أحدث الأبحاث

Read this in English

أسماك أشعة الشيطان تقوم بالإحماء وتغوص عميقًا

نشرت بتاريخ 9 يوليو 2014

محمد يحيى

© Wolfgang Pölzer / Alamy
أشعة الشيطان - الأسماك التي طالما اعتُقد أنها تستوطن الطبقات السطحية من المحيط - يمكنها في الواقع القيام بالغطس السريع، الذي يُعَدُّ بين أعمق الغطسات المسجلة لأي حيوان بحري.

تجرؤ هذه الأسماك على الغوص في المياه العميقة، إلى عمق يصل حتى 2,000 متر، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون 4 درجات مئوية، بحثا عن الطعام في منطقة وفيرة الكتلة الحيوية.

قام فريق من الباحثين -بقيادة سيمون ثورولد، من معهد وودز هول لعلوم المحيطات، ويضم مايكل بيرومين، من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST) في المملكة العربية السعودية- بمتابعة 15 سمكة أشعة الشيطان تشيلي (Mobula tarapacana)  قبالة الساحل الشمالي الغربي للقارة الأفريقية لمدة تسعة أشهر باستخدام التوسيم بالأقمار الصناعية، ونشروا النتائج التي توصلوا إليها في دورية Nature Communications1.

هناك جهاز متخصص في عدة أنواع من أسماك أشعة الشيطان يُدعى الشبكة الرائعة retia mirabilia يتوضع حول جوف الجمجمة، وهو يتيح تدفئة الدماغ، ولكن وظيفته لم تكن واضحة في حيوان كان من المعتقد أنه يسكن المياه السطحية.

ولكن الباحثين وجدوا أن هذه الأسماك تمضي وقتا طويلا قرب سطح الماء في أثناء ساعات النهار قبل هذه الغطسات العميقة وبعدها، ويعتقد أن هذا يتم من أجل امتصاص الحرارة والاستعداد للغوص المقبل.

الدماغ الدافئ هو المسؤول عن نشاط الدماغ وحدّة الإبصار التي تمنح أسماك أشعة الشيطان تفوقا في المياه الباردة.

تسلط هذه الدراسة الضوء على مدى ضآلة ما نعرفه عن الصلة بين مستوطني المياه السطحية والمحيطات العميقة.

"إننا نفتقر حتى إلى المعلومات الأساسية عن الأنواع التي ندرسها، ولعله من المستحيل أن نتمكن من وضع استراتيجيات إدارة فعالة دون أن نعرف بالتحديد ما هي المواضع التي قد تكون عرضة لعمليات الصيد فيها"، وفق قول ثورولد. وباعتبارها مصنفة ضمن الحيوانات المهددة بالانقراض، فإن فهمنا لسلوك وحركة أسماك أشعة الشيطان قد يساعد في جهود الحفاظ عليها.

doi:10.1038/nmiddleeast.2014.175


  1. Thorrold, S. R. et al. Extreme diving behaviour in devil rays links surface waters and the deep ocean. Nature Commun. (2014)doi:10.1038/ncomms5274.