فيكتور أمبروس وجاري روفكون يحصدان جائزة نوبل في الطب لعام 2024
07 October 2024
نشرت بتاريخ 21 أغسطس 2011
هل صديق عدوك عدوك أيضًا؟ لقد ركزت معظم الأبحاث المتعلقة بحالات العدوى البكتيرية على العلاقة بين العوامل المسببة للأمراض، وبين النبات أو الحيوان المضيف، بيد أنه لا يُعْرَف الكثير عن تأثير البكتيريا التي تبدو غير ضارة، وتوجد جنبًا إلى جنب مع العوامل المسببة للأمراض في الجسم المضيف. هل هذه البكتيريا بريئة، أم أنها تساعد البكتيريا المسببة للأمراض؟
لقد توصل علماء الأحياء منذ أكثر من عقد إلى أن البكتيريا تتصل بأعضاء آخرين من نفس نوعها باستخدام جزيء إشارة خاص بهذه الأنواع. وعندما يتجاوز تركيز هذا الجزيء حدًّا أدنى معينًا؛ تبدأ البكتيريا المسببة للأمراض في مهاجمة الأجسام المضيفة لها.
ولكن فيتوريو فنتوري، عالم البكتيريا النباتية في المركز الدولي للهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية في تريستا بإيطاليا، أراد التحقق ممَّا إذا كانت هناك في الجسم المضيف أي وسائط أخرى موجودة بين البكتيريا المسببة للمرض، وغيرها من البكتيريا التي تبدو غير ضارة.
أجرى فنتوري وزملاؤه، ومن بينهم باحثون في معهد الحسن الثاني للزراعة والطب البيطري في المغرب، دراسة حول التفاعل بين البكتيريا المسببة للمرض سودوموناس سافاستانوي (Pseudomonas savastanoi)، التي تسبب مرض تعقد أغصان الزيتون (سل الزيتون) الذي يصيب مجموعة متنوعة من النباتات، ويعطل الزراعة في الشرق الأوسط وجنوب أوروبا ـ ونوعين آخرين من البكتيريا الساكنة التي غالبًا ما توجد في عقدة الزيتون، وهما بانتويا أجلوميرانس (Pantoea agglomerans)، وإيروينيا توليتانا (Erwinia toletana).
قام الفريق بإضعاف قدرة البكتيريا المسببة للمرض؛ حتى لا يتسنى لها إطلاق جزيء الإشارة، وهو نوع من الـN-acyl-homoserine lactones. من الناحية النظرية، كان من المفترض أن يوقف هذا الأمر انتشار المرض، حيث إن بكتيريا "سودوموناس سافاستانوي" لم يكن لديها أي وسيلة للتفاعل مع أعضاء آخرين من نوعها. ومع ذلك، وجد فريق الباحثين أن هذين النوعين من البكتيريا الساكنة قد طوَّرا جزيء إشارة له نفس هيكل البكتيريا المسببة للمرض، وهو ما سمح للبكتيريا الساكنة بالتفاعل في بديل البكتيريا المسببة للمرض؛ مما أدى إلى حدوث الهجوم.
ويشير الباحثون إلى أن التفاعل بين الأنواع المختلفة من البكتيريا يمكن أن يعزز قدرة البكتيريا على التسبب في مرض عقدة الزيتون.
وقال فنتوري: "هذه النتائج توضح لنا أن مرض النبات قد يكون متعدد الميكروبات، وأننا قد نحتاج إلى استهداف كل من مسببات الأمراض، والبكتيريا الساكنة".
doi:10.1038/nmiddleeast.2011.109
تواصل معنا: