رحلة باحثة بين محطات حقل دراسة التكاثفات
04 December 2024
نشرت بتاريخ 2 مايو 2024
الصخور الغنية بالتيتانيوم وُجدت بالقرب من لب القمر.. ثم هاجرت إلى الجانب القريب منه فيما عُرف بـ"انقلاب وشاح القمر"
منذ حوالي 4.5 مليارات سنة، تشكل القمر نتيجة انسلاخ قطعة من الأرض خلال اصطدام عنيف وقع في مراحل مبكرة من تاريخ النظام الشمسي.
ويرجع جزء كبير من معرفتنا حول "تشكُّل القمر" إلى تحليلات العينات الصخرية التي جمعها رواد فضاء مهمة أبولو منذ أكثر من 50 عامًا، بالإضافة إلى النماذج النظرية.
وأظهرت عينات صخور الحمم البازلتية التي تم إحضارها من القمر تركيزات عالية من التيتانيوم، كما وجدت عمليات رصد الأقمار الصناعية اللاحقة أن هذه الصخور البركانية الغنية بالتيتانيوم تقع في المقام الأول على الجانب القريب من القمر، ولكن كيف ولماذا وصلت تلك الصخور الغنية بالتيتانيوم إلى هناك؟ هي أمورٌ ظلت لغزًا حتى الآن.
ووفق دراسة حديثة نشرتها دورية "نيتشر جيوساينس" (Nature Geoscience)، فإن "الصخور الغنية بالتيتانيوم الموجودة أسفل القشرة القمرية حاليًّا كانت موجودةً قبل ذلك بالقرب من لب القمر على عمق أكبر من ألف كيلومتر تحت السطح، ثم هاجرت إلى الجانب القريب من القمر، وربما يكون ذلك ناجمًا عن اصطدام ضخم على الجانب البعيد من القمر".
وبعد ذلك، تبلورت تلك الصخور الغنية بالتيتانيوم في شكل ألواح تشبه الصفائح، ثم غرقت إلى الداخل مرةً أخرى لأنها أثقل من الوشاح الموجود تحتها فيما يُعرف بـ"انقلاب وشاح القمر"، الذي يعني هبوط الطبقة الموجودة أعلى القمر إلى الأسفل وخروج الطبقة السفلية إلى النور.
ويذهب الباحثون إلى أن "تلك الصخور الغنية بالتيتانيوم تركت بقايا في الجانب القريب من القمر، وهي البقايا التي يرصدها العلماء اليوم".
ولتأكيد صحة فرضيتهم، استعان الباحثون ببيانات سجلتها مهمة "جريل" التابعة لوكالة ناسا، التي قاست اختلافات صغيرة في جاذبية القمر، توافقت بشكل ممتاز مع النموذج الذي بناه هذا الفريق لرحلة التيتانيوم بين داخل القمر وخارجه.
يقول أدريان بروكيت -الباحث في مختبر القمر والكواكب بجامعة أريزونا، والمشارك في الدراسة- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": كشفت عمليات رصد الأقمار الصناعية أن الصخور البركانية الغنية بالتيتانيوم تقع في المقام الأول على الجانب القريب من القمر (الجانب الذي يواجه كوكب الأرض بشكل دائم ونراه حينما ننظر إلى القمر)، وقد ترك هذا العلماء في حيرة من أمرهم بشأن كيفية وصول هذه الصخور تحديدًا إلى هناك وعدم انتشارها على نطاق أوسع.
يضيف "بوكيت": جانب آخر مثير للاهتمام في دراستنا هو أن هناك نموذجًا مستقلًّا تمامًا يتنبأ بوجود التيتانيوم في الأماكن نفسها أيضًا، وهو لا يأخذ في الاعتبار بيانات الجاذبية على الإطلاق، وهذا الاتساق الملحوظ بين النموذجين يؤكد على نحوٍ لا لبس فيه حدوث انقلاب القمر.
doi:10.1038/nmiddleeast.2024.138
تواصل معنا: