«زويل» وأثره في إرساء دعائم النهضة العلمية في مصر
08 October 2024
%62.7 من السعوديين لا يُجرون فحوص سرطان القولون والمستقيم
نشرت بتاريخ 3 مايو 2023
تقرير دولي يؤكد أهمية الخضوع لفحوص طبية منتظمة للكشف عن سرطان القولون والمستقيم.. وتجنُّب عوامل الإصابة بالمرض مثل السمنة والتدخين والكحوليات واللحوم المصنَّعة
أكد تقرير أصدره "معهد الجينوم في بكين" أن برنامج الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم في المملكة العربية السعودية لا يزال بحاجة إلى وعي أكبر بين الشعب السعودي.
وأوضح التقرير -الذي يُعد أول مسح عالمي على الإطلاق حول السرطان الثالث الأكثر شيوعًا في العالم- أن "62.7% من السعوديين لم يُجروا فحوص الكشف عن سرطان القولون والمستقيم، وهي نسبة أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 54.1%".
ويُعَد سرطان القولون والمستقيم أكثر أنواع السرطان تشخيصًا بين الذكور والثالث بين الإناث في المملكة العربية السعودية؛ إذ يتم تشخيص حوالي ثلثي حالات الإصابة بالمرض في مرحلة متقدمة، وفق تقديرات سابقة لـ"مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث"، الذي يُعد من أفضل مؤسسات الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط.
أجرى الباحثون مسحًا بمشاركة 1871 شخصًا من ست دول ومناطق مختلفة هي: المملكة المتحدة، والمجر، وتايلاند، والبر الرئيسي الصيني وهونج كونج، والمملكة العربية السعودية ممثلة لمنطقة الشرق الأوسط.
يقول "يان تاو لي"، مدير علم الجينوم ببرنامج فحص سرطان القولون والمستقيم في معهد الجينوم في بكين: "إن اكتشاف الإصابة بمرض سرطان القولون والمستقيم في مرحلة مبكرة مهم جدًّا؛ إذ إن تكلفة علاجه في المراحل المتأخرة تكون أعلى بعشرات المرات مقارنةً بتكلفة علاجه في مراحله المبكرة".
يضيف "لي": بالرغم من أن تنظير القولون يُعَدُّ أشهر اختبارات فحص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة تُقدر بـ68.2%، إلا أنه يجب تعزيز الوعي بالاختبارات الأخرى مثل اختبار البراز الذي لا تزيد نسبة الاستعانة به عن 49.5%، خاصةً أن تنظير القولون أكثر تكلفةً وإرهاقًا مقارنةً باختبار البراز، ما يستوجب تعزيز الوعي باختبار البراز.
ويُعد الخوف من تنظير القولون السبب الرئيسي الذي يمنع الناس من إجراء فحص سرطان القولون والمستقيم، وفق ما أكده 48.2٪ ممن شملهم التقرير، ويُستخدم تنظير القولون لاكتشاف حدوث تغيُّرات، مثل تورُّم الأنسجة أو تهيُّجها أو وجود أورام سرطانية في الأمعاء الغليظة والمستقيم؛ إذ يُدخل الطبيب أنبوبًا طويلًا ومرنًا مزودًا بكاميرا فيديو دقيقة للغاية مثبتة على طرف الأنبوب إلى داخل المستقيم، ما يتيح له إمكانية رؤية الجزء الداخلي من القولون بأكمله.
ووفق نتائج التقرير، فقد أوضح 34.5٪ من المشاركين أن التكاليف تمنعهم من إجراء فحص سرطان القولون والمستقيم، وكانت تايلاند صاحبة النصيب الأكبر من الخوف من تكلفة الفحوص بنسبة بلغت 48.2%، تليها هونج كونج بنسبة 46.2%، في حين ذكر 52.5% أن اختبار البراز هو أسهل اختبار فحص للإصابة بالمرض، يليه تنظير القولون بنسبة 32.4%.
وأبدى 88.8% من المشاركين استعدادًا أكبر للخضوع للفحص بعد أن علموا أن الكشف المبكر عن فحص سرطان القولون والمستقيم يؤدي إلى معدل مرتفع للبقاء على قيد الحياة يبلغ نحو 90٪، بالرغم من أن الاكتشاف المبكر يمثل 4 حالات فقط من بين كل 10 حالات.
وذكر 62.5% أنهم سيخضعون للفحوص في حالة إذا ما طلب الأطباء ذلك، ما يؤكد أهمية الدور الذي يمكن أن يؤديه الأطباء في الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم، وتحديدًا بالنسبة لمَن لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالمرض.
وسرطان القولون هو أحد أنواع السرطانات التي تبدأ في الأمعاء الغليظة (القولون)، ويؤثر بشكل كبير في البالغين الأكبر سنًّا، على الرغم من ظهوره في أي عمر، ويبدأ عادةً في صورة تكتلات صغيرة حميدة تُسمى سلائل وتتكون داخل القولون، وقد تصبح بعض تلك السلائل سرطانات بمرور الوقت، ما يستوجب إجراء فحوص منتظمة للمساعدة في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم والتعرُّف على السلائل واستئصالها قبل أن تتحول إلى سرطان.
ويشير موقع وزارة الصحة السعودية إلى أن "سرطان القولون والمستقيم هو ثالث أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في العالم في ظل وجود حوالي 1.93 مليون حالة إصابة سنويًّا، وهو ثالث أكثر السرطانات شيوعًا بين الرجال، وثاني أكثر السرطانات شيوعًا بين النساء، وثاني أكثر أسباب الوفيات الناجمة عن السرطان شيوعًا في العالم؛ إذ يؤدي إلى وفاة حوالي مليون شخص سنويًّا، ويمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم من خلال اتباع نمط حياة صحي يعمل على تجنُّب السمنة والأنظمة الغذائية السيئة والتدخين والكحوليات، ويرتبط وزيادة تناول الفاكهة والخضراوات وتقليل استهلاك اللحوم، وخاصةً اللحوم المصنعة، واتباع نشاط بدني بسيط مثل المشي أو ركوب الدراجات".
وتتبنى المملكة العربية السعودية مشروعًا للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم يستهدف المسجلين بالمراكز الصحية؛ حيث يتم تصنيفهم إلى فئتين: تضم الفئة الأولى الأشخاص ذوي الاحتمالات المعتدلة، ويبلغ عمرهم بين 45 و75 سنة، مع عدم وجود أعراض للمرض، وليس لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أو اللحميات، وتضم الفئة الثانية الأشخاص ذوي الاحتمالات العالية والذين لديهم تاريخ مرضي للحميات، أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أو اللحميات لواحد أو أكثر من الأقارب من الدرجة الأولى، أو اثنين أو أكثر من الأقارب من الدرجة الثانية، أو مرض التهاب القولون التقرُّحي، أو مرض كرون، أو بعض الحالات الأخرى مثل التاريخ الشخصي للإصابة بسرطان يتطلب علاجًا إشعاعيًّا على البطن.
doi:10.1038/nmiddleeast.2023.41
تواصل معنا: