أخبار

الشعاب المرجانية المتدهورة يمكن "إحياؤها"

نشرت بتاريخ 14 مارس 2024

التلوث البترولي والسياحة غير المستدامة أهم المخاطر التي تهدد الشعاب في الشرق الأوسط

محمد السعيد

يمكننا إعادة بناء الشعاب المرجانية والمصنفة كأنظمة بيئية صحية
يمكننا إعادة بناء الشعاب المرجانية والمصنفة كأنظمة بيئية صحية
Indo-Pacific Films Enlarge image
تواجه الشعاب المرجانية في العالم العديد من التهديدات، بدءًا من ارتفاع درجات حرارة المياه وتحمُّض المحيطات وحتى الأنشطة البشرية كالصيد الجائر.

 

لكن دراسة نشرتها دورية "كارنت بيولوجي" (Current Biology) حملت بشرى بخصوص الشعاب المرجانية في جميع بيئات العالم، والتي تتعرض لأضرار قد يتعذر إصلاحها.

 

وتوضح الدراسة أن "الجهود المبذولة لاستعادة الشعاب المرجانية لا تؤدي إلى زيادة الغطاء المرجاني فحسب، بل يمكنها أيضًا إعادة وظائف النظام البيئي المهمة، وبسرعة مدهشة".

 

أجرى الباحثون دراسات تجريبية على الشعاب المرجانية قبالة الساحل الجنوبي لجزيرة سولاوسي الإندونيسية، التي تعرضت لأضرار بالغة قرابة 30 عامًا بسبب الصيد بالديناميت؛ إذ يتم إسقاط المتفجرات في الماء لقتل أعداد كبيرة من الأسماك أو صعقها.

 

وكشفت النتائج أنه يمكن للشعاب المرجانية المستعادة أن تنمو بسرعة نمو الشعاب السليمة نفسها، أي في أقل من أربع سنوات، وفي حين أن التعافي السريع يُعد واعدًا، إلا أن الشعاب المرجانية المستعادة تميل إلى أن تكون أقل تنوعًا مقارنةً بالشعاب المرجانية غير المتضررة.

 

يقول "تيموثي لامونت"، الباحث في الأحياء البحرية في جامعة لانكستر البريطانية، والمشارك في الدراسة: الشعاب المرجانية المستعادة في إندونيسيا كانت قادرةً على النمو بعد أربع سنوات فقط من بدء عملية الترميم، وهذه نتيجة تُظهر أنه عندما تكون الظروف مناسبة، يمكننا إعادة بناء الشعاب المرجانية والمصنفة كأنظمة بيئية صحية.

 

وأضاف "لامونت" في تصريحاته لـ"نيتشر ميدل إيست": إن كثيرًا من العوامل تسهم في نجاح استعادة المرجان، ويجب أن تكون هناك صيانة مستمرة للشعاب المرجانية المستعادة بعد زراعتها لتعظيم فرص بقائها.

 

وعن المخاطر التي تؤثر على الشعاب المرجانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أوضح "لامونت" أن الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم تواجه التحديات الطبيعية والبشرية ذاتها، مثل تلوث المياه وممارسات الصيد المدمرة، وموجات الحرارة البحرية والأعاصير الاستوائية الناجمة عن تغير المناخ، "نحتاج إلى معالجة القضايا المحلية والعالمية من أجل حماية الشعاب المرجانية بشكل فعال"، وفق "لامونت".

 

ويتفق "طارق فرج" -أستاذ الجغرافيا الطبيعية في جامعة حلوان- مع لامونت في أن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر أو الخليج العربي تعاني من التهديدات الطبيعية والبشرية ذاتها.

 

أضاف "فرج" في تصريحاته لـ"نيتشر ميدل إيست": إن أحد أهم الأخطار التي تهدد الشعاب المرجانية في منطقتنا التلوث بزيت البترول، الذي يحتوي على مواد سامة وقاتلة لحيوان المرجان، بجانب حجب بقعة الزيت نفسها لأشعة الشمس، مما يقلل من شفافية المياه فلا تستطيع التغلغل في الأعماق التي ينمو فيها المرجان، وهناك أيضًا الصيد الجائر للمرجان بغرض تجارة أحواض الزينة؛ إذ إن بعض أسماك الزينة تعيش مع المرجان في علاقة تكافلية لا غنى عنها كجزء من النظام للشعاب، كما شُيدت بعض القرى السياحية فوق الشعاب المرجانية أو بالقرب منها في مصر والإمارات.

 

ويحذر "فرج" من خطورة محطات التحلية المقامة على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي على بيئة الشعاب المرجانية؛ إذ ينجم عنها مياه شديدة الملوحة ومواد كيميائية تضر بشدة ببيئة الشعاب المرجانية، ما يستوجب الحد من الاحترار العالمي، ومواجهة أخطار التلوث بكافة أنواعه، ومنع ردم الشعاب المرجانية للحد من تدهور بيئتها في منطقتنا.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.90