رحلة باحثة بين محطات حقل دراسة التكاثفات
04 December 2024
نشرت بتاريخ 17 مايو 2016
النتائج قد تحدد شكل قرارات هجرة اللقالق البيضاء.
تُعَد اللقالق البيضاء من الطيور الانتهازية، وهي تضبط سلوكها وفقًا للظروف المتغيرة، كما توضح دراسة جديدة تكشف عن تباينات واسعة بين الطيور في عادات الهجرة.
عمل الباحثون في معهد ماكس بلانك الألماني لعلم الطيور مع زملاء في كل من إسبانيا، وروسيا، وأرمينيا، واليونان، وبولندا، وتونس، وإسرائيل، وجنوب أفريقيا؛ لجمع البيانات من ثماني مجموعات من اللقالق البيضاء في أوروبا وشمال أفريقيا. باستعمال نظام تحديد المواقع إلى جانب لاقطات التسارع، تمكنوا من متابعة مواقع صغار اللقالق وحركتها؛ بغية التعرف إلى أنماط الهجرة.
في حين أرسلت اللاقطات بيانات تتبُّع منخفضة الدقة، تمكن الفريق فقط من جمع البيانات عالية الدقة المخزّنة في اللاقطات، إما عن طريق تحميلها من مكان قريب، أو عن طريق استعادة اللاقطات. تَنفق العديد من اللقالق في الطريق، ونظرًا لأن هجرتها تحملها على عبور دول أصبحت غير آمنة، فلا شكّ أن استعادة البيانات أصبحت تمثل تحديًا كبيرًا. "لدينا العديد من العلامات الملقاة حولنا، ونودّ الحصول على بيانات منها، ولكن لم نتمكن من الحصول عليها بأنفسنا أو العثور على مَن يمكنه الذهاب لجمعها"، كما يقول أندريا فلاك، من معهد ماكس بلانك، الذي قاد الدراسة.
على أي حال، تمكن الفريق من جمع بيانات كافية لتحديد أنماط متميزة. لقد حلقت لقالق كل مجموعة مسافةً مميزة ثم تابعت مسارًا، يفترض فلاك أنها تسلكه كل عام. إضافة إلى ذلك، يبدو أن المجموعات تتبع استراتيجيات مختلفة للهجرة.
هاجرت اللقالق الأرمنية وبعض اللقالق الألمانية مسافةً قصيرة فقط، لتقضي فترة الشتاء في المنطقة الواقعة شمال الصحراء الأفريقية. أما بقية اللقالق الألمانية وتلك التي تنتمي إلى معظم المجموعات الأخرى فقد هاجرت جنوبًا متجاوزة الصحراء الأفريقية لتقضي فترة الشتاء في الجنوب، ووصلت إلى مناطق بعيدة مثل جنوب أفريقيا. وعلى الرغم من أنها قطعت بطيرانها مسافة تزيد على ثلاثة أضعاف المسافة التي قطعتها اللقالق التي أمضت فترة الشتاء في الشمال، فإن كمية الطاقة التي استخدمتها هذه الطيور في أثناء رحلة الهجرة يزيد 30٪ فقط، ربما لأنها تمكنت من الاستفادة من التيارات الحرارية لتسهيل رحلتها عبر الصحراء.
وجاء الاكتشاف المفاجئ الثالث من مجموعة لقالق أوزبكستان، التي لم تهاجر على الإطلاق. "لقد توقعنا أن تتجه شرقًا نحو الهند أو الصين استنادًا إلى تاريخها، وآمل أن نتمكن من بحث هذا الأمر ومعرفة السبب في عدم هجرتها"، وفق قول فلاك.
في حين أن اللقالق التي عبرت الصحراء ربما كانت رحلة هجرتها أسهل، إلا أن الدراسة تمكنت من التعرف إلى مقابل عند وصولها إلى وجهتها. فقد كانت رحلة الطيران قصيرة المسافة متطلِّبة، ولكنها قضت فترة الشتاء في مناطق ذات كثافة سكانية بشرية عالية، أي أن الأغذية كانت متاحة بسهولة في مقالب القمامة ومدافن النفايات. أما الطيور المهاجرة مسافاتٍ طويلة، من ناحية أخرى، فقد أمضت فصل الشتاء في مناطق لا كثافة بشرية عالية فيها، مما اضطرها الى استخدام المزيد من مؤن الطاقة.
"من الناحية اللوجستية، كانت هذه عملية رائعة، وأعتقد أنها المرة الأولى التي نحصل فيها على مثل هذه البيانات عالية الجودة والقابلة للمقارنة فعلًا. ومن الجدير بالذكر أن هناك الكثير من الاختلاف في استراتيجيات الهجرة"، وفقًا لقول آري فان نوردفيك، من المعهد الهولندي للبيئة، الذي لم يكن مشاركًا في الدراسة.
قد تؤدي العائدات المختلفة لهذه الاستراتيجيات إلى تغييرات في هجرة اللقالق، مما قد يكون ذا أثر أيضًا على وجهتها. "تتغذى اللقالق على الحشرات التي تتحول إلى آفات، كالجراد ودودة الحشد"، كمثل يقدمه فلاك.
وكما تتوافق هذه الطيور المرنة مع عالم متغيِّر، كذلك يجب على النظم الإيكولوجية التي تكيّفت مع زياراتها السنوية، وفق رأي العلماء.
doi:10.1038/nmiddleeast.2016.72
Flack, A. et al. Costs of migratory decisions: A comparison across eight white stork populations. Science Advances http://dx.doi.org/10.1126/sciadv.1500931 (2016)
تواصل معنا: