أخبار

العالِمات القطريات يتطلعن نحو القمة

نشرت بتاريخ 27 نوفمبر 2013

أربع باحثات شابات يمهدن طريقهن لكي يصبحن عالمات رائدات متخصصات في الخلايا الجذعية في قطر، التي تتوق لتصبح في طليعة البلاد الحاضنة للبحوث.

بيبي عائشة وادفالا


هبة الصدّيقي تشرح عملها للسير مجدي يعقوب.
هبة الصدّيقي تشرح عملها للسير مجدي يعقوب.
© Nature Middle East

بدأت أبحاث الخلايا الجذعية في قطر عام 2007 عندما ضمت مؤسسة قطر جهودها إلى جهود معهد بيكر، وهو معهد بحثي للسياسة العامة، وجزء من جامعة رايس في هيوستن، تكساس. ويهدف الطرفان إلى المساعدة في تطوير بحوث الخلايا الجذعية في تلك الدولة الخليجية الصغيرة.

إحدى أولى الخطوات التي نتجت عن التعاون هي تشكيل البرنامج الدولي لعلوم وسياسات الخلايا الجذعية، المسؤول عن النظر في القضايا الأخلاقية والدينية المترتبة على علوم الخلايا الجذعية، ذات الصلة بالثقافة العربية، وتأثيرها على المجتمعات المحلية. وبعد مرور خمس سنوات بدأت الخطة تؤتي ثمارها.

انضمت كل من حمدة الذوادي، وحليمة الفارسي، وهبة الصدّيقي، وسارة عبد الله، إلى برنامج قطر للريادة في للعلوم (QSLP)، وهي مبادرة من مؤسسة قطر تهدف إلى تهيئة القطريين للقيام بأدوار رائدة في مجال العلوم القطرية؛ لكي يتمكنوا يوما ما من توجيه برنامجها الوطني الطموح في البحوث وقيادته.

يرسل برنامج قطر للريادة في للعلوم الطلاب للتدريب في عدد من أفضل الجامعات في العالم. وقد شهد عام 2011 توجُّه "الذوادي" و"الفارسي" إلى واحدة من أكبر الجامعات الفرنسية، جامعة باريس سود 11، وتوجُّه "الصديقي" إلى معهد الخلايا الجذعية التابع لجامعة هارفارد في ولاية ماساشوستس، وتوجُّه "عبد الله" إلى جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة.

في مؤتمر قطر الدولي لعلوم وسياسات الخلايا الجذعية، الذي عُقد في فبراير 2012 في الدوحة، قدمت الذوادي والفارسي والصدّيقي أبحاثهن عن سرطان المبيض والأمراض المرتبطة بالسمنة. مارست الذوادي مهنة الطب لمدة سنتين قبل تقديم طلب الانضمام إلى برنامج قطر للريادة في للعلوم. "في الماضي كان هناك مسار واحد فقط للطبيب، هو علاج المرضى. لكن، عندما بدأت مؤسسة قطر هذا البرنامج، شقّت طريقا جديدا أمام الأطباء أو الخريجين المهتمين بالعلوم"، كما تقول. "إنها فرصة مثالية لقطر لإنشاء جيل من الباحثين المحليين".

استحوذ صفّ الأخلاقيات البيولوجية في جامعة كارديف في المملكة المتحدة على اهتمام الصدّيقي. "كان هناك كثير من الجدل حول استخدام الخلايا الجنينية، لذلك التحقت بالصفّ الذي جعلني أقرأ المزيد عن بحوث الخلايا الجذعية، وقررت أن أتعمّق فيه".

بحوث ذات صلة


حمدة الذوادي تقف إلى جانب الملصق الذي أعدته عن سرطان المبيض والخُثار.
حمدة الذوادي تقف إلى جانب الملصق الذي أعدته عن سرطان المبيض والخُثار.
© Nature Middle East

نُشِرت أول ورقة بحثية شاركت الصديقي في تأليفها في Nature Cell Biology في فبراير 2012. "كان شعورا رائعا، خصوصا بعد كل ساعات العمل المضني"، كما تقول.

قررت الذوادي والفارسي العمل على سرطان المبيض؛ نظرا لشدة انتشاره في الشرق الأوسط. قامت الذوادي باحتضان الخلايا السرطانية في مزرعة خلوية مع بروتين C، وهو عامل تخثُّر، لاختبار تأثيره على الخثار بسبب خلايا سرطان المبيض، الذي أدى إلى زيادة كبيرة في الأورام النقيلة. "إن هذا يعطينا فكرة لتحديد الخطوط العريضة للتدابير الوقائية تجاه الخثار لدى المصابات بسرطان المبيض"، كما توضّح.

وخلال العام الماضي، بدأت الفارسي في البحث في طرق إعادة برمجة خلايا جذعية سرطانية معيّنة. "إنها تحتوي على PD117، وهو عامل لا يوجد إلا في الخلايا الجذعية، مما يسمح لها بالتجدّد. ويمكن تطبيق المبدأ نفسه على أنواع أخرى من السرطان".

أدركت "عبد الله" في منتصف طريق دراستها للطب في جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة؛ أن الأبحاث تستهويها أكثر. عادت إلى قطر تحمل درجة في علم الأعصاب، باحثةً عن مؤسسة تستطيع أن تقوم بتمويلها لإجراء "بحوث الخلايا الجذعية والاضطرابات العصبية، غير الشائعة جدا في قطر في الوقت الراهن".

كان تركيز "عبد الله "على دور عامل النسخ (oxo-3a) في الخلايا المكوّنة لمادة المايلين، التي يُطلق عليها اسم "الخلايا قليلة التغصّن". عندما يختفي هذا العامل من الخلايا بعد إصابة رضيّة أو مرض، قد تكون النتيجة حدوث تنكّس عصبي. "آمل أن أتمكن من تنشيط تكوين الخلايا المتمايزة من خلال دراسة الخلايا الجذعية، والنظر في أسباب فشل الخلايا قليلة التغصن بإعادة تكوين المايلين"، تستفيض "عبد الله" بالشرح.

لا يشعر أيٌّ من الباحثين الشباب بأنهم قد واجهوا تمييزا بين الجنسين. "من الأفضل أن تكوني أنثى"، تضحك الصديقي. "أشعر بأني أكثر تميّزا، وأعتقد أنني أتلقّى معاملة أفضل، وأن هناك الكثير من الدعم".

ونظرا لأنها تعيش في باريس، شعرت الفارسي في البداية بأنها في مكان لا يلائمها، وبأنها محطّ أحكام من الناس نظرا لارتدائها الحجاب، لكنها استقرت منذ ذلك الوقت. "أشعر الآن أنّي مقبولة".

تشعر "عبد الله" بأنها تلعب دورا مهما في تبديد المفاهيم المغلوطة عن المرأة العربية. "نظرا لأني امرأة عربية، أعتقد أن الناس في الخارج مصدومون من مدى مجاراتنا للعصر ومن سعة اطلاعنا. لقد بنت النساء المسلمات اسما كبيرا لأنفسهن على مدى فترة زمنية طويلة، وما أفعله هو مجرد الانضمام إلى ركب النساء المؤسِّسات".

doi:10.1038/nmiddleeast.2013.225


  1. Ahfeldt, T. et al. Programming human pluripotent stem cells into white and brown adipocytes. Nature Cell Biology 14, 209-219 (2012) doi:10.1038/ncb2411 | Article | PubMed |