رحلة باحثة بين محطات حقل دراسة التكاثفات
04 December 2024
نشرت بتاريخ 25 سبتمبر 2023
تقليل ضوء الشمس بنسبة 30٪ لمدة أربع ساعات عند الظهيرة يُبطئ ابيضاض بعض الشعاب المرجانية المجهَدة حراريًّا
على مدى العقدين الماضيين، تراجعت أعداد الشعاب المرجانية بمعدلات غير مسبوقة، لأسباب عدة، أهمها الأحداث المناخية القاسية، التي أدت إلى ابيضاض الشعاب المرجانية على نطاق واسع.
وشهد الحاجز المرجاني العظيم -الذي يُعد أكبر نظام للشعاب المرجانية حول العالم- أحد أسوأ أحداث الابيضاض الجماعي بين عامي 2016 و2017؛ إذ تعرضت 91% من الشعاب المرجانية في الحاجز المرجاني الكبير للابيضاض.
لكن دراسة جديدة أظهرت أن تظليل الحاجز المرجاني العظيم بصورة متقطعة، بحيث تُمنع عنه أشعة الشمس لفترات متقطعة، يمكن أن يقلل الإجهاد الحراري ويُبطئ عملية "ابيضاض الشعاب المرجانية" الموجودة في الحاجز.
ووفق الدراسة التي نشرتها دورية "فرونتيرز إن مارين ساينس" (Frontiers in Marine Science)، فإن "تقليل ضوء الشمس بنسبة 30٪ لمدة أربع ساعات عند الظهيرة يمكن أن يبطئ ظهور عملية التبييض -الابيضاض- في بعض الشعاب المرجانية الضحلة المجهدة حراريًّا".
يقول "بيتر بوتشرين"، الباحث في المركز الوطني للعلوم البحرية في جامعة "ساوثرن كروس" الأسترالية، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "تُعد الدراسة جزءًا من برنامج استعادة الشعاب المرجانية والتكيف معها، الذي يعمل على تطوير مجموعة أدوات من الحلول لمساعدة الشعاب المرجانية على مقاومة درجات حرارة المحيطات المرتفعة والتكيف معها والتعافي منها".
يضيف "بوتشرين" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": الدراسة التي أجريناها جزءٌ من برنامج التبريد والتظليل الفرعي الذي يبحث في تقنيات منع إجهاد ابيضاض الشعاب المرجانية أو تقليله عن طريق تقليل كمية الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى هذه الشعاب، ويتمثل أحد التدخلات قيد التطوير في تظليل -أو تعفير- بيئات الشعاب المرجانية الصغيرة ذات القيمة العالية، باعتبار ذلك أداةً لحمايتها في الفترات التي تتعرض فيها لضغط حراري مفرط.
ويؤكد "بوتشرين" أن "نجاح عملية التعفير يتطلب تحديد ما إذا كان التظليل بشكل متقطع فقط خلال فترات ذروة الإجهاد مفيدًا للشعاب المرجانية، أم أن هناك حاجةً إلى تظليل الشعاب المرجانية طوال اليوم بما يزيد من فاعلية تلك العملية".
جمع الباحثون نوعين من المرجان الصخري، الأول هو "المرجان الأصفر"، والثاني هو "المرجان الطولي"، وتم تقسيم الخزانات التي تحتوي على المرجان إلى ثلاث عينات، هي: شعاب مظللة بقطعة قماش بنسبة 30٪ لمدة أربع ساعات عند الظهر، وأخرى مظللة لمدة 24 ساعة، أما الفئة الثالثة فغير مظللة.
وأظهرت النتائج أن الشعاب المرجانية المظللة تتعرض للتبييض على نحوٍ أقل بكثير من المرجان غير المظلل، وأن الشعاب المرجانية المظللة لمدة 24 ساعة بدت عليها علامات ابيضاض أقل من تلك المظللة لمدة أربع ساعات.
يقول "بوتشرين": إن تظليل الشعاب المرجانية بنسبة 30٪ لفترة قصيرة (أربع ساعات) خلال منتصف النهار يمكن أن يقلل من بداية التبييض في بعض الشعاب المرجانية، ويوفر البيانات الأساسية لتحديد شدة التظليل المطلوب لتأخير حدوث ابيضاض المرجان ومدته، كما أظهرت النتائج تأخر الاستجابات في العلامات الكيميائية والفسيولوجية والفيزيائية في الشعاب المرجانية المظللة، مقارنةً بالشعاب المرجانية غير المظللة.
ويتابع: من الممكن أن يؤدي تظليل الشعاب المرجانية في البحر الأحمر إلى نتائج مماثلة لتلك التي لوحظت في الحاجز المرجاني الكبير، لكن الطبيعة المعقدة لتفاعلات المرجان مع بيئته تعني أنه من المحتمل أن تكون هناك اختلافات في الاستجابة للتظليل، لقد أظهرنا أن الانخفاض المتواضع نسبيًّا في الضوء في منتصف النهار، المماثل لذلك الذي يحدث في يوم غائم، يمكن أن يقلل من التبييض.
لكن هذه المنهجية ليست حلًّا سحريًّا؛ إذ يشير الباحث إلى أنه لا يزال من الممكن أن يطغى الإجهاد الحراري على فائدة التظليل في أثناء موجات الحر البحرية الشديدة والطويلة، مضيفًا: تُسهم نتائج هذه الدراسة برؤى قيمة لتطوير الإستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في حماية الشعاب المرجانية في أثناء أحداث التبييض المستقبلية، وعلى الرغم من أنه تم الحصول على نتائج واعدة، إلا أنه من الضروري إجراء المزيد من البحث والتطوير قبل أن يتم تنفيذ تقنيات التظليل هذه على نطاق أوسع.
doi:10.1038/nmiddleeast.2023.180
تواصل معنا: