أخبار

Read this in English

سكين عظمي أثري يشير إلى المستوى الإبداعيّ للثقافة العاتريّة

نشرت بتاريخ 22 أكتوبر 2018

تشير أداة محفوظةٌ جيدًا اكتُشفَت في كهف بالمغرب إلى أن الثقافة العاتريّة استخدمت أدوات فريدة من العظم قبل أكثر من 90 ألف سنةٍ مضت. 

لارا ريد

تُشير الأداة العظميّة المُكتشفة إلى أن الثقافة العاتريّة كانت تستخدم أدواتٍ عظميّة متقدِّمة، وأن هذا ربما كان لتقطيع الأسماك وأكلها.
تُشير الأداة العظميّة المُكتشفة إلى أن الثقافة العاتريّة كانت تستخدم أدواتٍ عظميّة متقدِّمة، وأن هذا ربما كان لتقطيع الأسماك وأكلها.
Mohammed Kamal, Fotokam, Morocco Enlarge image
أحد المؤشرات الأساسيّة على السلوك الإدراكيِّ المتقدم الذي تمتع به البشر الأوائل هو اكتشاف أدوات عظميّة متخصصة في المواقع الأركيولوجية. سبق اكتشاف أدوات من هذا القبيل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ومن بين هذه الأدوات حِراب شائكة عُثِرَ عليها في الكونغو، وهي حِراب ترجع إلى العصر الحجريّ الوسيط، أي حوالي 90 ألف سنة مضت. إلا أنه لم يسبق العثور على أيٍّ من الأدوات العظميّة المتخصصة التي تنتمي إلى تلك الحقبة في شمال أفريقيا.. حتى جاء هذا الكشف.

كان عبد الجليل بوزوكار من المعهد الوطنيّ لعلوم الآثار والتراث بمدينة الرباط في المغرب قد أجرى –بالتعاون مع فريقٍ من العلماء من المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا– عدّة حفريات للتنقيب عن الآثار في كهف دار السلطان 1 الواقع على ساحل الأطلسيّ بالمغرب، وذلك في الفترة من عام 2005 حتى عام 2012. وخلال أعمال التنقيب الأخيرة، اكتشف الفريق أداة عظميّة مصنوعة بدقة ويبلغ طولها 122 ملليمترًا، وذلك في طبقةٍ رسوبيّة يرجع تاريخها إلى حوالي 90 ألف سنةٍ مضت. عُمر القطعة التي جرى الكشف عنها يربط بينها وبين الثقافة العاتريّة، تلك الجماعة البشرية التي تعود إلى العصر الحجريّ الوسيط، والتي عُرِفَت بقدرتها على ابتكار تقنيات من الأدوات الحجريّة.

يقول بوزوكار: "لقد تم تركيز الكثير من الاهتمام على المنظور الضيق المتعلق باستخدام الجماعات البشريّة في العصر الحجريّ القديم للأدوات الحجرية، بدلًا من دراسة استخدامهم لمجموعةٍ أوسع من الأدوات الأخرى. عندما اكتشفنا هذه الأداة، صارت محاولة فهمنا لطريقة صنعها ووظيفتها بنفس درجة أهميّة تحديد عمرها بشكل دقيق".

استخدم الباحثون تقنيات تحليليّة متنوعة لفك طلاسم قصة هذه الأداة والطريقة التي صُنِعَت بها. وباستعمال مجهرٍ إلكترونيّ ماسح، حلل الباحثون التعديلات الموجودة على سطح العَظْمَة، بما يشمل علامات القطع وعلامات التقشير والتلميع. كما سجَّل الباحثون الطبوغرافيا السطحيّة ثلاثيّة الأبعاد للأداة باستخدام المسح بالتصوير المقطعيّ المحوسب.

الأداة صُنِعت من ضلع حيوان ثديي كبير، يُرجَّح أن يكون من عائلة البقريّات. في البداية، تم تقصير الضلع وقسمته إلى نصفين بالطول. وبعدها شرع صانع الأداة بتأنٍّ في تقويم جوانب الضلع بحيث تصبح مستقيمة، قبل أن يقوم بتنحيف جانب واحد وشحذه من عند طرفه عن طريق كشطه بأداةٍ حجريّة. كان تحليل أعضاء الفريق شديد التفصيل لدرجة أنهم اكتشفوا "علامات اصطكاك" أحدَثَها الضغط الواقع على الحجر لدى ارتطامه المرتج على طول سطح العظمة. ويعتقد الباحثون أن الأداة استُخدمَت كسكين كان يتم الإمساك به بإصبعين من الجانب الأملس لدفع الجانب الحاد وقطع الأشياء الطريّة.

يقول بوزوكار: "يشير قربُ موقع الكهف من المحيط إلى أن السكين ربما كان يُستخدم لتقطيع الأسماك. إلا أننا سنحتاج إلى إجراء المزيد من التقصِّي، إذ يُعتبر هذا أول مؤشر مبدئي على استغلال العاتريين للموارد البحريّة".

doi:10.1038/nmiddleeast.2018.129


Bouzouggar, A. et al. 90,000 year-old specialised bone technology in the Aterian Middle Stone Age of North Africa. PLOS One 13 (10) (2018).