أخبار

تحذيرات من دخول الأرض إلى "منطقة مجهولة"

نشرت بتاريخ 24 أكتوبر 2023

العلامات الحيوية للأرض تتدهور على نحوٍ غير مسبوق.. و735 مليون شخص واجهوا الجوع المزمن في عام 2022

محمد السعيد

أمريكيون يفرزون الحطام بعد أن دمرت حرائق الغابات منازلهم في ولاية كاليفورنيا عام 2008
أمريكيون يفرزون الحطام بعد أن دمرت حرائق الغابات منازلهم في ولاية كاليفورنيا عام 2008
FEMA/MICHAEL MANCINO, PUBLIC DOMAIN. Enlarge image
تدهورت العلامات الحيوية للأرض على نحوٍ لم يشهده البشر من قبل، لدرجة أن الحياة على الكوكب أصبحت معرضةً للخطر، وفق تحذيرات أطلقها فريق دولي من علماء المناخ اليوم "الثلاثاء" 24 أكتوبر.

يشير العلماء -في تقرير نشرته دورية "بيوساينس" (BioScience)- إلى أن العديد من الأرقام القياسية المتعلقة بالمناخ جرى تحطيمها بهوامش هائلة في عام 2023، وخاصةً فيما يتعلق بدرجات حرارة السطح والمحيطات، وحرائق الغابات، والجليد البحري. 

ووفق التقرير الذي حمل عنوان "تقرير حالة المناخ لعام 2023: الدخول إلى منطقة مجهولة"، فقد أدى موسم حرائق الغابات الاستثنائي في كندا إلى انبعاثات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، وأن ما بين 20 من 35 علامة حيوية كوكبية يستخدمها الباحثون لتتبُّع تغيُّر المناخ بلغت مستويات قياسية".

يأتي التقرير بعد أربع سنوات من تحذير نشرته الدورية ذاتها في عام 2019، ووقَّع عليه أكثر من 15000 عالِم في 161 دولة.

انهيار محتمل

يقول "ويليام ريبيل" -الأستاذ المتميز في كلية الغابات بجامعة ولاية أوريجون الأمريكية، والمؤلف المشارك في التقرير- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تتضمن مجموعة العلامات الحيوية الكوكبية متغيرات مثل تركيزات الغازات الدفيئة، وإزالة الغابات، وامتداد الجليد البحري، واستهلاك طاقة الوقود الأحفوري، وتوفر هذه البيانات معلومات أساسية حول تأثيرات البشرية على الكوكب والاستجابات على مستوى الكوكب.

يضيف "ريبيل": تأخذ البشرية من الأرض أكثر مما تستطيع أن تعطيه بأمان، ولو لم نحل هذه المشكلة، فإننا في طريقنا إلى الانهيار المحتمل للأنظمة الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية، ومعاناة من حرارة لا تُطاق، ونقص في الغذاء والمياه العذبة.

وتعرِّض المعاناة الهائلة الناجمة عن تغير المناخ أنظمةَ دعم الحياة للخطر، وتجلَّى ذلك من خلال عاصفة البحر المتوسط الشديدة "دانيال"، التي تسببت في فيضانات أودت بحياة أكثر من 11 ألف شخص في ليبيا.

تقدم ضئيل

تُظهر الاتجاهات الإحصائية للبيانات المستخدمة في التقرير أنماطًا مثيرةً للقلق بشأن المتغيرات والكوارث المرتبطة بالمناخ؛ إذ وجد المؤلفون تقدمًا ضئيلًا فيما يتعلق بجهود مكافحة تغير المناخ.

وقد ضخت حرائق الغابات في كندا هذا العام بالفعل أكثر من 1 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهو أكبر من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة في كندا لعام 2021 البالغة 0.67 جيجا طن.

وفي عام 2023، تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية أكثر من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وربما كان متوسط درجة حرارة سطح الأرض المسجلة في يوليو الماضي الأعلى منذ 100 ألف عام.

ويوضح الباحثون أن "حوالي 735 مليون شخص واجهوا الجوع المزمن في عام 2022، بزيادة قدرها 122 مليونًا تقريبًا منذ عام 2019".

استهلاك مفرط للطاقة

يقول "ريبيل": يتسبب الاستهلاك غير المستدام للطاقة والموارد من قِبل البشرية -وخاصةً أغنى سكان العالم- في كميات غير عادية من انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بالوقود الأحفوري، وتدمير الغابات على نطاق واسع، وتزايُد شدة الكوارث المرتبطة بالمناخ

يتوقع العلماء أنه بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين، قد يجد ما بين 3 إلى 6 مليارات شخص أنفسهم خارج المناطق الصالحة للعيش على الأرض، مما يعني أنهم سيواجهون حرارةً شديدة، ومحدوديةً في توافُر الغذاء، وارتفاعًا في معدلات الوفيات.

يضيف "ريبيل": يجب انتهاج سياسات لحماية الغابات التي تمتص الكربون واستعادتها، ويتعين على البشرية أن تتحول بعيدًا عن النموذج الاقتصادي القائم على الاستهلاك المفرط للطاقة والموارد من قِبل الأثرياء نحو مسار أكثر استدامةً يركز على المساواة وضمان الرفاهة لكل الناس.

doi:10.1038/nmiddleeast.2023.211