لمواكبة عصرنا الحالي: كيف قد يختلف تصميم جوائز نوبل؟
11 December 2024
نشرت بتاريخ 8 نوفمبر 2023
النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من السكر يؤدي إلى مقاومة الأنسولين في الدماغ وتقليل قدرة الدماغ على إزالة الحطام العصبي
حقق الباحثون تقدمًا كبيرًا في فهم العلاقة بين السمنة والاضطرابات التنكسية العصبية مثل مرض ألزهايمر.
وذكرت دراسة نشرتها دورية "بلوس وان" (PLOS ONE) أمس"الثلاثاء"، 7 نوفمبر، أن النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من السكر -وهو السمة المميزة الشائعة للسمنة- يؤدي إلى مقاومة الأنسولين في الدماغ.
وأوضحت الدراسة أن تلك المقاومة بدورها تقلل من قدرة الدماغ على إزالة الحطام العصبي، مما يزيد من خطر التنكس العصبي.
والحطام العصبي هو التراكم أو التجمع الزائد للبقايا العصبية نتيجة تلف أو انحلال الألياف العصبية أو الخلايا العصبية.
استهدف الباحثون كشف الآليات الدقيقة التي تربط بين السمنة والاضطرابات العصبية مثل "ألزهايمر" و"باركنسون" من خلال الاستفادة من أوجه التشابه المثيرة للاهتمام بين البشر وذباب الفاكهة التي تُستخدم ككائن حي نموذجي في الأبحاث البيولوجية.
وأثبتت الأبحاث أن النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من السكر يحفز مقاومة الأنسولين في الأعضاء الطرفية لذباب الفاكهة.
ركز الباحثون على دماغ الذبابة، مستهدفين الخلايا الدبقية بسبب العلاقة الموثقة جيدًا بين خلل الخلايا الدبقية الصغيرة وأمراض التنكس العصبي.
واكتشف الباحثون أن اتباع نظام غذائي عالي السكر أدى إلى انخفاض مستويات بروتين PI3k داخل الخلايا الدبقية، مما يدل على مقاومة الأنسولين، وهذا البروتين هو المؤشر الرئيسي لاستجابة الخلية للأنسولين.
وعند التعرض لنظام غذائي مسبب للسمنة لمدة 3 أسابيع، لم تتمكن الخلايا الدبقية من تنظيم التعبير عن البروتينات المطلوبة لإزالة الحطام العصبي، وفي الوقت نفسه، لاحظ الباحثون السمات المميزة لمقاومة الأنسولين في الخلايا الدبقية، مثل تقليل تنظيم مراسل إشارات معين (PI3K).
تقول "أخيلا راجان"، أستاذ العلوم الأساسية المساعد بمركز فريد هتشنسون لأبحاث السرطان، والمؤلفة المُشاركة في الدراسة: الحفاظ على البيئة العصبية خاليةً من الحطام أمرٌ مهم لوظيفة الجهاز العصبي الصحية.
كعملية طبيعية للشيخوخة، تصبح البيئة الدقيقة أكثر فوضويةً نتيجةً للوظيفة غير السليمة لأنواع الخلايا في الدماغ التي تحافظ على بيئة صحية، والخلايا الدبقية هي خلايا في الدماغ تساعد -من بين أشياء أخرى كثيرة- في الحفاظ على البيئة العصبية نظيفةً عن طريق التهام الحطام.
تقول "راجان" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": "عند تغذية الذباب بنظام غذائي يسبب السمنة -في حالتهم نظام غذائي محمل بنسبة 30٪ أكثر من السكر لمدة 3 أسابيع- فإن الخلايا الدبقية تكون غير قادرة على إزالة الحطام العصبي".
وتتابع: لم يكن من الواضح ما إذا كانت الخلايا الدبقية يمكنها تطوير مقاومة الأنسولين القائمة على النظام الغذائي، وقدمت دراستنا أدلةً مفقودةً على أن مقاومة الأنسولين الدبقية -التي تتطور في خلايا الدماغ المركزية للذباب- لها عواقب على دور الخلايا الدبقية في إزالة الحطام.
وعلى الرغم من أن مقاومة الأنسولين تنشأ عادةً عندما لا تستجيب الخلايا للأنسولين الموجود في مجرى الدم، وبالتالي فإحدى الطرق الممكنة للتغلب على ذلك هي زيادة الجرعة المتداولة عن طريق حقن الأنسولين، إلا أن الباحثين وجدوا أن إفراز الأنسولين بشكل مصطنع يسبب التأثيرات نفسها التي لوحظت عند تعريض الذباب لنظام غذائي يسبب السمنة، "وبالتالي فمجرد تقليل كمية الأنسولين المُدخلة يؤدي إلى تحسين حساسية الأنسولين في الخلايا الدبقية عند ذبابة الفاكهة".
تقول "راجان": تقدم الدراسة رؤى جديدة حول ما يُحتمل أن يحدث على المستوى البيولوجي للخلية، إلا أنه لا يزال يتعين علينا العمل سنوات عديدة قبل أن نتمكن من التأكد من أن تلك المشكلة مماثلة عند البشر.
doi:10.1038/nmiddleeast.2023.233
تواصل معنا: