Using AI to control energy for indoor agriculture
30 September 2024
Published online 11 نوفمبر 2023
فحص الباحثون بلورات قديمة موجودة في صخور جمعها رواد مركبة الفضاء أبولو 17 خلال رحلتهم إلى القمر
يؤمن العلماء بأنه قبل عدة مليارات من السنوات اصطدم كوكب في حجم المريخ بالأرض مباشرةً، ما أدى إلى اطلاق كتلة من الصخور إلى الفضاء اتخذت مدارًا حول الأرض، وعُرفت فيما بعد باسم "القمر".
كان القمر قريبًا من الأرض في قديم الزمان، ثم ابتعد عنها شيئًا فشيئًا إلى أن وصل إلى موقعه الحالي، لكن تاريخ تلك الحادثة التي تسببت في نشأة القمر لا يزال مجالًا بحثيًّا نشطًا.
من هنا تأتي أهمية الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين بقيادة علماء من جامعة نورث وسترن الأمريكية، ونشرتها دورية "جيوكيميكال بيرسبكتيف ليترز" (Geochemical Perspectives Letters).
تشير الدراسة إلى أن عمر القمر هو 4.46 مليارات سنة، أي أنه أكبر بمقدار 40 مليون سنة مما اعتقد الباحثون سابقًا (4.425 مليارات سنة).
يقول ديتير إيشيم، الأستاذ المساعد في جامعة نورث وسترن، والمؤلف المشارك في هذه الدراسة: استخدمنا التأريخ الجيولوجي بواسطة تفتُّت بلورات الزركون لفحص عينات قمرية جمعها رواد مركبة الفضاء أبولو 17، التي انطلقت إلى القمر في 7 ديسمبر من عام 1972.
والزركون معدن يتكون من خليط من العناصر مثل السيليكون والأكسجين والزركونيوم، ويحتوي على كميات قليلة من عناصر مشعة مثل اليورانيوم والثوريوم، وعادةً ما تكون له بلورات مميزة، وتُستخدم على الأرض في صناعة الحلي إلى جانب استخدامات أخرى.
يقول "إيشيم" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": يتميز الزركون بصلابته ومتانته وخموله الكيميائي، ويظل موجودًا في الرواسب الصخرية على مدى مليارات السنوات، ولأنه يحتوي على كميات ضئيلة من اليورانيوم والثوريوم، يمكن تأريخه باستخدام العديد من التقنيات التحليلية الحديثة، وبشكل خاص من خلال فحص نسبة اليورانيوم إلى الرصاص.
فعندما تتحلل ذرات اليورانيوم، تفقد البروتونات والنيوترونات الخاصة بها لتتحول إلى رصاص، ويحدث ذلك بمعدل زمني معروف بالنسبة للعلماء، ولذلك فإن أي قياس دقيق لنسبة اليورانيوم إلى الرصاص يسهم في معرفة كم من الوقت مضى منذ بدأت تلك العملية وتحول اليورانيوم إلى رصاص، وهو نفسه الوقت الذي مضى منذ تكوُّن الزركون على سطح القمر.
لكن عملية التأريخ هذه لم تكن ممكنةً قبل خمسين عامًا، وقد بدأ تطوير "التصوير المقطعي بمسبار الذرة" في ثمانينيات القرن الماضي، ولدى جامعة نورث ويسترن مختبر خاص لهذه التقنية.
يضيف "إيشيم": التصوير المقطعي بمسبار الذرة هو تقنية مجهرية توفر تصويرًا ثلاثي الأبعاد لكل ذرة عن طريق تطبيق مجال كهربائي قوي على عينة تتخذ شكل إبرة، مما يتسبب في تبخُّر الذرات واحدةً تلو الأخرى، ويتم رصد ذلك عبر كاشف خاص.
مع تطور تقنيات التصوير المقطعي بمسبار الذرة، ازداد استخدام التأريخ الجيولوجي بواسطة تفتُّت بلورات الزركون في الدراسات الجيولوجية بدايةً من العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، الأمر الذي أثار اهتمام علماء الجيولوجيا المهتمين بالقمر بشكل خاص.
ويُعد فهم ماضي القمر السحيق وطبيعته الجيولوجية ضرورةً أساسيةً للعلماء، فالقمر مهم بالنسبة للأرض؛ إذ إنه يتحكم في حركة مائها، وعدد ساعات اليوم الأرضي، ويحمي الأرض من ضربات المذنبات، ويعتبر كبسولة محفوظة جيدة لبيانات تاريخ المجموعة الشمسية السحيق.
doi:10.1038/nmiddleeast.2023.238
Stay connected: