أحدث الأبحاث

حجم القمر يتقلص

نشرت بتاريخ 12 فبراير 2024

تحديد مواضع الصدوع الناشئة عن انكماش القمر يساهم في تأمين مواضع هبوط المهمات القمرية مستقبلًا

شادي عبد الحافظ

تظهر
المربعات الزرقاء مواقع مناطق هبوط مهمة

تظهر المربعات الزرقاء مواقع مناطق هبوط مهمة "أرتيميس 3" المقترحة، وتمثل العلامات الحمراء الصغيرة المنحدرات


NASA/ LRO/ LROC/ASU/ Smithsonian Institution Enlarge image
ذكرت دراسة حديثة أن القمر انكمش بحوالي 50 مترًا على مدى مئات الملايين من السنين، ما أدى إلى تغيُّر سطحه بشكل قد يؤثر على المهمات الفضائية المستقبلية.

يقول توماس ر. واترز -الباحث بمؤسسة سميثسونيان الأمريكية، والمؤلف الرئيسي للدراسة- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": يتقلص القمر بشكل أساسي بسبب التبريد المستمر لنواته الداخلية التي لا تزال ساخنة، كما أن تأثر القمر بجاذبية الأرض قد يكون أحد أسباب هذا الانكماش.

وحينما ينكمش القمر، فإن سطحه يتجعد بشكل يشبه تجعُّد سطوح بعض أنواع الفاكهة وانكماشها عند تركها لفترة في الثلاجة، وفق الدراسة التي نشرتها دورية "ذا بلانيتري ساينس جورنال" (Planetary Science Journal).

لكن سطح القمر ليس مرنًا كسطح الفاكهة، وبالتالي فإن الانكماش يؤدي إلى تصدُّع قشرته وتغيُّر شكلها بصورة تشبه الصدوع الزلزالية على سطح الكرة الأرضية، خاصةً في أقطاب القمر، ما يتسبب في زلازل على سطح القمر.

تحدد الدراسة مواقع الهبوط المحتملة لمهمة "أرتيميس 3" التابعة لوكالة ناسا، والتي تكون مُعرضةً للزلازل والانهيارات الأرضية.

وفقًا لـ"واترز"، قد يستمر الزلزال القمري مدةً أطول بكثير من الزلازل التقليدية (ساعات بدلًا من دقائق)؛ إذ يجعل انخفاض جاذبية القمر الزلزال المعتدل أقوى بكثير مقارنةً بالزلزال الأرضي.

ربط الباحثون بين الصدوع الموجودة في قطب القمر الجنوبي والناشئة عن انكماش القمر وأحد أقوى الزلازل القمرية المعروفة التي رصدتها مهمات أبولو قبل أكثر من 50 عامًا.

يقول "واترز": معظم هذا الانكماش مدفوع بالتبريد الطبيعي لقلب القمر المنصهر، ولا يوجد سبب يثير قلق البشر إزاء تقلص القمر إلا إذا انتقلوا للعيش هناك، ويتمثل الخطر المحتمل في البؤر التي تقع بالقرب من الصدوع الناشئة بسبب انكماش القمر، والتي يحتمل أن تكون نشطة.

ويأمل الباحثون أن تسهم تلك النتائج في بناء خريطة تحدد مواقع الصدوع لكي تتجنبها الرحلات الفضائية المستقبلية، لكونها الأخطر بالنسبة لرواد الفضاء ومُعداتهم.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.52