أخبار

Read this in English

عالمان مصريان يتطلعان إلى الفضاء لتسليط الضوء على فيروس الالتهاب الكبدي C

نشرت بتاريخ 30 نوفمبر 2014

عالمان مصريان يتمكنان من بلورة بروتينين من فيروس الالتهاب الكبدي C في الفضاء، في محاولة لاكتشاف علاجات جديدة.

رحاب عبد المحسن

العلماء أكرم عبد اللطيف، أولريكة بروتزر وهناء جابر
العلماء أكرم عبد اللطيف، أولريكة بروتزر وهناء جابر
© M. Stobrawe / MRI 

يأمل العلماء في أن تساعد عينات البلورات الخاصة ببروتينين من بروتينات فيروس الالتهاب الكبدي C، والتي عادت لتوّها من الفضاء، في البحث عن عقاقير جديدة لمحاربته.

في مدة استمرت أربعة أسابيع، أجرى طاقم المحطة الفضائية الدولية تجارب على هذه العيّنات، محوّلاً إياها إلى بلورات في ظروف الجاذبية الصغرى. وقد طوَّر هذا المشروع العالمان المصريان: أكرم أمين عبد اللطيف وهناء جابر، من جامعة ميونخ التقنية، بعد تغلبهما في الشهر الماضي على 600 عرض آخر ضمن مسابقة بحثية في محطة فضاء دولية الشهر الماضي.

كان هذا المشروع هو الوحيد الذي اختير من خارج الولايات المتحدة، وهي التجربة الأولى التي يشترك فيها علماء مصريون لكي تُجرى في المحطة الفضائية الدولية.

عادت عيّنات البلورات مجمّدة في عبوات، في أواخر الشهر الماضي (26 أكتوبر)، بعد تأخرها بسبب سوء الأحوال الجوية. وقد أُرسِلت إلى مرافق الحيود لتحليلها.

عبد اللطيف -الباحث أيضًا في مركز الفضاء الألماني (DLR)، والباحث الرئيس في المهمة الفضائية- يقول لموقع Nature Middle East: "إن البروتينات هي الجينوم 4 لفيروس الالتهاب الكبدي C لأن الغرض من هذه المهمة محاولة فهم سلوك هذا النوع المحدد الذي يكثر في مصر". 

ويضيف: إن بلْوَرة البروتينات تمكّن الباحثين من دراستها في ثلاثة أبعاد، مما يكشف المركبات الجزيئية المشاركة في بناء البروتين وعمله. وقد ضمّ فريق البحث هناء جابر، طالبة الدكتوراه في معهد علم الفيروسات، جامعة ميونخ التقنية، وتشرف عليها أولريكة بروتزر، رئيسة المعهد.

يشرح عبد اللطيف، أن الفكرة وراء هذا المشروع هي إنتاج بروتين مطوّر فضائيًّا يمكنه إعطاء نسخة بلّورية نقية من البروتينات المؤلِّفة لـ(فيروس) الالتهاب الكبدي C، المنتشر في مصر.

تقدّم دراسة الفيروس باستخدام تقنيات حيود الأشعة السينية رؤية جديدة في بنية الفيروس، وتقنيات سلوكه وتناسخه، كما يضيف: "سيؤدي فهم هذه العمليات بشكل أفضل إلى طرق جديدة لعلاج العدوى الفيروسية أو الوقاية منها".

في مصر واحد من أعلى معدلات انتشار الالتهاب الكبدي C في العالم. فهناك ما يقرب من 15% ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و59 عامًا مصابون به، وفقًا لتقديرات وزارة الصحة المصرية في عام 2008. يهاجم الفيروس الكبد، ويمكنه أن يسبب السرطان والفشل الكبدي.

إلى جانب العلاج المستهدف، يأمل عبد اللطيف أن يعزّز المشروع اتصالاً جديدًا بين مصر وبرامج الفضاء الدولية. 

يقول فريد أبو العلا -أستاذ الفيزياء الحيوية المساعد في جامعة العلوم والتكنولوجيا في مدينة زويل، الذي لم يشارك في المشروع-: "كلما زادت دقة صورة بنية الهدف ثلاثية الأبعاد، زادت دقة تخميناتنا عن الأدوية التي يُحتمل أن تكون فعالة". 

ويضيف أبو العلا: بشكل عام، العلاج المطوّر في الغرب فعال بشكل رئيسي ضد فيروس الالتهاب الكبدي C من النمط الجيني الأول، "وهو النمط الوراثي الأكثر انتشارًا في الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية. أما في مصر، وأجزاء أخرى من أفريقيا والشرق الأوسط، فالنمط الوراثي الأكثر انتشارًا هو النوع 4، وهو يستجيب في بعض الأحيان للعلاج القياسي باستعمال الإنترفيرون مع الريبافيرين، ولكنه لا يستجيب له في كثير من الحالات".

ويضيف أن هناك حاجة إلى علاجات جديدة فعالة ضد النمط الجيني 4. وهناك عدد كبير من المرضى المصريين لا يتجاوبون مع العلاج القياسي، والأمل ضئيل في تجاوبهم مع العلاجات الجديدة المتوفرة حتى الآن.

سيساعد تحديد البنية ثلاثية الأبعاد للـNS5B من النمط الجيني 4 على فهم أسباب عدم استجابة بعض المرضى لأدوية HCV الجديدة، وتحديد ما يمكن القيام به في محاولة لتحسين معدل الاستجابة، كما يضيف أبو العلا.

doi:10.1038/nmiddleeast.2014.275