أخبار

Read this in English

إرشادات جديدة لتقليل مخاطر جراحة السمنة

نشرت بتاريخ 30 مارس 2015

بحث سعودي يسلّط الضوء على خيارات أكثر أمانًا لإجراءات لإنقاص الوزن بين الأطفال.

ياسمين باسكال خليل

جرى تطوير نهج سريري محدّد ذي مضاعفات أقل، ولا يسبب تعثّر نمو الأطفال الذين يحتاجون إلى جراحة لعلاج السمنة، من قِبل باحثين سعوديين.

أظهر مسح أُجري عام 2013 أن 23% من الأطفال السعوديين في سن المدرسة زائدو الوزن، وأن 9% منهم يمكن تصنيفه بين المصابين بالسمنة. وبين الأطفال في المرحلة السابقة لسن المدرسة، هناك 15% من زائدي الوزن و6% من السمان. وقد ذكرت دورية Saudi Journal of Obesity أن الدراسات المحلية تشير إلى تصاعد الميل نحو السمنة.

وعادة توضع جراحة السمنة في الاعتبار عندما لا يستجيب الطفل للبرامج البديلة للتحكّم بالوزن.

الآن يقترح باحثون من جامعة الملك سعود بروتوكولاً موحَّدًا لتدبير الوزن، يتضمن جراحة السمنة ضمن نهج سريري للحصول على نتائج مثالية.

يصرح الباحث عائض القحطاني -من جامعة الملك سعود- لـ"نيتشر ميدل إيست Nature Middle East": "لدينا معايير مشددة لإجراء جراحة السمنة للأطفال واليافعين بغضّ النظر عن أعمارهم، وهي تتضمن مؤشّر كتلة الجسم (BMI) الذي يبلغ 35، مترافقًا مع أمراض مشاركة ذات صلة بالسمنة، أو مؤشّر كتلة الجسم الذي يبلغ 40"، مضيفًا: "بالنسبة للأطفال الأصغر سنًّا، لا يتمتع مؤشّر كتلة الجسم بدقة شديدة، ونستبدله بما يطلق عليه اسم الشريحة المئوية لمؤشر كتلة الجسم، حيث يطلب من الطفل أن يتجاوز الرتبة التاسعة والتسعين –أو مفرط السمنة- لكي يكون مؤهلاً للجراحة، حتى ولو كانت القيمة المطلقة لمؤشر كتلة الجسم أقل من 35".

في الفترة الممتدة بين شهر مارس 2008 وشهر يوليو 2014، تابع القحطاني تطور نحو 659 من الأطفال والمراهقين السمان، الذين خضعوا لجراحة ضمن هذا النهج، مرفقة ببروتوكول وإرشادات محددة بوضوح، ويتم تنفيذها في عيادة القحطاني.

يتضمن النهج السريري الموحّد إجراءات وتدخلات واجبة التنفيذ من قِبل جميع العاملين في الرعاية الصحية في كل نقاط الاتصال في أثناء العناية بالمريض قبل الجراحة، وفي أثنائها، وبعدها، وفي فترة المتابعة.  

من بين المرضى موضع البحث، خضع 291 مريضًا لجراحة تكميم المعدة بواسطة منظار البطن (LSG). عانى 12 مريضًا فقط من مضاعفات تالية للجراحة، وقال القحطاني: إن هذه المضاعفات كانت طفيفة في غالبيتها وتُشاهَد في أي تدخل جراحي. ويقول إن الاختلاط الوحيد الذي كان على صلة بجراحة السمنة كان عوز الفيتامين الذي تم تصحيحه بأمان. ولم يتعرض أيٌّ منهم لأي اختلاطات طويلة الأمد.

يذكر القحطاني أن الخطر المحدق بالحياة هو الذي يقرر ضرورة إجراء جراحة السمنة، فالسكري، وانقطاع النفَس في أثناء النوم، وارتفاع ضغط الدم، والتأثيرات النفسية للسمنة، وسوى ذلك من المشاكل، جميعها تسبب اضطرابات صحية شديدة للأطفال، مؤدية إلى زيارات متكررة للمستشفى، وتضرّر الأعضاء، والموت المبكر.

أكثر من 90% من الأمراض المشاركة التي كان الأطفال والمراهقون يعانونها قبل الخضوع للجراحة شُفيت تمامًا أو تحسنت، ليس بسبب نقص الوزن فحسب، بل بسبب "التحسن الإجمالي لحالة الأيض لدى المرضى"، كما يذكر القحطاني.

كان المرضى من مجموعات عمرية مختلفة، ولكن العمر لم يكن عاملاً مؤثرًا في الشفاء.

ويقول القحطاني: "على أي حال، فإن الأطفال المصابين بمتلازمة برادر ويلي -وهي حالة وراثية تسبب سمنة شديدة مبكرة الظهور، وتترافق بسلوك الإفراط في الأكل- أبدوا ميلاً إلى استعادة بعض الوزن الذي فقدوه".

"ولكن لم يُعانِ أي من الواحد والعشرين طفلاً المصابين بمتلازمة برادر ويلي في مركزنا، من نكس أي من الأمراض المشاركة التي كانوا يعانون منها قبل الجراحة"، كما يتابع.

ستنظر الأبحاث المستقبلية في المخاطر المرافقة لجراحة السمنة لدى المرضى في سن الرابعة عشرة وما دون.

يقول كورت ويدالم -الباحث المستقل من المعهد الأكاديمي للتغذية السريرية في فيينا، والذي لم يكن مشاركًا في الدراسة-: إنه "في حال الالتزام الدقيق بمعايير اختيار المرضى الذين يجب أن يخضعوا للجراحة، وفي حال توفر المتابعة الصارمة، فستكون النتائج جيدة".  

doi:10.1038/nmiddleeast.2015.59