رحلة باحثة بين محطات حقل دراسة التكاثفات
04 December 2024
نشرت بتاريخ 11 يوليو 2019
حمض نووي قديم يسلط أضواءً جديدة على تاريخ جنوب بلاد الشام.
تشير تحليلات الحمض النووي القديم الذي عُثِر عليه في ميناء عسقلان على البحر المتوسط في غرب إسرائيل إلى أن الأوروبيين الجنوبيين وصلوا إلى هذه المنطقة بين العصرين البرونزي والحديدي. قد يتمكّن هذا الكشف من تسليط الضوء على أصول الفلستيين، الذين قادهم في وقت من الأوقات العملاق جالوت في معركة ضدّ بني إسرائيل.
في السابق، لاحظ علماء الآثار تغيّرات في هذه المنطقة في أنماط الأواني الفخارية والتقاليد المعمارية وأساليب الدفن في حوالي القرن الثاني عشر قبل الميلاد، أي نهاية العصر البرونزي وبداية العصر الحديدي. ويشير الكتاب المقدس العبري إلى عسقلان بأنها فلستين خلال هذا الوقت. تشبه الأنماط الجديدة تلك التي عُثر عليها في بحر إيجه أو اليونان الحالية. تلت ذلك نقاشات حول ما إذا كانت التغيرات تشير إلى تحوُّل ثقافي ناجم عن تدفّق مجموعات بشرية جديدة أو عن أفكار جديدة.
عمدت دراسة جديدة أجراها باحثون في معهد ماكس بلانك لعلوم تاريخ البشرية في ألمانيا إلى استخراج ووضع تسلسل الحمض النووي من 108 من العينات العظمية التي نقّبت عنها بعثة ليون ليفي (1997-2016) في عسقلان. وقد أمكن العثور على كميات كافية من الحمض النووي في عشرة أفراد: ثلاثة من أواخر العصر البرونزي، وأربعة من أوائل العصر الحديدي، وثلاثة من وقت لاحق من العصر الحديدي. وقد قورنت بمجموعات البيانات الجينومية من أكثر من 600 شخص قديم وحوالي 5000 شخص معاصر من جميع أنحاء العالم.
كشف التحليل عن وجود مكوِّن وراثي مشتق من أوروبا في عينات أوائل العصر الحديدي، لم تكن موجودة عند سابقاتها أو في عينات المراحل اللاحقة من العصر الحديدي، مشيرةً إلى وجود تأثير جينيّ عابر. "يشير التحليل الذي أجريناه إلى تدفق هجرة من جنوب أوروبا في نهاية العصر البرونزي أو في بداية العصر الحديدي، لكننا نحتاج إلى مزيد من البيانات من هذه الفترة؛ من أجل تحديد أدقّ لمصدر السكان"، وفق قول تشونجوون جيونج، عالِم الآثار في معهد ماكس بلانك.
"تبرز الدراسة قوة الجمع بين علم الآثار وعلم الوراثة. إن تنقّل الناس والتأثير الوراثي العابر للهجرة في الفترة الانتقالية من العصر البرونزي إلى العصر الحديدي هما موضوعان عامّان، ربما يتكرران مرةً تلو أخرى مع إعادة استكشاف المزيد من الأحداث التاريخية وقبل التاريخية باستخدام الأساليب الجينية"، وفق قول كريس تايلر- سميث، عالِم الوراثة السكانية في معهد ويلكَم سانجر في المملكة المتحدة، الذي لم يكن مشاركًا في الدراسة.
خضعت بلاد الشام للعديد من التحولات الثقافية والديموغرافية، تضيف هيلا ماي، المؤرخ الحيوي من جامعة تل أبيب، التي لم تكن مشاركة في الدراسة. "إن سبب بعض هذه التحولات موضع نقاش. تمثّل هذه المخطوطة مثالًا إضافيًّا على أهمية دراسات الحمض النووي القديم من أجل حلّ هذا النوع من الألغاز"، مستدركة: "على الرغم من أن بعض المعلومات لا تزال مفقودة بسبب صغر حجم العينة".
doi:10.1038/nmiddleeast.2019.98
Feldman, M. et al. Ancient DNA sheds light on the genetic origins of early Iron Age Philistines. Sci. Adv. 5, eaax0061 (2019).
تواصل معنا: