريرية، وكانت نسبة خطر الإصابة بنقص السكر في الدم ضئيلة، ولم يكن له تأثيرٌ ملحوظ على وزن الجسم".

كما أظهرت دراسة أخرى أن لدواء "السيتاجليبتين" خصائصَ مضادةً للالتهابات، ويمكن أن يؤدي دورًا في منع تطور اعتلال الكلى السكري.

دراسة التأثيرات الجانبية

من جهته، يقول عادل قرقار عبد الله، أستاذ جراحة المسالك البولية والتناسلية بكلية الطب بجامعة أسيوط، وغير المشارك في الدراسة: إن "السيكلوسبورين دواء مهم في حالات زراعة الكلى والقلب والكبد والبنكرياس والقرنية والنخاع العظمي، بهدف تثبيط الجهاز المناعي وإعاقة خلاياه عن مهاجمة الأعضاء المزروعة".

يقول "قرقار" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": قد يُستخدم هذا الدواء أيضًا في علاج بعض الأمراض المناعية مثل الروماتويد، ومن الضروري دراسة تأثيراته الجانبية على الكلى، خاصةً عند استخدامه لفترات طويلة وبجرعات عالية كما يحدث في عمليات زراعة الأعضاء.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.119