أخبار

متلازمة الأيض تُثقل كواهل بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

نشرت بتاريخ 1 يوليو 2023

مصر وسلطنة عمان من أكثر الدول تأثُّرًا بـ"متلازمة التمثيل الغذائي".. والإصابة بـ"السكري من النوع الثاني" وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية أهم تداعياتها.

محمد السيد علي

Mr Vito/ iStock / Getty Images Plus

بينما كان الطبيب الهولندي "هيرمان هالر" عاكفًا على دراسة الأسباب المرتبطة بتصلُّب الشرايين، الذي يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، لاحظ أن العديد من مرضاه يعانون من عوامل خطر مُشتركة، أبرزها ارتفاع ضغط الدم ونسبة السكر والكوليسترول في الدم وزيادة دهون الخصر.

كان ذلك في عام 1977، عندما أطلق هيرمان لأول مرة على هذه التركيبة من عوامل الخطر اسم "المتلازمة X"، وفي ثمانينيات القرن الماضي، بدأ باحثون آخرون بدراسة هذه المتلازمة، إلى أن اعتمدت منظمة الصحة العالمية عام 1998 تسميتها بـ"متلازمة الأيض".

ويصاب الشخص بـ"متلازمة الأيض" -التي تُعرف أيضًا بـ"متلازمة التمثيل الغذائي"- حينما يعاني من ثلاث سمات فأكثر من عوامل الخطر، وهي زيادة محيط الخصر، وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم، وانخفاض مستوى الدهون عالية الكثافة، وفرط ضغط الدم، وارتفاع سكر الدم في أثناء الصيام.

ومعاناة الشخص من واحد فقط من تلك الأعراض لا يعني إصابته بمتلازمة الأيض، لكنه مؤشر لدخوله دائرة الخطر، أما إذا كان مصابًا بعدد من هذه الأعراض مجتمعةً فتزداد فرص الإصابة بأمراض مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.

عبء المرض 

يُعد الحصول على تقديرات صحيحة لعوامل الخطر الأيضية أمرًا ضروريًّا لرصد عبء المرض، لكن ذلك يمثل تحديًا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تتنوع بيئاتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

لذلك أجرى فريق بحثي دولي دراسةً حديثة، قدّمت نظرة شاملة حول أسباب انتشار عوامل الخطر الأيضية في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لرصد عبء المرض على مدى ثلاثة عقود.

ورصدت الدراسة التي نشرتها دورية "إي كلينيكال ميديسن" زيادةً كبيرةً في انتشار عوامل الخطر الأيضية في المنطقة على مدى العقود الثلاثة الماضية، كما كانت المنطقة هي الأعلى عالميًّا فيما يخص معدل سنوات العمر المصححة (المفقودة) باحتساب مدد العجز التي تتسبب فيها عوامل الخطر الأيضية.

وكان ضغط الدم المرتفع هو السبب الرئيسي للوفيات بـ803 آلاف و631 حالة في 2019، يليه ارتفاع مؤشر كتلة الجسم بـ538 ألفًا و448 حالة، وارتفاع نسبة السكر في الدم بـ516 ألفًا و784 حالة، وارتفاع الكوليسترول في الدم بـ401 ألف و217 حالة.

وشهدت أفغانستان -التي تُعد من الدول التي أطلق عليها الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش "الابن" مصطلح الشرق الأوسط الكبير- أعلى معدل وفيات وفق "معدل الوفيات وفق العمر" (ASDR) الذي يُنسب إلى عوامل الخطر الأيضية، بمعدل 590.4 لكل 100 ألف شخص، تليها مصر بـ534.5، وسلطنة عمان بـ511.9 حالة.

يشير علي مقداد -أستاذ الصحة العالمية بمعهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن، والباحث المشارك بالدراسة- إلى أن الاتجاه المتزايد للمراضة والوفيات التي تسببها عوامل الخطر الأيضية يشير إلى انتقال وبائي سريع للغاية من الأمراض السارية -التي كانت في السابق سببًا رئيسيًّا للوفيات والإصابات- إلى الأمراض غير السارية والمزمنة وعلى رأسها السكري.

يقول "مقداد" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تعاني منطقة الشرق الأوسط من 4 أمراض رئيسية هي السكري من النوع الثاني والسمنة وارتفاع الضغط والكوليسترول في الدم، أسباب تلك الأمراض بالأساس ترتكز على العادات الغذائية السيئة مع انخفاض النشاط البدني، ويتطلب هذا الوضع اتخاذ إجراءات عاجلة على المستوى الفردي والمجتمعي والوطني لوقف خطر هذه الأمراض المزمنة والوصول إلى الحد الأدنى من سنوات الحياة الصحية المفقودة.

وكشفت دراسة عالمية أخرى نشرتها دورية "ذا لانسيت" أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أكثر المناطق التي تعاني من السكري عالميًّا، ومن المتوقع أن تشهد هذه المنطقة زيادةً في معدلات الإصابة هي الأكبر مقارنةً بأي منطقة أخرى بحلول 2025.

أربعة عوامل

للوصول إلى نتائج الدراسة، رصد الفريق العبء الذي أحدثته أربعة من أبرز عوامل الخطر الأيضية وهي: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم أو مُحيط الخصر، بالإضافة إلى ارتفاع الكوليسترول في الدم، وذلك في 21 دولة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وجمع الفريق بيانات تغطي الفترة من 1990 إلى 2019 في كل من أفغانستان والجزائر والبحرين ومصر وإيران والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وعمان وفلسطين وقطر والمملكة العربية السعودية والسودان وسوريا وتونس وتركيا والإمارات واليمن، وذلك استنادًا إلى دراسة العبء العالمي للأمراض في عام 2019.

ومن المثير للقلق بشكل عام ما كشفته الدراسة من أن "التعرض لجميع عوامل الخطر الأربعة زاد خلال العقود الثلاثة الماضية في منطقة الشرق الأوسط، ما ينذر بزيادة عدد الأشخاص المصابين بأمراض مُزمنة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري، وكان هناك تبايُن كبير بين بلدان المنطقة في اتجاهات التعرض والعبء المنسوب إلى عوامل الخطر الأيضية بشكل عام".

ولاحظ الباحثون أن دول الخليج مثل البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات كان لديها اتجاه تنازلي لمعدل سنوات العمر المُصحّحة باحتساب مُدد العجز الذي يُنسب إلى عوامل الخطر الأيضية، لكن في المقابل، فإن ثلاث دول عانت من الحروب والصراعات -وهي سوريا واليمن وليبيا- كان لديها اتجاه متزايد في المقياس نفسه.

واعتبر الباحثون أن هذا التبايُن يُظهر بوضوح الآثار المُدمرة لعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي على صحة المجتمعات، ويؤكد ضرورة التعاون الإقليمي والدولي المتعدد الأطراف لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وبينما تم تحقيق بعض النجاحات في الحد من عبء المرض المرتبط بارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم بالمنطقة، زاد عبء المرض المرتبط بارتفاع مؤشر كتلة الجسم وارتفاع نسبة السكر في الدم، وفق الدراسة.

ضغط الدم والكوليسترول

خلال العقود الثلاثة الماضية، انخفضت الأعباء التي يسببها ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول بفضل عدد من الإستراتيجيات الفعالة التي اتخذتها بعض الدول للحد من المرض.

ووجدت الدراسة أن معدل الوفيات وفق العمر الذي يسببه ارتفاع الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم انخفض بنسبة 26.5٪ و23.4٪ على التوالي خلال الفترة من 1990 إلى 2019.

ورغم هذا التقدم، شهدت المنطقة انتشارًا أعلى لضغط الدم مقارنةً ببقية العالم؛ إذ يتسبب المرض في حوالي ربع إجمالي الوفيات في المنطقة، وشهدت ثلاث دول هي ليبيا وسوريا واليمن النسبة الأعلى من معدل سنوات العمر المُصحّحة باحتساب مدد العجز بسبب ارتفاع ضغط الدم خلال العقد الماضي، نتيجةً للصراعات والحروب التي أثرت على أنظمة الرعاية الصحية.

وبشكل عام، رصدت الدراسة افتقار جميع دول المنطقة إلى سياسات وطنية تتعلق بمواجهة ضغط الدم المرتفع؛ إذ تركز معظم الخطط على تعزيز الوصول إلى العلاج الخافض للضغط، وخفض استهلاك الملح. 

أما فيما يتعلق بمستويات الكوليسترول في الدم، فلا تزال معدلات سنوات العمر المُصحّحة باحتساب مدد العجز التي يتسبب فيها المرض في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعلى بكثير من بقية العالم، حتى بعد الانخفاض الذي شهدته المنطقة في مستويات الكوليسترول، ورغم الجهود المتعلقة بالحد من مستويات الكوليسترول في الدم.

ووفق الدراسة، قد يكون ذلك بسبب ضعف السيطرة على اضطراب شحميات الدم، وهو وجود كميات غير طبيعية من الكوليسترول أو الدهنيات في الدم بسبب الغذاء ونمط الحياة، وذلك عن طريق الجرعات المُثلى من الستاتين أو العلاجات المُركّبة.

وأضافت الدراسة أنه "على الرغم من العلاج بالستاتين، إلا أن حوالي ثلثي المرضى في الإمارات والسعودية ولبنان والأردن لا يزال لديهم تركيزات غير منضبطة من الكوليسترول ‏في الدم، ووصلت هذه النسبة إلى 70٪ في مصر".

تمكنت ثلاث دول فقط في المنطقة "تركيا وقطر وإيران" من تحقيق تقدم فيما يخص خفض مستويات الكوليسترول في الدم لدى المرضى خلال العقد الماضي.

واعتبرت الدراسة أن "الاستخدام واسع النطاق للعقاقير المخفضة للكوليسترول جنبًا إلى جنب مع زيادة عدد المرضى المؤهلين للعلاج بالعقاقير المخفضة للكوليسترول يتطلب زيادة موارد الرعاية الصحية، وهو أمر مثير للقلق بشكل خاص بالنظر إلى ضعف تغطية الأدوية المخفضة للكوليسترول بين الحالات التي تعاني من اضطراب شحميات الدم".

السكري والسمنة

شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا انتشارًا أعلى للسكري والسمنة على مدار ثلاثة عقود، بسبب تغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي والنشاط البدني.

وكشفت الدراسة أن معدل الوفيات وفق العمر الذي يُسببه ارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع مؤشر كُتلة الجسم زاد بنسبة 21.4٪ و5.1٪ على التوالي.

وفيما يتعلق بالسكري، شهدت المنطقة أحد أعلى معدلات انتشار للمرض في العالم، وكانت إدارة المرض دون المستوى، وهو أمر مثير للقلق وفق النتائج.

واحتل اليمن المرتبة الأولى بين الدول التي سجلت في العقد الماضي أعلى معدل لسنوات العمر المُصحّحة باحتساب مدد العجز التي تسبب فيها مرض السكري.

في المقابل، حققت بعض الدول تقدمًا، إذ تمكنت قطر من خفض معدل سنوات العمر المُصحّحة باحتساب مدد العجز الذي يُعزى إلى السكري، تم ذلك من خلال تعزيز طرق الوقاية من المرض عبر تقديم المشورة بشأن نمط الحياة والتعليم لمرضى السكري والمعرضين للخطر، كما سجلت تركيا وإيران والكويت أدنى معدل لسنوات العمر المُصحّحة باحتساب مدد العجز التي يُسببها السكري.

ورغم ذلك التقدم، تشير الدلائل إلى أن إدارة السكري كانت دون المستوى في المنطقة من حيث برامج الفحص ورعاية المرضى؛ إذ يصل أقل من نصف المرضى إلى المستويات المستهدفة في التحكم في نسبة السكر في الدم.

لذلك، يستمر مرض السكري في إلحاق خسائر فادحة، لا سيما بالنظر إلى أن بعض بلدان المنطقة تواجه الحروب وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي وتغير المناخ والهجرة القسرية، ما يُعطّل تقديم الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية.

أما فيما يتعلق بالسمنة، فقد انتشرت معدلات زيادة الوزن بالمنطقة خلال العقود الماضية، ما يجعل ارتفاع مؤشر كتلة الجسم مصدر قلق واضحًا للصحة العامة، خاصةً أنه يُعتبر عامل خطر للإصابة بالسكري من النوع الثاني.

ولا يزال انتشار السمنة مرتفعًا بشكل خطير بين الإناث في المنطقة؛ إذ أدت العوامل الثقافية دورًا مهمًّا في ذلك، خاصةً في البلدان ذات الدخل المرتفع بالمنطقة، هناك بعض العادات التي تربط السمنة بالجمال والصحة والثراء، بالإضافة إلى بعض عادات الغذاء والملابس التقليدية التي ترتديها النساء، والتي يمكن أن تُخفي دهون الجسم وبالتالي تقلل من الدافع لفقدان الوزن، وفق الدراسة.

وحول أكثر الدول تأثرًا، سجلت مصر والإمارات وأفغانستان أعلى معدلات فيما يتعلق بمعدل سنوات العمر المُصحّحة باحتساب مدد العجز التي يسببها ارتفاع مؤشر كتلة الجسم، في حين سجلت إيران واحدًا من أدنى المعدلات.

من جهته، يرى أحمد بنداري -أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية المساعد بكلية الطب بجامعة بنها في مصر- أن هذه الدراسة مهمة، لكن نتائجها مُخجلة بالنسبة للمجتمع العلمي والقائمين على الرعاية الصحية؛ لأنها تكشف عن قصور نوعي فى النظام الصحي بالمنطقة.

يقول "بنداري" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": بالرغم من تناقُص مُعدل الوفيات وفق العمر بالنسبة لارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول قليل الكثافة، إلا أن معدل الوفيات وفق العمر، بالنسبة لزيادة الوزن المتمثلة في زيادة كتلة الجسم، وزيادة مستوى السكر الصائم قد زاد، وهذا في الحقيقة شيء مُحزن، لأن السمنة فى واقع الأمر هى "مرض الأمراض"؛ لارتباطها بشكل وثيق بزيادة نسب أمراض القلب والشرايين والمفاصل وبعض أنواع السرطانات.

ويشير "بنداري" إلى أنه شارك في دراسة نُشرت في 2019، توصلت إلى نتائج مماثلة لنتائج الدراسة الحالية، وذلك ضمن مشروع (Cardio Risk) البحثي، وهو أكبر دراسة مسحيّة تم القيام بها لرصد معدّل تفشِّي عوامل الخطورة لدى المصريين المصابين بالأزمات التاجية الحادة؛ إذ كشفت النتائج أن عامل الخطورة الأشهر لدى هؤلاء المرضى هو زيادة الوزن في منطقة البطن تحديدًا، بمعدل تفشٍّ بلغ 66%.

إجراءات للحد من الخطر

وفيما يتعلق بالإجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من عبء عوامل الخطر الأيضية، دعا الباحثون إلى إطلاق خطط عمل مشتركة وشاملة متعددة التخصصات تستهدف سد فجوات عدم المساواة في المنطقة من خلال تحسين نمط الحياة، والكشف المبكر عن الأمراض، والوصول إلى الرعاية الصحية، فضلًا عن الاستقرار السياسي والاقتصادي عبر البلدان.

يقول "مقداد": التشخيص المُبكّر للأمراض هو الأساس للسيطرة عليها، وخاصةً أمراض السكري والضغط والكوليسترول؛ لأنه يمنح المرضى فرصة تناول الأدوية في التوقيت الصحيح، بالإضافة إلى تغيير العادات الخطأ في النظام الغذائي والاهتمام بنوعية الأكل الصحي وممارسة النشاط البدني.

وأضاف أن "بلدان المنطقة العربية تحتاج بقوة إلى زيادة الوعي الصحي الوقائي بين المواطنين، وتغيير ثقافة الأكل التي تعتمد بكثرة على النشويات والخبز والزيوت، لتقليل أخطار الإصابة بأمراض مزمنة".

وفيما يتعلق بالدول، أشار "مقداد" إلى أن الحكومات العربية بحاجة إلى إعادة النظر في الدعم المخصص للخبز الأبيض؛ للمساهمة في تقليل استخدامه، في مقابل توجيه الدعم إلى نوعيات الأطعمة الصحية كالخضراوات والفواكه لتكون أسعارها في متناول الجميع، وإطلاق حملات قومية للتوعية بالأكل الصحي والتحذير من الأطعمة الضارة، وإطلاق مبادرات لتشجيع الناس على ممارسة الرياضة، وإنشاء أماكن مخصصة لممارسة الأنشطة البدنية تكون في متناول الجميع، ما يخفف بقوة من عبء الأمراض المرتبطة بالسمنة والضغط، ويحد من فاتورة العلاج التي تُثقل كاهل المجتمع بشكل عام.

خطوات صعبة

واعتبر "بنداري" أن تقليل العبء يتطلب خطوات صعبة ولكنها مُمكنة، تبدأ بمرحلة المسح، عبر مشروع قومي تتبناه الدول، لمعرفة معدلات تفشي عوامل الخطورة الأيضية، حتى يمكن توجيه الميزانيات المحدودة بشكل أكثر كفاءةً لتحقيق أفضل النتائج، وأشار إلى أن مصر لديها نموذج مميز لعملية المسح يتمثل في مبادرة 100 مليون صحة الذي نجح في رصد معدلات تفشي أمراض مثل السكر والضغط والسمنة.

يضيف "بنداري": يتطلب رصد الحالات إنشاء عيادات متُخصصة لمتابعة عوامل الخطورة الأيضية وعلاجها، ويكون توزيعها على مستوى كل مناطق الدولة الجغرافية، مع إعطاء الأولوية للقرى والمناطق الأكثر احتياجًا، كما يمكن إطلاق حملات إعلامية مُكثّفة عبر المنصات والوسائط المختلفة، للتوعية بخطر السمنة وغيرها من عوامل الخطورة الأيضية، بالإضافة إلى المتابعة الميدانية المستمرة والدقيقة لنتائج هذه الجهود، وربط مستويات تحقيق الأهداف لدى المراكز الطبية المختلفة بالحصول على مزيد من الدعم المادي مثلًا أو التسهيلات الإجرائية فى التوسعات وخلافه، وهذا من شأنه أن يخلق جوًّا من التنافس المحموم لتحقيق أهداف الحملة.

نمط الحياة

من جهته، أشار مصطفى كامل عطية -استشاري أمراض الباطنة والسكر والتغذية العلاجية في مصر- إلى أن اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة وممارسة الرياضة سيحد من خطر السكري، ويُخفّض أعداد المرضى الذين يلجأون إلى الأدوية للتحكم في مستويات الضغط والكوليسترول والسكر في الدم، كما سيساعد في الوقاية من مشكلات صحية خطيرة أبرزها النوبة القلبية والسكتة الدماغية.

doi:10.1038/nmiddleeast.2023.88