«زويل» وأثره في إرساء دعائم النهضة العلمية في مصر
08 October 2024
نشرت بتاريخ 5 نوفمبر 2023
حدث الانفجار على مسافة حوالي 8.3 ملايين سنة ضوئية.. وأسهم في تكون عناصر ثقيلة جدًّا مثل التيلوريوم واليود
منذ اكتشافها للمرة الأولى في ستينيات القرن الماضي، أدهشت انفجارات أشعة جاما العلماء باعتبارها انفجارات قوية للغاية وقصيرة الأمد تحدث في المجرات البعيدة، وتُصدر قدرًا من الضوء عالي الطاقة.
وتشير دراسة حديثة نشرتها دورية "نيتشر" (Nature) إلى أن فريقًا بحثيًّا لاحظ تكوُّن عناصر كيميائية نادرة مثل التيلوريوم في ثاني ألمع انفجار لأشعة جاما على الإطلاق، المعروف باسم (GRB 230307A).
واستخدم الباحثون تلسكوبات "مرصد جيمس ويب الفضائي" ومرصدي "فيرمي الفضائي لأشعة جاما" و"نيل جيرلز سويفت".
يقول بنجامين جومبيرتز -الأستاذ المساعد في علم الفلك بجامعة برمنجهام- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": يمكن أن تستمر انفجارات أشعة جاما مدةً تبلغ أقل من ثانية، لكن هذا الانفجار استمر مدة 35 ثانية، وعادةً ما نربط ذلك بانهيار نجم ضخم.
يضيف "جومبيرتز": في هذه الحالة تحديدًا، تتبَّعنا ما يسمى بانفجار كيلونوفا، والتوهج الإشعاعي للعناصر الثقيلة المتكونة حديثًا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كان هناك الكثير من النيوترونات التي تساعد على تشكُّل تلك العناصر الثقيلة، وبالتبعية فإن العثور على كيلونوفا يعني أن انفجار أشعة جاما هذا يجب أن يأتي من نجمين نيوترونيين متصادمين.
والنجوم النيوترونية هي الصورة المتبقية بعد انهيار النجوم العملاقة، وهي صغيرة في الحجم، ويبلغ قطر الواحد منها حوالي 20 كيلومترًا فقط، لكنها رغم ذلك كثيفةٌ بشكل لا يصدق، حتى إن ملعقة شاي من مادتها تزن زنةَ جبل إيفرست كاملًا!
اتخذ هذا الزوج من النجوم النيترونية مليارات من السنين يدوران حول بعضٍ قبل التحامهما، وقد حدث الانفجار على مسافة حوالي 8.3 ملايين سنة ضوئية، ومن المثير للانتباه بالنسبة للباحثين أن هذا الانفجار تم على مسافة 120 ألف سنة ضوئية خارج المجرة، مما يعني أن النجمين سافرا معًا إلى خارج المجرة.
يقول "جومبيرتز": ينضم التيلوريوم إلى عائلة من العناصر التي تحتاج إلى ظروف مماثلة لتكوينها، ومن المحتمل أيضًا أن تكون العناصر الأخرى اللازمة لاستمرار الحياة على الأرض مثل اليود والثوريوم من المواد التي قذفها انفجار كيلونوفا، وكلاهما ضروري للحياة على الأرض.
وتُعد عمليات الاندماج طويلة الأمد اكتشافًا جديدًا ومثيرًا في علم الفلك؛ فعلى مدى 30 عامًا تقريبًا اعتقد الباحثون أن اندماج النجوم النيوترونية يمكن أن يؤدي فقط إلى انفجارات أشعة جاما لمدة ثانيتين أو أقل، ولكن العثور على انفجارات أشعة جاما تمتد لـ30 ثانية كان أمرًا غير متوقع، وأن ذلك يخبر العلماء بأنه قد يكون في الكون عدد من عمليات اندماج النجوم النيوترونية أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقًا.
وقد تكون عمليات الاندماج هذه هي المكان الوحيد في الكون الذي يمكنه إنشاء عناصر ثقيلة جدًّا، لذا فإن فهم عدد العناصر التي يمكن أن تنشأ وفهم هذه الانفجارات على نحوٍ أفضل له آثار مهمة على تاريخ كوكبنا، وحتى على تاريخ جنسنا البشري، وفق "جومبيرتز".
doi:10.1038/nmiddleeast.2023.228
تواصل معنا: