أخبار

التربة الزراعية في العراق تتحول إلى اللون الأبيض

نشرت بتاريخ 18 يونيو 2012

تهدف مبادرة جديدة إلى إيجاد سبل لحماية الأراضي الزراعية في العراق من ارتفاع مستويات الملوحة.

بيبي عائشة وادفالا


إيكاردا

تروي لنا ملحمة أتراحسيس، وهي قصة بابلية قديمة، كيف طغى اللون الأبيض على الحقول في بلاد الرافدين القديمة، بعد أن تسرب الملح إلى التربة.

وبعد مرور ما يقرب من أربعة آلاف عام، بدأ العراق يفقد أراضي زراعية مهمة، نتيجة ارتفاع مستويات الملوحة في التربة والمياه الجوفية، بسبب عدم وجود بنية تحتية فاعلة للصرف، بعد أن أصبحت في حالة متدهورة.

في ديسمبر من عام 2010، دعت الحكومة العراقية منظمات محلية ودولية إلى إجراء أبحاث؛ من أجل تحسين إدارة ملوحة التربة وموارد المياه.

وقال لويجي كافسترو، منسق مشروع إدارة ملوحة التربة في العراق أن "المشروع يمثل مبادرة اتخذها المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)". وأضاف: "في الوقت الراهن، تشير التقديرات إلى أن 25٪ من الأراضي المرويَّة في العراق ـ وتبلغ مساحتها مليوني هيكتار ـ لا تسمح بزراعة المحاصيل."

وأوضح أن فقدان الأراضي ـ بسبب الملوحة ـ يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي والدخل؛ وهو ما يؤثر على معظم الفقراء.

وهذه المبادرة ـ التي تمولها الحكومتان الأسترالية والإيطالية ـ تعمل على تقييم حالة البنية التحتية للري والصرف، وستقدم ـ بعد ذلك ـ المشورة بشأن أفضل الممارسات الزراعية للمحاصيل المختلفة التي تتحمل الملوحة، وتطوير وسائل لتحسين التربة والري، وإدارة المياه والصرف الصحي؛ للسيطرة على الملوحة.

وكان الباحثون قد أجروا مناقشات مع المزارعين؛ لتحديد المشاكل التي يواجهوها ، والتعرف على كيفية التعامل مع المشكلة القائمة حاليًّا. وتوقع كافسترو الإعلان عن نتائج الأبحاث بحلول شهر فبراير/ شباط من عام 2013. وقال: "نحن في مرحلة متقدمة من البحث، لكننا بحاجة إلى التحقق من صحة النتائج في الأشهر المقبلة".

يجري الباحثون دراسات تشمل خمسة مواقع رئيسية في وسط وجنوب العراق، وهي الدجيلة، والمسيب، وأبو الخصيب، وغرب الغراف، وشط العرب.

وأعرب كافسترو عن أمله في أن تسهم هذه المبادرة في إرشاد صناع القرار السياسي في العراق إلى أفضل السبل لمعالجة مشكلة الملوحة، وفي الوقت نفسه "زيادة الإنتاج الزراعي، من خلال إجراءات مستدامة على المدى الطويل".

وأضاف قائلاً إن هذا الأمر قد يستغرق وقتًا، مشيرًا إلى أن "المشروع يعمل على مستويات مختلفة.. على مستوى المزارعين، وعلى مستوى المناطق، والأقاليم، وعلى المستوى الوطني".

وأكد مشتاق أحمد، مدير مركز الدراسات والبحوث البيئية في سلطنة عمان، الذي أجرى دراسة حول الملوحة البيئية لهذه الدولة الخليجية، أن عمل دراسة بشأن مستويات الملوحة في العراق يمثل أهمية للمنطقة بأسرها.

وقال أحمد إن الملوحة تمثل مشكلة خطيرة في العالم العربي، خصوصًا في دول الخليج، وإن المشكلة مترسخة هناك بالفعل، وبالتالي فإن الحل المُبتَغَى لا بد أن يتعامل مع كيفية التعايش مع الملوحة.

doi:10.1038/nmiddleeast.2012.86