أخبار

بصمات الأصابع ليست مُتفردة دائمًا

نشرت بتاريخ 22 يناير 2024

الذكاء الاصطناعي يحلل بنية بصمة الأصبع بطريقة تختلف عن النهج المُتبع في الطب الشرعي

محمد السيد علي

بصمات الأصابع تمثل جزءًا مهمًّا من الأدلة الجنائية وتحديد المشتبه بهم في ارتكاب الجرائم
بصمات الأصابع تمثل جزءًا مهمًّا من الأدلة الجنائية وتحديد المشتبه بهم في ارتكاب الجرائم
Gabe Guo,/Columbia Engineering Enlarge image
يسود اعتقاد واسع في مجال الطب الشرعي بأن بصمات الأصابع لشخصٍ ما تُعد فريدةً من نوعها، وبالتالي لا يمكن مطابقتها.

لكن فريقًا بحثيًّا من كلية الهندسة بجامعة كولومبيا الأمريكية، توصل إلى اكتشاف يتحدى هذا الاعتقاد، مؤكدًا أن طريقة المقارنة بين بصمات الأصابع كانت تُجرى على نحو خطأ.

استعان الباحثون بنظام متطور للذكاء الاصطناعي، للكشف عن أوجه التشابه بين بصمات الأصابع من أصابع مختلفة للشخص نفسه، اعتمادًا على تحليل جديد لبنية بصمات الأصابع، يختلف عن التحليل المُتبع عادةً في الطب الشرعي.

لإثبات صحة فرضيتهم، استخدم الباحثون قاعدة بيانات عامة لبصمات الأصابع تابعة للحكومة الأمريكية تضم 60 ألف بصمة، ونُشرت النتائج بدورية "ساينس أدفانسز"، وأدرجوا تلك البيانات في نظام قائم على الذكاء الاصطناعي يُعرف بـ"شبكة تبايُنية عميقة" (Deep Contrastive Network).

وكان كل زوج من الأصابع في بعض الأحيان ينتمي إلى الشخص نفسه (كأنْ تُدرَج بصمة الخنصر والسبابة في اليد اليمنى لشخص واحد)، وأحيانًا كان الزوج ينتمي إلى شخصين مختلفين (كأنْ تُدرَج بصمة إصبع البنصر في اليد اليسرى لشخص، وبصمة الإصبع الوسطى في اليد اليسرى لشخصٍ آخر).

وبمزيد من التدريب على البيانات، أصبح نظام الذكاء الاصطناعي الذي صممه الفريق أفضل في معرفة متى كانت بصمات الأصابع التي تبدو فريدةً من نوعها تنتمي إلى الشخص نفسه، ومتى لا تكون كذلك.

وبلغت دقة نتائج النظام، حينما كان يحلل زوج واحد من الأصابع 77%، وعندما تم تقديم أزواج متعددة من بصمات الأصابع، بلغت الدقة 88%، ما قد يؤدي إلى زيادة كفاءة الطب الشرعي الحالية بأكثر من 10 أضعاف.

من جهته، يقول جابي جو، الطالب بكلية الهندسة بجامعة كولومبيا، وقائد فريق البحث: لم يستخدم الذكاء الاصطناعي الفروع ونقاط النهاية في حواف بصمات الأصابع، وهي الأنماط المستخدمة في مقارنة بصمات الأصابع التقليدية، لكنه كان يستخدم شيئًا آخر، وهو زوايا الدوامات والحلقات الموجودة في وسط بصمة الإصبع وانحناءاتها.

يضيف "جو" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": نحن أول مَن حدد تشابه بصمات الأصابع وقاسه بشكل منهجي، لقد وجدنا أنه داخل الشخص نفسه، يرتبط اتجاه الحافة في مركز بصمة الإصبع بشكل كبير عبر جميع بصمات أصابعه العشر، بحيث يمكننا بالفعل استخدام هذا للتعرف على الأشخاص، وهذا يتحدى بشكل مباشر المعتقدات السابقة التي تقول إنه لا توجد بصمتان متشابهتان.

وتوقع "جو" أن يستمر الذكاء الاصطناعي في تحقيق اكتشافات جديدة تصدم مجتمعات علمية بأكملها، في الوقت الذي تزايد فيه الاعتماد على وسائل أخرى مثل برنامج تحليل الوجوه وقزحية العين والصوت وهندسة اليد للتعرف تلقائيًّا على الشخص.

ويقول شريف الخميسي، أستاذ الطب الجيني، ورئيس قسم الأبحاث بجامعة شيفيلد في المملكة المتحدة: "إن هذه النتائج مثيرةٌ للغاية بالنسبة لمجال الطب الشرعي؛ إذ لا تزال بصمات الأصابع تمثل جزءًا مهمًّا من الأدلة الجنائية وتحديد المشتبه بهم في ارتكاب الجرائم، رغم استخدام تحليل الحمض النووي "دي إن إيه" لتحديد هوية الأفراد.

يضيف "الخميسي" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": لجأت المطارات بالفعل إلى بصمة العين، التي تُعَد أكثر دقةً من بصمات الأصابع في تحديد هوية الأشخاص، وهذه النتائج ستجعلنا نركز أكثر في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، للتوصل إلى نتائج أكثر دقةً فيما يتعلق بتحليل بصمات الأصابع.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.33