أخبار

العثور على أقدم جماجم الثدييات المشيمية في المغرب

نشرت بتاريخ 28 أبريل 2014

العثور على أحفورة يسلط الضوء على أصول الثدييات المشيمية في أفريقيا، والتي لا يُعرف عنها إلا القليل.

بيبلاب داس

عظم الفك السفلي وأسنان الخد في  Ocepeia daouiensis.
عظم الفك السفلي وأسنان الخد في Ocepeia daouiensis.
© Gheerbrant et al/PLOS ONE Enlarge image
قد يسهم اكتشاف جمجمتين أحفوريتين في حوض أولاد عبدون في المغرب في إضافة جزء لقصة تطور الثدييات في أفريقيا وشبه الجزيرة العربية.

تمكن باحثون من مركز مناجم خريبكة في المغرب، والمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في فرنسا، من اكتشاف أحفوريتي جمجمتين شبه كاملتين والفكّ السفلي لثدييات قديمة، مما قد يقدّم أدلة حيوية لتطور الثدييات المشيمية في أفريقيا وشبه الجزيرة العربية.

"تظهر الأحافير أن أفريقيا [كانت موقعًا رئيسيًّا] للتنوع الأساسي للثدييات المشيمية الحديثة"، وفق رأي إيمانويل غيربران، من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، الذي قاد الدراسة التي نشرت في عدد 26 فبراير الماضي من PLOS.

"إنها تنتمي إلى الثدييات القديمة المعروفة باسم Ocepeia daouiensis التي جابت المغرب قبل نحو 60 مليون سنة". توفر الأحافير المكتشفة حديثًا دليلاً على التنوّع الأول والأساسي للثدييات المشيمية في أفريقيا، وهي تسلّط الضوء على ما حدث قبل تنوّع الثدييات المشيمية في العصر الحديث، وفقا لقول غيربران.

"هذه الحفريات الجديدة من القارة الأفريقية ذات أهمية شديدة لفهم تطور الثدييات"، كما ترى مورين أوليري، من قسم العلوم التشريحية في جامعة ستوني بروك في نيويورك. وللتوصل إلى تفسير أفضل للأحافير التي اكتُشفت مؤخرا، يجب تحليلها في سياق نتائج الدراسات التي نشرت سابقا، والتي تجمع بين التشريح والسلوك والبيانات الجزيئية للأنواع الحية والأحفورية.

استخدم غيربران وزملاؤه التصوير المقطعي المُحَوسب (CT) للجماجم المتحجرة والفك السفلي لبناء نماذج مجسمة ثلاثية الأبعاد. وقد أمكن حفظ معظم القِحف في إحدى الجماجم شبه السليمة، والتي أظهرت أسنانًا غير مهترئة وأخرى كانت لا تزال في طور الانبثاق. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدروز في الجمجمة أنها ملتحمة بقوة، مما يشير إلى أن الجمجمة تخص امرأة بالغة شابة.

حافظت الجمجمة الأخرى على أسنان الخد الدائمة والقاطعة الكبيرة والناب الكبير، مما يشير إلى أنها كانت تخصّ رجلا بالغًا شابًّا. الميزة الأكثر وضوحًا في الجمجمتين هي القِصر النسبي للوجه مقارنة بالمنطقة القحفية الطويلة. أما مُرْتَسم سقف الجمجمة فهو مستقيم، مع أنف ومخطم عاليين. وتبدو مجموعة أسنان الخد كبيرة بالنسبة لمساحة الحنك، مؤدية إلى بروز الأسنان في Ocepeia daouiensis. وهذا يدل على أن أسنانهم كانت كبيرة، ونمت كما تنمو أسنان العواشب.

"يظهر تحليل الأحافير أن هذه هي أول الثدييات الأفريقية القديمة التي تحمل الخصائص التشريحية للثدييات الحافرية مثل الفيلة، والثدييات آكلات الحشرات، مثل زبابة الفيل"، استنادًا إلى غيربران. على أي حال –يتابع- يبقى Ocepeia daouiensis أكثر ارتباطًا بالأسلاف المشتركة للثدييات المشيمية الحديثة، مثل الفيلة وأبقار البحر وخراف البحر.

في بداية العصر الترياسي، كانت أفريقيا تعوم كجزيرة قارّية معزولة عن القارتين العظميين لوراسيا وجندوانا، مما جعلها موئلاً متميزًا للثدييات مثل Ocepeia daouiensis لتتطور وتتنوع إلى ثدييات العصر الحديث، وفق تفسير غيربران.

doi:10.1038/nmiddleeast.2014.103


  1. Gheerbrant, E. et al. Ocepeia (Middle Paleocene of Morocco): the oldest skull of an Afrotherian mammal. PLoS ONE 9(2):e89739 doi:10.1371/journal.pone.0089739 (2014)