أحدث الأبحاث

Read this in English

نظام جديد لتوجيه عقاقير السرطان

نشرت بتاريخ 12 يناير 2017

ناقلات النانو الجديدة تبشر بتوجيه أكثر كفاءة وأقل سُمِّيَّة للخلايا السليمة.

أمنية جوهر

صور تخيلية لجزيئات نانو قادرة على استهداف أنواع خلايا معينة للاستخدام في توجيه العقاقير
صور تخيلية لجزيئات نانو قادرة على استهداف أنواع خلايا معينة للاستخدام في توجيه العقاقير
© Greenshoots Communications / Alamy Stock Photo

استطاع باحثون من مصر والسعودية تصميم وتوليف بوليمرات عضوية جديدة، تبشر بنظم فعالة لتوجيه العقاقير باستخدام تقنية النانو.

كثير من العقاقير -لا سيما تلك المستخدمة لعلاج السرطان والأمراض المعدية والأمراض العصبية- يفتقر إلى الدقة في إصابته للهدف، إذ غالبًا ما تصاحبه تأثيرات سلبية تضر بالأنسجة السليمة، مما يتسبب في العديد من الآثار الجانبية. وقد عكف العلماء عقودًا على تطوير نظم لتوجيه العقاقير؛ للسيطرة على كلٍّ من معدل تحرير العقار ومكانه. وتبشّر هذه النظم بالحد من الآثار الجانبية وتحسين كفاءة العقاقير إلى حد كبير. 

برغم ذلك لا يزال تطوير نظام فعال لتوجيه العقاقير بدقة إلى الهدف المقصود ينطوي على تحديات كبيرة. وفي هذا الصدد تقول الدكتورة شيرين الخطاب -المشرفة على الدراسة الجديدة، وأستاذ كيمياء الببتيد في جامعة الإسكندرية في مصر-: "تتزايد أهمية البحث العلمي في مجال تصميم المواد البوليمرية الملائمة، وذلك نظرًا لاستمرار الحاجة إلى تطبيقات في عالم الطب، من بينها أنظمة لتوجيه العقاقير".

وقد طورت خطاب وزملاؤها مجموعة من المركبات العضوية البوليمرية تحتوي على النيتروجين، ذات بنية محددة جيدًا وعالية الأداء كحاملات نانو للعقاقير.

وبعد تحميلها بالسيليكوكسيب، وهو عقار مضاد للالتهابات وله تأثير مضاد للسرطان، "حاصرت" البوليمرات المولفة حديثًا نسبة كبيرة من العقار داخل الجزيئات النانوية.

تتسم معظم عقاقير السرطان -ومن ضمنها السيليكوكسيب- بأنها ضعيفة الذوبان، وبالتالي تحتاج إلى مذيبات لتعزيز تواجدها الحيوي -وبعبارة أخرى، تساعد المذيبات على وجود العقار في موقع العمل المطلوب. وبشكل عام، تكون المذيبات المستخدمة شديدة السمية. وقد ساعدت البوليمرات المحملة الجديدة على إزالة المذيبات السامة في أثناء عملية إعطاء العقاقير. 

للتوصل إلى نظام لتوجيه العقاقير يستطيع الوصول إلى الموضع المستهدَف مع إمكانية التحكم في تحريره، يصبح التدوير طويل الأمد في الدم ضروريًّا للغاية. ففي العادة ستزال الجسيمات الأصغر بمعدل أبطأ بكثير في الدورة الدموية. ويذكر الباحثون أن البوليمرات الاصطناعية ذات حجم صغير للغاية. كما تبين أنها تتسم باستقرار حراري كبير ولديها إمكانية للتراكم في أنسجة الورم.

إن هذه الميزات تبشر بنظام واعد لتوجيه العقاقير باستخدام تقنية النانو.

ويقول نيكولا برتراند -الأستاذ المساعد بجامعة لافال في كندا، الذي لم يشارك في هذه الدراسة البحثية-: "إنه عمل أولي متميز يمثل إثباتًا لصحة المفهوم في التجارب، إلا أنه من السابق لأوانه الحصول على فكرة واضحة عن إمكانات هذه المواد، وخاصة فيما يتعلق بتطبيقات توجيه العقاقير، هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتقييم مدى إمكانية تطبيق هذه النتائج على عقاقير أخرى تحتاج إلى نظم لتوجيه العقاقير".

doi:10.1038/nmiddleeast.2017.13


  1. Khattab, S. et al. Design and synthesis of new s-triazine polymers and their application as nanoparticulate drug delivery systems. New J. Chem. http://pubs.rsc.org/en/content/articlepdf/2016/nj/c6nj02539k (2016).