أخبار

دراسة تكشف خطوة مهمة لإيجاد علاج محتمل لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية

نشرت بتاريخ 26 مارس 2014

يستمر الاهتمام العالمي لعلاج جائحة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ولكن شركات الأدوية تبدو غير مهتمة بتطوير العقاقير.

سارة عثمان


مقارنة بين بنية الفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وفيروسات أخرى.
مقارنة بين بنية الفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وفيروسات أخرى.
© Lu, L. et al/Nature Communications

قام فريق من الباحثين بتصميم الببتيد الذي يتمكن من إعاقة دخول الفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV)، إلى داخل الخلايا المضيفة، حسب ما جاء في دورية Nature Communications.

يترافق الفيروس -الذي يُحتمل أن يكون قد نشأ في الجمال- بمعدل وفيات يصل إلى 42٪، ويبذل العلماء قصارى جهدهم لإيجاد وسيلة لوقف انتقاله.

قام فريق من الباحثين مؤخرا في الصين والولايات المتحدة ببلورة وُحَيْدة (وحدة فرعية) من البروتين الذي يستخدمه الفيروس للالتصاق بالخلايا المضيفة والدخول إليها، وتمكنوا من تحليل بنيته ثلاثية الأبعاد. واستخدموا هذه البنية نموذجًا لتصميم الببتيدات الرابطة التي تثبط التحام البروتين والغشاء، وتتداخل بالتالي مع عملية دخول الفيروس إلى خلاياه المضيفة.

"لا وجود لأي دواء نوعي مضاد للـ(MERS-CoV) حاليا في السوق"، وفق شيبو جيانغ، عالم الفيروسات الجزيئية في معهد علم الأحياء الدقيقة الطبية، جامعة فودان، الصين، وأحد واضعي الدراسة. "لقد استُخدمت بعض مضادات الفيروسات غير النوعية، مثل الريبافيرين والإنترفيرون ألفا 2b في العيادات لعلاج المرضى بالعدوى، ولكن فعاليتها لم تتأكد".

يعتقد الفريق أن الببتيدات التي صمموها يمكن تطويرها لتصبح أدوية أقل سمية وأكثر فعالية في مكافحة الفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.

ذُكر حدوث أول إصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية بسبب الفيروس التاجي (MERS-CoV) في المملكة العربية السعودية عام 2012 مع أول دليل على وجود الفيروس في الجمال. ومثل العديد من الفيروسات، تتشكل الأجزاء الفيروسية للفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية من جينوم الحمض النووي الريبي RNA المغلف بغطاء بروتيني، يوجد بدوره ضمن مغلّف دهني. تقوم النتوءات البروتينية البارزة في المغلف الدهني -والمعروفة باسم الأشواك- بالارتباط بالمستقبلات على سطح الخلية المضيفة، وهذا الربط يتواسط التحام المغلف الفيروسي الدهني مع غشاء الخلية المضيفة الدهني وما يتلوه من دخول الفيروس في الخلية المضيفة.

لم تبد أي من شركات الأدوية التي توجهنا إليها اهتمامًا بتطوير أي دواء مضاد لـMERS-CoV.

ومع شبهه البنيوي الكبير بالفيروس التاجي المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة SARS-CoV، الذي سبب فاشية عام 2002- 2003 أدت إلى وفاة أكثر من 700 شخص، يتميز MERS-CoV بوجود بروتين شوكي (S)، يتكون من وحدتين فرعيتين، S1 وS2. ويحدث الارتباط بالخلية المضيفة عن طريق تفاعل بين المجال الرابط للمستقبلات في الوحيدات S1 ومستقبلاتها في الخلية المضيفة، دايببتيديل ببتيداز-4 (DPP4).

افترض الفريق أنه في المرحلة التالية لهذا الارتباط مع S1، تغيّر S2 تشكلها عن طريق إدخال قسم من تسلسلها -وهو ما يطلق عليه اسم ببتيد الالتحام- ضمن غشاء الخلية المضيفة، مشكلة حزمة سداسية الحلزات –نواة الالتحام– في غشاء الخلية المضيفة بين منطقتين في الوُحَيْدات S2 المعروفة باسم المكررات سباعية التكافؤ 1 و2 (HR1 وHR2).

لاختبار هذه الفرضية، أنشأوا بروتينًا يتكون من HR1 وHR2 فقط لتحفيز تشكُّل نواة التحام معزولة، ثم عمدوا إلى بلورتها، وتفحصوا بنيتها لمعرفة ما إذا كانت ستشكل بالفعل حزمة سداسية الحلزّات. وكما توقعوا، وجدوا نواة التحام ذات حزمة سداسية الحلزّات، واستخدموا البنية التي توصلوا إلى حلها لتصميم ببتيدات من أجل ربط مجالات HR1 وHR2 وتثبيطها. وكشفت الاختبارات عن وجود ببتيد واحد يتميز بفعالية خاصة.

تتمثل الخطوة التالية -وفق قول جيانغ- في إجراء التجارب قبل السريرية على نماذج حيوانية كالقرود في أقرب وقت ممكن، لتتلوها التجارب السريرية. "ولكن لسوء الحظ -يتابع جيانغ- فإن أيًّا من شركات الأدوية التي توجهنا إليها لم تُبدِ اهتمامًا بتطوير أي دواء مضاد لـMERS-CoV؛ لأن السوق لا يمكن التنبؤ بها في المستقبل".

لقد نجح جيانغ بتطوير الببتيدات المضادة للـSARS-CoV في مختبره عام 2003، ولكن عندما تمت السيطرة على هذا الوباء، فقدت شركات الأدوية اهتمامها بتطوير العلاجات.

قال ماثيو فريمَن -من كلية الطب في جامعة ميريلاند، وهو خبير عالمي مختص بالأحياء الدقيقة ومناعيات السارس-: "إن استمرار التعرف على علاجات جديدة لـMERS-CoV هو مسعى جدير بالاهتمام؛ نظرًا لطبيعة انتشار المرض المستقبلية غير المعروفة".

"إن تطوير استراتيجيات علاجية جديدة -سواء أكانت تعتمد على الببتيد أو الأجسام المضادة أو اللقاح أو الدواء- هو استثمار جدير بالمحاولة".

doi:10.1038/nmiddleeast.2014.74