عاصفة من الجدل أشعلها حصول الذكاء الاصطناعي على اثنتين من جوائز نوبل
14 October 2024
نشرت بتاريخ 3 يوليو 2024
يعود تاريخ الحفريات المكتشفة إلى العصر الكامبري.. وكانت محاطة بالرماد الساخن في مياه البحر
تمكن فريق بحثي من اكتشاف وتسجيل بعض من أفضل حفريات ثلاثيات الفصوص التي يزيد عمرها عن 500 مليون سنة في الرماد البركاني.
ووفق الدراسة التي نشرتها دورية "ساينس" (Science)، تم جمع حفريات ثلاثية الأبعاد لثلاثيات الفصوص، التي يزيد عمرها عن 500 مليون سنة، في الأطلس الكبير بالمغرب، ويعود تاريخها إلى العصر الكامبري.
وأطلق الباحثون عليها اسم "ثلاثيات الفصوص بومبي" بسبب حفظها الاستثنائي في الرماد، مثل ما حدث في مدينة بومبي الرومانية بعد ثوران بركان فيها وموت سكانها واكتشاف ضحاياها فيما بعد في أوضاعهم التي كانوا عليها.
ولدى ثلاثيات الفصوص هياكل خارجية صلبة جعلتها من أفضل الحيوانات البحرية الأحفورية المدروسة، ووصف علماء الحفريات أكثر من 20 ألف نوع منها على مدار القرنين الماضيين.
ومع ذلك، ظل الفهم العلمي الشامل لهذه المجموعة المتنوعة محدودًا بسبب ندرة حفظ الأنسجة الرخوة نسبيًّا.
ونظرًا إلى أن ثلاثيات الفصوص المغربية كانت محاطةً بالرماد الساخن في مياه البحر، فقد تحجرت أجسامها بسرعة كبيرة؛ إذ تحول الرماد إلى صخر، مما يشبه النهاية التي لقيها سكان بومبي بعد ثوران جبل فيزوف.
يقول عبد الرزاق الألباني، أستاذ الجيولوجيا بجامعة بواتييه الفرنسية، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "كانت هناك مفاجأتان أمام الفريق البحثي، أولاهما وجود حفريات في رواسب الرماد البركاني، وهو أمرٌ غير متوقع بسبب الطبيعة المدمرة للبراكين، أما الثانية فكانت الحفظ الاستثنائي للحفريات، مما أتاح للفريق ملاحظة السمات التشريحية الجديدة لثلاثيات الفصوص.
من جهته، يقول جريج إيدجكومب، أحد مؤلفي الدراسة، في بيان صحفي حصلت "نيتشر ميدل إيست" على نسخة منه: درست ثلاثيات الفصوص لنحو 40 عامًا، لكنني لم أشعر أبدًا وكأنني أنظر إلى حيوانات حية كما أشعر مع هذه الأحافير، لقد رأيت الكثير من التشريح الرخو لثلاثيات الفصوص، ولكن الحفظ الثلاثي الأبعاد هنا مذهل حقًّا.
ويقول "عبد الرزاق" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": كان يُعتقد سابقًا أن مفصليات ثلاثية الفصوص لديها ثلاثة أزواج من الزوائد على أجسامها، ولكن كلا النوعين المغربيين في هذه الدراسة أظهرا وجود أربعة أزواج.
ويتابع: كانت الزوائد المكتشفة حديثًا صغيرة جدًّا لدرجة أنها لم تُكتشف في الأحافير الأقل حفظًا بشكل مثالي، هذا يفتح نافذة جديدة على تاريخ الحياة.
وتفتح الورقة البحثية الجديدة آفاقًا نحو دراسة رواسب الرماد البركاني عن كثب، نظرًا لقدرتها الاستثنائية على احتجاز البقايا البيولوجية وحفظها، بما في ذلك الأنسجة الرخوة الدقيقة، وقد يؤدي ذلك إلى اكتشافات مهمة حول تطور الحياة على كوكبنا الأرض، وفق "عبد الرزاق".
doi:10.1038/nmiddleeast.2024.207
تواصل معنا: