كيف يمكن للتكيّف الجيني أن يؤثر سلبًا على المجموعات السكانية الحديثة

"في السنوات الأخيرة، تزايدت محاولات استقصاء التكيُّف الجيني البشري مع البيئات القاسية، كالارتفاعات الشاهقة والمناخات الباردة، ولطالما تساءلتُ عن الاتجاهات التكيُّفية في الخليج العربي المغطى بالصحراء"، وفق قول موثوكريشان إياسورخانث، من معهد دسمان للسكري في الكويت. "قررنا استكشاف التكيُّف في المجموعات السكانية الكويتية باستخدام تقنية المسح الانتقائي على مستوى الجينوم، لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا العثور على امتداد للحمض النووي الموروث من أسلاف العرب البدو قد يكون بوسعه تفسير الاضطرابات الصحية الحالية".

عمد إياسورخانث، مع زميليه فهد الملا وثانغافل ثاناراج، ومساعدوه في الولايات المتحدة، إلى تحليل 662750 متغيِّرًا وراثيًّا في 583 كويتيًّا. وقد بحثوا عن مناطق جينومية توحي باختيار إيجابي على مدى الأجيال.

"استخدمنا أربع طرق إحصائية مختلفة لقياس الاختلافات الجينية التي تترابط معًا في الجينوم مع مرور الوقت، وحددنا الاختلافات ضمن المجموعات السكانية الكويتية، وقارناها بمجموعات سكانية عالمية أخرى"، استنادًا إلى قول ثاناراج. 

من خلال هذا التحليل الشامل، تمكَّن الباحثون من تحديد النمط الفرداني لدى الكويتيين: مجموعة من المتغيرات الجينية تُحفظ معًا كتسلسل بمرور الوقت. يشمل هذا النمط الفرداني جينًا واحدًا، TNKS، الذي يتميز بتنوعات تترافق بالاضطرابات الأيضية وارتفاع ضغط الدم.

"في مجموعات الصيد وجمع الطعام، البدو الرحل، كان اختيار النمط الفرداني لجين TNKS يوفر ميزة البقاء على قيد الحياة"، وفقًا لقول إياسورخانث. "وربما يكون معدل الأيض السريع وضغط الدم الأكثر ارتفاعًا قد ساعدهم على الاستمرار في الظروف البيئية الشديدة القسوة مع ندرة الطعام في الصحراء العربية". 

وبشكل حاسم، يتحول امتداد الحمض النووي نفسه ليصبح قاتلًا خلال فترات الازدهار وضمن أنماط الحياة الأكثر خمولًا، فيجعل المجموعات السكانية المعاصرة في يومنا هذا معرَّضةً للسمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية الوعائية.

"إننا بصدد توسيع هذه الدراسة لتشمل المجموعات السكانية الأخرى في شبه الجزيرة العربية؛ لفهم القصة التطورية على نحوٍ كامل". "والأكثر من ذلك، أننا نأمل إجراء تجارب وظيفية يمكنها المساعدة في تشخيص الأمراض وتدبيرها والوقاية منها في المنطقة ككل".

اشترك للحصول على النشرة الإلكترونية المحدّثة كل أسبوعين لكي تبقى على اطلاع بكافة المستجدات على الموقع.