بعد الإطاحة بالنظام: هذه خارطة طريق للعلم في
سوريا
11 December 2024
نشرت بتاريخ 21 ديسمبر 2023
ولمْ يُعرفْ سوى القليلِ جدًّا عنْ أصلِ هذهِ الهرموناتِ حتى تحققتْ الاستكشافاتُ الكيميائيةُ المستقلةُ للحاصلينَ على جائزةِ نوبل الكيمياءِ لعامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وتسعةٍ وثلاثين "أدولف بوتينانت" و"ليوبولد روزيكا" والتي شكلتْ فهمًا لكيفيةِ تكوينِها.
للأستماع للحلقة أضغط على هذا الرابط
لعدةِ قرون، فكرَ الفلاسفةُ والكتَّابُ والموسيقيونَ في الاختلافاتِ بينَ الجنسين، ولكنْ بالنسبةِ للعلماءِ يمكنُ تفسيرُ ذلكَ إلى حدٍّ كبيرٍ منْ خلالِ تصرفاتِ مجموعةٍ متنوعةٍ منَ الرسلِ الكيميائي، أوِ الهرموناتِ الجنسية، التي تؤثرُ على تطورِ الخصائصِ الذكريةِ أوِ الأنثوية.
ولمْ يُعرفْ سوى القليلِ جدًّا عنْ أصلِ هذهِ الهرموناتِ الجنسيةِ حتى تحققتْ الاستكشافاتُ الكيميائيةُ المستقلةُ للحاصلينَ على جائزةِ نوبل الكيمياءِ لعامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وتسعةٍ وثلاثين "أدولف بوتينانت" و"ليوبولد روزيكا" والتي شكلتْ فهمًا لكيفيةِ تكوينِها. فقدْ أتاحَ اكتشافُ أنَّ بولَ المرأةِ الحاملِ يحتوي على كمياتٍ عاليةٍ بشكلٍ غيرِ عاديٍّ منَ الهرموناتِ الجنسيةِ الأنثويةِ لـ"أدولف بوتينانت" نقطةَ البدايةِ الأساسيةِ لكشفِ أسرارِها الكيميائية.منْ آلافِ اللتراتِ منَ البول، نجحَ "بوتينانت" في استخلاصِ مليجراماتٍ محدودةٍ منَ البلوراتِ النقيةِ منْ هرمونِ الجنسِ الأنثوي، وهوَ شكلٌ منْ أشكالِ هرمونِ الاستروجينِ يسمى أيسترون oestrone ونجحَ في التوصلِ إلى تركيبهِ الكيميائي.
بعدها؛ انتقلَ "بوتينانت" إلى عزلِ البلوراتِ النقيةِ منْ هرمونِ الذكورةِ المعروفِ باسمِ الأندروستيرون منْ بولِ الرجال، ومنْ مقتطفاتِ مبيضِ الخنازيرِ عزلَ البروجسترون، الذي يؤدي دورًا مهمًّا في الدورةِ التناسليةِ الأنثوية.
ومنْ خلالِ تحليلِ هذهِ الهرموناتِ المعزولة، تمكنَ "بوتينانت" منَ التأكدِ أنَّ لتلكَ الهرموناتِ هياكلَ كيميائيةً متشابهة، بدورِها تحملُ تشابهًا صارخًا معَ الستيرولات أو الستيرويدات، وهيَ مجموعةٌ منَ المركباتِ المهمةِ بيولوجيًّا، والتي يُعتبرُ الكوليسترول أكثرَها شهرة.
في الوقتِ نفسِه تقريبًا، حولَ "ليوبولد روزيكا" انتباهَه منْ دراسةِ تراكيبِ المكوناتِ النشطةِ لعطورِ المسكِ الطبيعيةِ إلى دراسةِ علاقاتِها الكيميائية. واقترحَ أنَّ العائلةَ الضخمةَ منَ الموادِّ الكيميائيةِ المسماةِ "تربين" تتشابهُ للغايةِ في مكوناتِها الكيميائية.
بعدَ ذلك؛ ثبتَتْ صحةُ شكوكِه في أنَّ السلاسلَ الشبيهةَ بالحلقةِ لذراتِ الكربونِ التي تشكلُ العمودَ الفقريَّ الهيكليَّ لمركباتٍ مثلِ الكوليسترول توفرُ الأساسَ لبدءِ تكوينِ الهرموناتِ الجنسية. منْ خلالِ التغييرِ والتبديلِ في أجزاءٍ معينةٍ منْ جزيءِ الكوليسترول؛ نجحَ "روزيكا" في تكوينِ جزيئاتٍ منَ الأندروستيرون، وعلى أساسِ ذلك، أظهرَ "بوتينانت" و"روزيكا" بشكلٍ مستقلٍّ كيفَ يمكنُ تصنيعُ هرمونِ التستوستيرون، وهوَ الهرمونُ الأساسيُّ المسؤولُ عنْ خصائصِ الذكور، منَ الكوليسترول.
وُلدَ "أدولف بوتينانت" في الرابعِ والعشرينَ من مارس عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثلاثة في بريمرهافن بألمانيا، وكانَ ابنًا لرجلِ أعمال.نشأَ بوتينانت في عائلةٍ متدينةٍ ونشأَ مع شعورٍ قويٍّ بالانضباطِ والعملِ الجاد. منذُ صغرِه، أظهرَ اهتمامًا بالعلومِ والأحياء، وقضى الكثيرَ منْ وقتِ فراغِه في استكشافِ العالمِ الطبيعيِّ منْ حولِه.
في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ واثنينِ وعشرين، التحقَ بوتينانت بجامعةِ ماربورغ لدراسةِ الكيمياء، وهناكَ بدأَ اهتمامُه بدراسةِ الهرمونات. ثمَّ عملَ في مختبرِ الكيميائيِّ الشهيرِ "كارل فون أويرز" الذي كانَ منْ أوائلِ العلماءِ في عزلِ الهرموناتِ ودراستِها.
بعدَ الانتهاءِ منْ دراسةِ الدكتوراة في ماربورغ عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وسبعةٍ وعشرين، انتقلَ "بوتينانت" إلى برلين للعملِ في معهدِ القيصرِ فيلهلم للأبحاثِ الطبية، حيثُ واصلَ أبحاثَه حولَ الهرمونات. وسرعانَ ما اكتسبَ سمعةً كعالِمٍ شابٍّ موهوب، وفي عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وواحدٍ وثلاثينَ، حققَ تقدمًا كبيرًا عندما نجحَ في عزلِ وتحديدِ هيكلِ الأندروستيرون، وهوَ هرمونُ الذكورة.
كانَ هذا الاكتشافُ نقطةَ تحولٍ رئيسيةً في دراسةِ الهرموناتِ ومهَّدَ الطريقَ لعزلِ وتوليفِ هرموناتٍ أخرى في السنواتِ التالية.
فيما يتعلقُ بحياتِه الاجتماعية، كانَ منَ المعروفِ أنَّ "بوتينانت" يُحبُّ البقاءَ بعيدًا عنِ الأضواءِ نسبيًّا خارجَ نطاقِ عملِه. كانَ متزوجًا من "إريكا فون تسيجنر" ولديهِما سبعةُ أطفال. كما كانَ أيضًا عضوًا في الحزبِ النازيِّ خلالَ ثلاثينياتِ القرنِ العشرينَ وأربعينياتِه، وهوَ ما أثرَ على دوائرِه الاجتماعيةِ وعلاقاتِه خلالَ هذا الوقت.
خلالَ الحربِ العالميةِ الثانية، تمَّ تعيينُ "بوتينانت" مديرًا لمعهدِ ماكس بلانك للكيمياءِ الحيوية، حيثُ عملَ في العديدِ منَ المشاريعِ للجيشِ الألماني. بعدَ انتهاءِ الحرب، احتجزَه الحلفاءُ لفترةٍ وجيزةٍ كأسيرِ حرب، لكنْ أُطلقَ سراحُه في النهايةِ وسُمحَ له بمواصلةِ أبحاثِه.
في السنواتِ التي تلتْ ذلك، واصلَ "بوتينانت" تقديمَ مساهماتٍ كبيرةٍ في مجالِ الكيمياءِ الحيوية، وحصلَ على العديدِ منَ الأوسمةِ والجوائزِ عنْ عملِه. توفيَ في الثامنَ عشَرَ من يناير عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وخمسةٍ وتسعين، عنْ عمرٍ يناهزُ واحدًا وتسعينَ عامًا، تاركًا وراءَه إرثًا منَ الاكتشافاتِ العلميةِ الرائدةِ والتزامًا بالسعيِ وراءَ المعرفة.
كانَ بوتينانت شخصًا متحمسًا للهواءِ الطلقِ وتمتعَ بالمشيِ لمسافاتٍ طويلةٍ وتسلُّقِ الجبال. كانَ مغرمًا بشكلٍ خاصٍّ بجبالِ الألبِ البافارية، وغالبًا ما كانَ يقضي عطلاتِ نهايةِ الأسبوعِ في استكشافِ الجبالِ والوديانِ في المنطقة. كانَ أيضًا مصورًا هاويًا وكانَ يستمتعُ بالتقاطِ الجمالِ الطبيعيِّ للمناظرِ الطبيعيةِ التي واجهَها خلالَ رحلاتِ المشيِ لمسافاتٍ طويلة. كما كانَ مهتمًّا أيضًا بالموسيقى ولعبِ الكمانِ في أوقاتِ فراغِه. لقدْ كانَ موسيقيًّا ماهرًا وفكرَ في ممارسةِ مهنةِ الموسيقى قبلَ أنْ يختارَ في النهايةِ التركيزَ على الكيمياء.
أما "ليوبولد روزيكا" فقدْ وُلدَ في الثالثَ عشَرَ من سبتمبر عامَ ألفٍ وثَمانِمئةٍ وسبعةٍ وثمانينَ في "فوكوفار" بكرواتيا التي كانتْ آنذاكَ جزءًا منَ الإمبراطوريةِ النمساويةِ المجرية.نشأَ "روزيكا" في عائلةٍ منَ الطبقةِ المتوسطةِ وكانَ الأكبرَ بينَ ستةِ أطفال. كانَ والدُه موظفًا حكوميًّا، وكانتْ والدتُه ربةَ منزل. منذُ صغرِه، أظهرَ اهتمامًا بالعلوم، وغالبًا ما كانَ يُجري التجاربَ في أوقاتِ فراغِه.
كانَ والدُه كرواتيًّا أما والدتُه فكانتْ منْ أصلٍ ألماني. أدتْ أعمالُ الشغبِ المتكررةُ والاضطراباتُ السياسيةُ في وطنِه إلى الانتقالِ إلى ألمانيا للدراسةِ في معهدِ كارلسروه للتكنولوجيا لإكمالِ تعليمِه الجامعي. هناكَ، أكملَ شهادتَه العلميةَ في أقلِّ منْ عامين، ثمَّ بدأَ على الفورِ عمَلَ الدكتوراة على الكيتونات، إذْ درسَ تحتَ إشرافِ البروفيسور الشابِّ هيرمان ستودينجر الذي كانَ يبلغُ منَ العمرِ سبعةً وعشرينَ عامًا، وكانَ أكبرَ منه بستةِ أعوامٍ ونصف فقط.
حصلَ روزيكا على درجةِ الدكتوراة في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وعشرة، وعندما تولَّى "ستودينجر" منصبًا جديدًا في المعهدِ الفيدراليِّ السويسريِّ للتكنولوجيا في زيورخ (ETH)، سويسرا في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ واثنَي عشَرَ، انضمَّ إليهِ هناكَ مساعدًا له.
ثمَّ بدأَ الاثنانِ في العملِ البحثيِّ على مادةِ البيريثرين، وهيَ مبيداتٌ حشريةٌ طبيعيةٌ مستخرجةٌ منْ أزهارِ الأقحوان.
بحلولِ عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وستةَ عشَرَ، قررَ "روزيكا" العملَ في مجالِ بحثٍ منِ اختيارِه وبدأَ مسيرتَه العلميةَ الخاصة. كانَ سعيدًا لتمكُّنِه منْ قضاءِ بعضِ الوقتِ منَ الصباحِ إلى المساءِ في مقعدِه في المختبر. ولكنْ نظرًا إلى أنَّ وظيفتَه التعليميةَ بدوامٍ جزئيٍّ في جامعةِ زيورخ كانتْ جيدةً لتغطيةِ نفقاتِ معيشتِه ومختبرِه، كانَ عليهِ البحثُ عنْ تعاوُنٍ صناعي. حصلَ على الجنسيةِ السويسريةِ عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وسبعةَ عشَرَ، وعُين أستاذًا في ETH بعدَ سنواتٍ قليلة.
في البدايةِ، كانَ على "روزيكا" أنْ يخصصَ وقتًا للتدريسِ والبحثِ في الوقتِ نفسِه. منْ عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وستةٍ وعشرينَ حتى عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وتسعةٍ وعشرينَ عملَ أستاذًا للكيمياءِ العضويةِ في جامعةِ أوتريخت بهولندا، لكنَّه اختارَ العودةَ إلى المعهدِ الفيدراليِّ السويسريِّ في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وتسعةٍ وعشرينَ بعدَ أنْ عُرضَ عليهِ منصبُ مديرِ معملِها التحليلي.
ونظرًا لاهتمامِه الشديدِ بكيمياءِ التربين، تحولَ "روزيكا" أولاً إلى صناعةِ العطورِ للحصولِ على الدعمِ الماليِّ لعملِه البحثي. ولكنْ بعدَ محاولتَينِ غيرِ مُرضيتينِ للتعاونِ الصناعي، دخلَ في شراكةٍ ناجحةٍ معَ مصنِّعي العطورِ في جنيف.
بعدَ التركيزِ على دراسةِ الروائحِ الطبيعيةِ منْ عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وستةَ عشَرَ إلى عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وأربعةٍ وعشرينَ، انتقلَ "روزيكا" بعدَ ذلكَ إلى البحثِ عنِ الجزيئاتِ الكبيرةِ الأخرى مثلَ المنشطاتِ والهرموناتِ، وبحلولِ منتصفِ الثلاثينياتِ منَ القرنِ الماضي، كشفتْ عنِ التركيبِ الجزيئيِّ لهرموناتِ الذكورةِ الجنسيةِ - التستوستيرون والأندروستيرون، ثمَّ انتقلَ إلى تصنيعِها.
بعدَ بضعِ سنوات، وعندما مُنحتْ جائزةُ نوبل في الكيمياءِ لـ"روزيكا" كانتِ الحربُ العالميةُ الثانيةُ قدِ اندلعتْ للتو. على الرغمِ منْ عدمِ اهتمامِه بالسياسةِ خلالَ شبابِه، أعلنَ روزيكا الآنَ علنًا عنْ معارضتِه لحكومةِ هتلر، وذهبَ إلى حدِّ مساعدةِ العديدِ منَ العلماءِ اليهودِ على الهروبِ منَ البلدانِ التي احتلَّها النازيونَ إلى سويسرا المحايدة، بلْ وظفَ بعضَهم في معملِه. كانتْ "روزيكا" أيضًا أحدَ الأعضاءِ المؤسسينَ لجمعيةِ الإغاثةِ السويسريةِ اليوغسلافية.
خلالَ سنواتِ الحرب، معَ بيعِ العديدِ منَ الأعمالِ الفنيةِ بأسعارٍ مخفضة، استثمرَ "روزيكا"، الذي اهتمَّ لفترةٍ طويلةٍ باللوحاتِ الهولنديةِ في القرنِ السابعَ عشَر، مبلغًا كبيرًا منَ المالِ الذي جناهُ منْ براءاتِ الاختراعِ في إنشاءِ مؤسسةٍ لمجموعةٍ شخصيةٍ صغيرةٍ منَ اللوحاتِ الهولنديةِ الرائعةِ في زيورخ. كانَ عليه أنْ يأخذَ استراحةً منْ عملِه العلميِّ ويقضيَ وقتًا في السفرِ للحصولِ على اللوحات؛ وتمكَّنَ بالفعلِ منَ الحصولِ على لوحاتٍ للفنانِ الهولنديِّ الشهيرِ "رامبرنت" ولوحاتٍ أخرى لـ"بيرجل" و"روبنز".
كانَ "روزيكا" أيضًا بستانيًّا متحمسًا، إذْ كرّسَ الكثيرَ منَ الوقتِ لرعايةِ نباتاتِه. وهوايتُه الأخرى كانتِ التصويرَ الفوتوغرافيَّ الملوَّن.
ويبدو ولعُه الكبيرُ باللوحاتِ والتصويرِ الفوتوغرافيِّ مثيرًا للاهتمامِ نظرًا لأنه يعاني من عمى شديدٍ للألوان، ويجدُ صعوبةً في تمييزِ اللونِ الأحمر. يقولونَ إنَّ أصدقاءَه كانُوا يمزحونَ بشأنِ هذا القصورِ مشيرينَ إلى أنَّه يفسرُ آراءَه السياسيةَ اليسارية.
معَ بدايةِ الخمسينياتِ منَ القرنِ الماضي، حدثتْ تغييراتٌ مهمةٌ في حياةِ "روزيكا" الشخصيةِ والمهنية. في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وخمسين، انفصلَ هوَ وزوجتُه الأولى آنا، التي تزوجَها عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ واثنَي عشَرَ، بعدَ زواجٍ من دونِ أطفال. في العامِ التالي، في سنِّ الرابعةِ والستينَ، تزوجَ "جيرترود أكلين" التي كانتْ وقتَها أمًّا لابنٍ بالغ.
في الوقتِ نفسِه تقريبًا، عادَ إلى مجالِ الكيمياءِ بعدَ انقطاعٍ دامَ بضعَ سنوات، ليجدَ أنَّ أساليبَ وتقنياتِ دراسةِ الهياكلِ الجزيئيةِ قدْ تغيرتْ بشكلٍ جذري. إذْ إنَّ البحثَ بالطرقِ الكيميائيةِ البحتةِ حلَّ محلَّه البحثُ بالطرقِ الفيزيائيةِ مثلَ التحليلِ الطيفيِّ الجزيئيِّ والتحليلِ البلوريِّ بالأشعةِ السينية. وإدراكًا لمزايا اعتمادِ هذهِ الأساليبِ الحديثة، فقدْ حصلَ على الأدواتِ والمعدَّاتِ اللازمةِ وعملَ على توفيرِ الأشخاصِ المدربينَ للعنايةِ بها وصيانتِها.
كانَ "روزيكا" كاتبًا غزيرَ الإنتاج، واصلَ الكتابةَ حتى في سنِّ الشيخوخة، وبلغَ عددُ منشوراتِه خَمسمئةٍ وثلاثةً وثمانينَ منشورًا كتبَها في الفترةِ التي امتدتْ على مدارِ ستينَ عامًا؛ ونشرَ معظمَها بينَ عامَي ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثلاثين وألفٍ وتِسعِمئةٍ وخمسين.
توفيَ "روزيكا" في السادسِ والعشرينَ من سبتمبر عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وستةٍ وسبعينَ عن عمرٍ ناهزَ تسعةً وثمانينَ عامًا.
doi:10.1038/nmiddleeast.2023.287
تواصل معنا: