أخبار

Read this in English

الأطفال السوريون يلقون حتفهم بسبب لقاح الحصبة الملوّث

نشرت بتاريخ 19 سبتمبر 2014

في إدلب لقي عشرات الأطفال السوريين حتفهم بعد تلقيهم لقاحا، مما يثير المخاوف بنجاح حملات التطعيم في المستقبل وسط تكهنات بإمكانية حدوث خطأ في مزج الجرعات.

توفر اليونيسيف اللقاحات للعديد من الأطفال في الشرق الأوسط.
توفر اليونيسيف اللقاحات للعديد من الأطفال في الشرق الأوسط.
© ZUMA Press, Inc. / Alamy
لقي 15 طفلا سوريا على الأقل حتفهم في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بعد حقنهم بلقاح ضد الحصبة والحصبة الألمانية (MR) مركب بطريقة غير صحيحة، حسب تقرير أولي عن الكارثة.

ليلة أمس علّقت حملة التطعيم الكبرى، التي بدأت يوم الإثنين في محافظة إدلب، الواقعة في الشمال الشرقي من سوريا، وسط تكهنات بأن اللقاح قد تعرض للتلوث من قبل النظام السوري.

على أي حال، أصبح من المعروف الآن أن اللقاح قد مزج بمادة أتراكوريوم، وهي مادة مرخية للعضلات تستخدم في الجراحة.

"بينما كان أحدهم يعد اللقاح، بدل مزجه بالمذيب المعتاد، مزجه بمادة الأتراكوريوم التي توجد في زجاجات باللون نفسه وعليها اللصاقة نفسها"، وفق خالد الميلجي، مدير قسم الصحة في وحدة التنسيق والمساعدة، التي كان لها دور أساسي في تنظيم حملة الحصبة.

"ويُجرى تحقيق حاليًّا لتحديد هذا الشخص. هل كان ثمة تعمد فيما جرى أم  أنه خطأ بشري؟ كما سيشمل التحقيق أيضًا شخصيات الملقحين، هل كانوا مسؤولين هم أيضا؟". 

وذكر أن الضحايا تلقوا 5 ملغم من الدواء، وهي كمية تسبب الموت عند إعطائها للرضع. وتبقى حظوظ الأطفال الأكبر سنًّا أقوى في البقاء على قيد الحياة؛ نظرًا لأحجام أجسامهم الأكبر، وفق ما ورد في تصريح لهيئة التحقيق. 

وقال الأطباء إن الأعراض، التي تمثلت في نوبات الاختلاج بشكل رئيسي، بدأت تظهر على الأطفال بعد 10 دقائق فقط من تلقي اللقاح. كما أنهم عولجوا أيضًا من صدمة الحساسية.

"أُعطي كثيرٌ من الأطفال الديكساميثازون والأتروبين كمعالجة عَرَضية، وهم في حالة مستقرة حاليًّا. وما زال بعض الأطفال يتلقون العلاج في وحدة العناية المركزة"، وفق قول زاهر سحلول، رئيس الجمعية الطبية السورية الأميركية.

في حين تضاربت التقارير عن عدد الضحايا الحالي، يشير البعض إلى أن الرقم ربما يصل إلى 36 ضحية.

وأشار عمال الصحة إلى أن اللقاح أتى من اليونيسيف، وأن الدفعة نفسها كانت قد استُخدمت على الآلاف من الأطفال الآخرين في الأيام الماضية دون حوادث. وجاءت اللقاحات التي تسببت في حدوث الوفيات من المرفق الصحي نفسه في جرجنز. 

"لقد جرى تطعيم أكثر من 15,000 طفلاً في دير الزور باستخدام الدفعة نفسها من اللقاح دون حدوث أي مشاكل"، استنادًا إلى الميلجي. 

قالت آني سبارو -طبيبة الصحة العامة-: إن هذه المأساة سيكون لها تداعيات خطيرة على حملات التطعيم المستمرة في جميع أنحاء سوريا.

وتابعت قائلة: إنه من غير المحتمل أن تكون الآثار القاتلة للقاحات ناتجة عن انتهاء صلاحيتها أو تخزينها بشكل غير سليم. 

"إنها كارثة. من الصعب أن نرى أي والد يسمح بتطعيم طفله في سوريا بعد اليوم". 

وقال ائتلاف المعارضة السورية الذي كان يدير البرنامج إنه أوقف الحملة، في حين قدم وزير صحة المعارضة استقالته. وقد أُرسلت عيّنات الدم إلى تركيا لتحليلها. 

قالت سونا باري -المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية (WHO)-: إنها أرسلت خبراء للمساعدة في التحقيق.

تم تعليق حملة التطعيم في دير الزور أيضًا، وفق منظمة الصحة العالمية (WHO).

doi:10.1038/nmiddleeast.2014.227