أخبار

علم النفس يزيد تفاعُل العامة مع المعلومات المناخية المعقدة

نشرت بتاريخ 19 أكتوبر 2023

أعاد الباحثون تصميم الرسوم البيانية المناخية باستخدام برامج الجرافيك الحديثة.. وحولوها إلى صور جذابة لاستخلاص المعلومات بسهولة

آسيا ضياء

تعتمد تقنية تتبُّع حركة العين على انبعاثات الأشعة تحت الحمراء وانعكاسات القرنية وشبكية العين
تعتمد تقنية تتبُّع حركة العين على انبعاثات الأشعة تحت الحمراء وانعكاسات القرنية وشبكية العين
STEPH COURTNEY Enlarge image
ذكرت دراسة نشرتها دورية "جيوسفير" (Geosphere) أن الاستعانة بعلماء النفس في تصميم الرسوم البيانية الخاصة بعلم المناخ تزيد تفاعُل الأشخاص غير المتخصصين في المجالات العلمية مع القضايا المناخية.

أعاد الباحثون تصميم ثلاثة رسوم بيانية معقدة من الرسوم البيانية الواردة في تقرير التقييم الخامس للفريق الحكومي الدولي المعني بتغيُّر المناخ، باستخدام برامج تصميم الجرافيك الحديثة، ثم تحويلها إلى صور بيانية جذابة يمكن استخلاص المعلومات منها بسهولة.

واستخدم الباحثون عدة طرق لقياس تأثر الطلاب بالتصميمات الجديدة، مثل الاستبانات والمقابلات الشخصية وتقنية تتبُّع حركة العين التي تعتمد على انبعاثات الأشعة تحت الحمراء وانعكاسات القرنية وشبكية العين في أثناء إطْلاع الطلاب على التصميمات.

تم اختيار المشاركين من بين طلاب الجامعات في جنوب شرق الولايات المتحدة، والذين ليس لديهم معرفة كافية بمخاطر تغيُّر المناخ، لعرض التصميمات القديمة والجديدة عليهم.

وأوضحت نتائج الدراسة أن "المشاركين قيموا الرسوم البيانية المعاد تصميمها بأنها أكثر موثوقية، ما يوضح قيمة دمج العلوم النفسية في تصميم الرسوم البيانية لعلوم المناخ".

تقول ستيف كورتني، الباحثة في قسم علوم الأرض بجامعة أوبورن الأمريكية، والباحثة الأولى في الدراسة: "ينصبُّ اهتمام العلماء على مخرَجات الأبحاث والرسوم البيانية المتخصصة التي تصف النتائج العلمية دون الاهتمام بكيفية نقل هذه البيانات المعقدة إلى العامة بسلاسة رغم أن ذلك هو الأولى والأهم".

وهناك اختلاف ملموس في المعتقدات المتعلقة بتغير المناخ بين الأحزاب السياسية في الولايات المتحدة، حيث يعتقد 92٪ من الديمقراطيين الليبراليين أن الاحتباس الحراري يرجع بشكل رئيسي إلى النشاط البشري، بينما يعتقد ذلك 30% فقط من الجمهوريين المحافظين.

ويمكن أن يغير التواصل مع "العامة" حول قضايا التغيرات المناخية مواقفهم السياسية تجاه هذه القضايا، ويزيد استعداد الأفراد للتضحية الشخصية من أجل حل أزمات التغير المناخي.

واجه الباحثون عدة تحديات أهمها: كسب ثقة الطلاب بدقة التصميمات؛ إذ خشي الباحثون أن تبدو التصاميم الجديدة سطحية وغير علمية وليست جديرة بالثقة نظرًا لسهولة استخلاص المعلومات منها.

وكان التحدي الآخر هو التصميمات ذاتها، التي يجب أن تكون جاذبةً للعين، ومثيرةً للانتباه، ولا تشتت أذهان الطلاب في الاستنتاجات العلمية.

تقول "كورتني": طلبنا من الطلاب ترتيب التصميمات من حيث الجاذبية، وسهولة الاستخدام، ودقة المعلومات ومدى ثقتهم بها، والتصميم الذي أشعرهم بالقلق بشأن تغير المناخ.

وتضيف: رأى الطلاب أن التصميمات الجديدة جاذبة، وأجدر بالثقة من النسخ الأصلية، وتأثروا بها إلى درجة جعلتهم يعربون عن قلقهم بشأن تغيُّر المناخ.

كما عزز تزويد التصميمات بالتنسيقات المألوفة، والألوان المختلفة، والنصوص التوضيحية إدراك الطلاب لمخاطر تغيُّر المناخ، ومكنهم من فهم البيانات المعقدة، بالإضافة إلى كسب ثقتهم بدقة البيانات، واستخلاص النتائج منها.

تقول "كورتني": يجب أن نأخذ آراء الجمهور وتصوراتهم حول قضايا المناخ بعين الاعتبار، ويتعين إجراء مزيد من البحوث بما يضمن تزايُد تفاعُل العامة مع هذه القضايا".

doi:10.1038/nmiddleeast.2023.205