عاصفة من الجدل أشعلها حصول الذكاء الاصطناعي على اثنتين من جوائز نوبل
14 October 2024
نشرت بتاريخ 16 أبريل 2018
العلماء يمشطون الجينوم البشري بحثًا عن جذور لون الشعر.
الكشف عن أكثر من مئة جين جديد مرتبط بتحديد لون الشعر في دراسة جديدة واسعة النطاق نُشرت فيNature Genetics1 .
حلل الباحثون جينوم 300 ألف شخص يتحدّرون من أصل أوروبي ممن أبلغوا بأنفسهم عن لون شعرهم الطبيعي في مرحلة البلوغ. وبمقارنة جينوماتهم، حددوا 124 جينًا مرتبطًا إلى حدٍّ كبير بلون الشعر، وكان أحدها على الكروموسوم X. وكان 13 جينًا فقط منها قد حُدّدت مسبقًا.
وتَبيَّن أن التنوُّعات في النكليوتيدات الفردية، اللبنات الأساسية للحمض النووي، مسؤولة عن وَرُوثيّة ما يقرب من 35٪ من الشعر الأحمر، و25٪ من الشعر الأشقر، و26٪ من الشعر الأسود في مجموعة الأشخاص المدروسين. كما تقدم نتائج الدراسة رؤيةً معمَّقة للتصبغات المرضية والنوعية للجنس.
"هذه الجينات الإضافية المئة أو نحوها تتيح لنا فهم دور الأصبغة في عدة أمراض، مثل السرطان وأمراض المناعة الذاتية"، كما يقول عالِم الوبائيات الوراثية، تيموثي سبكتر، من كينجز كوليدج لندن، الذي شارك في قيادة الدراسة.
تتضمن الجينات التي حُدّدت في الدراسة بعض الجينات المشاركة في استقلاب الميلانين، الصبغة التي تحدد لون البشرة والشعر، وبعضها الآخر المعروف بأن طفراته تسبب خللًا في التصبُّغ، كما هو الحال في متلازمة واردينبرغ، وهي حالة يمكن أن تسبب فقدان السمع واضطرابات في تلوّن الشعر والعيون والجلد.
كما وجد فريق الباحثين الدولي، الذي يضمّ دراغانا فوكوفيتش من مركز السدرة للطب والبحوث في قطر، أن النساء في المجموعة أبلغن عن ألوان شعر أفتح من تلك التي أبلغ عنها الرجال.
ويتَّسق هذا مع نتائج سابقة مشابهة مستندة إلى القياس الموضوعي للون الشعر، مشيرًا -وفق رأي الباحثين- إلى أن الجنس يرتبط بلون الشعر، باستقلالية عن التحيُّزات الشخصية المدفوعة بالعلاقات الاجتماعية.
يقول عالِم الوبائيات الجزيئية، جوناس منغل فروم -من جامعة جنوب الدنمارك، الذي لم يكن مشاركًا في البحث-: إن الإبلاغ الذاتي عن لون الشعر قد يخضع لدرجة من الخطأ في التصنيف. فبعض الأشخاص مثلًا، قد يشيرون إلى أن شعرهم البني الفاتح أشقر اللون. وجدت الدراسات المجراة على الحيوانات دليلًا على أن وراثيات التصبّغ نوعية للجنس. فمثلًا، تكون القطط ذَبْليّة اللون (الملونة كظهر السلحفاة) أنثى دومًا، في حين أن القطط برتقالية اللون غالبًا ما تكون ذكرًا. على أي حال، من المحتمل أن يعكس اختلاف الجنس في لون الشعر، في الدراسة الحالية، مساهمة بيئية، كما يشير، مثل القَصْر (التفتيح) الشمسي؛ لأن النساء يملن لإطالة شعرهن أكثر من الرجال.
تمكَّن الفريق من استعمال النتائج التي توصل إليها لتوقّع ألوان الشعر الأسود والأحمر بدرجة عالية من الدقة باستخدام مجموعة منفصلة من البيانات الوراثية التي كان لون الشعر فيها معروفًا. على الرغم من أن توقعات لون الشعر البني والأشقر كانت أقل دقة، فقد يساعد هذا في توقُّع لون الشعر استنادًا إلى أدلة الحمض النووي في تحقيقات الطب الشرعي.
"تضيف الدراسة عددًا ملفتًا من النجاحات الجديدة يتجاوز المئة، مُظهرًا تعقيدًا وراثيًّا يفوق ما نعرفه اليوم"، وفق قول منغل فروم.
ويضيف أن الجينات التي حُدّدت في الدراسة تضمّ بعضًا مما كان معروفًا بالفعل بمشاركته في بيولوجيا التصبّغ، وغيرها المشارك في البيولوجيا الخلوية الأكثر عمقًا، راسمةً روابط جديدة ومثيرة للاهتمام بين الجينات وبيولوجيا لون الشعر.
doi:10.1038/nmiddleeast.2018.49
تواصل معنا: