أحدث الأبحاث

لماذا ينكر البعض مسؤولية البشر عن تغير المناخ؟

نشرت بتاريخ 5 فبراير 2024

تمييز الهوية السياسية أحد أسباب إنكار الأشخاص لـ"التغيرات المناخية".. وخداع الذات ليس كل شيء

هاني زايد

لا يعتقد كثيرون أن تغير المناخ ناتج عن النشاط البشري في المقام الأول
لا يعتقد كثيرون أن تغير المناخ ناتج عن النشاط البشري في المقام الأول
Volker Lannert/University of Bonn Enlarge image
على الرغم من التوافق العلمي شبه الكامل حول مسؤولية الأنشطة البشرية عن ارتفاع درجة حرارة الأرض، إلا أن جزءًا كبيرًا من السكان ينكرون مساهمة الإنسان في تغير المناخ أو يقللون منها، وفق دراسة نشرتها دورية "نيتشر كلايميت تشينج" (Nature Climate Change).

ويخلص تقرير تغير المناخ في العقل الأمريكي لعام 2022 إلى أن "27% من المشاركين في الاستطلاع يُرجعون تغير المناخ إلى تغيرات طبيعية".

وتسود فرضيات بأن "معتقدات الناس قد تتشكل بسبب محاولتهم تسويغ سلوكياتهم الشخصية مثل رغبتهم في قيادة سيارة كبيرة، أو الاستمتاع برحلات بحرية عبر القارات، أو تناول نظام غذائي غني باللحوم، أو الاستثمار في صناعات تسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون".

يقول فلوريان زيمرمان، أستاذ الاقتصاد بجامعة بون الألمانية، والمشارك في الدراسة: "ترى بعض الفرضيات أن الناس يجدون أنه من الأسهل عليهم خداع الذات والتعايُش مع إخفاقاتهم المناخية بدلًا من الاقتناع بأن الأمور تتجه إلى الأسوأ".

فلوريان زيمرمان أستاذ الاقتصاد بجامعة بون الألمانية
فلوريان زيمرمان أستاذ الاقتصاد بجامعة بون الألمانية

Enlarge image
لم تقدم الدراسة مؤشرات على أن المفاهيم المغلوطة المنتشرة حول تغيُّر المناخ ترجع إلى هذا النوع من خداع الذات، وفي ظاهر الأمر، يُعد هذا خبرًا طيبًا بالنسبة لصناع السياسات، لأن هذه النتائج قد تعني أنه يمكن تصحيح المفاهيم الخطأ المتعلقة بتغير المناخ من خلال توفير معلومات شاملة وصحيحة حول التغيرات المناخية.

يضيف "زيمرمان": على النقيض من ذلك، وجدنا أن إنكار البشر لمسؤوليتهم عن ظاهرة الاحتباس الحراري يمثل جزءًا من الهوية السياسية لمجموعات معينة من الناس، وبعبارة أخرى، قد يعرِّف بعض الناس أنفسهم بأنهم لا يؤمنون بتغير المناخ، على اعتبار أن طريقة التفكير هذه هي سمة مهمة تميزهم عن المجموعات السياسية الأخرى، وبالتالي من المرجح أنهم ببساطة لا يهتمون بما يقوله الباحثون حول هذا الموضوع.

وتُعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها نقطةً ساخنةً لتغير المناخ؛ حيث تتنبأ النماذج المناخية بدرجات حرارة أعلى بنسبة 20% من المتوسطات العالمية. 

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.45