مقالات

أول عربي يشارك في رئاسة الأكاديمية العالمية لشباب العلماء

نشرت بتاريخ 7 يوليو 2013

يهدف سامح سرور إلى جذب العرب إلى المجتمع الدولي لممتهني العلوم في مرحلة مبكرة من حياتهم العملية.

سارة عثمان


أصبح سامح سرور أول عربي يشارك في رئاسة الأكاديمية العالمية لشباب العلماء
أصبح سامح سرور أول عربي يشارك في رئاسة الأكاديمية العالمية لشباب العلماء
سارة عثمان

تحمّل سامح سرور، عالم البيولوجيا البنيوية في جامعة حلوان، القاهرة، الإحباطات اليومية التي يعانيها كثير من الباحثين الشباب في مصر عن كثب. وهو يأمل -باعتباره أول عربي يصبح رئيسا مشاركا للأكاديمية العالمية لشباب العلماء (GYA)- أن تتاح له الفرصة لمساعدة زملائه العلماء في المنطقة.

"إن أكبر المشكلات التي تواجه العلماء الشباب في المنطقة هي عدم كفاية تمويل البحوث، وضعف التكامل بين البحوث والصناعة، والبيروقراطية التي تعوق التعاون بين الباحثين" حسب قول سرور. وهذا ما يدفع بالعديد من العلماء الشباب الواعدين إلى المغادرة؛ رغبة في الحصول على فرص أفضل في أماكن أخرى.

تأسست الأكاديمية العالمية لشباب العلماء عام 2010 لدعم ممتهني العلوم ومساندتهم في مرحلة مبكرة من حياتهم العملية في جميع أنحاء العالم، ولمخاطبة الحكومات وأعضاء المجتمع العلمي الأوسع. يقول سرور موضحا الهدف من إنشاء الأكاديمية: "هدفنا هو أن نكون صوت العلماء الشباب في جميع أنحاء العالم".

تعيّن الأكاديمية العالمية لشباب العلماء أحدَ العلماء من البلدان المتقدمة وآخرَ من بلدٍ نامٍ بصفتهما رئيسين مشاركين في أي وقت من الأوقات. وهذا الأمر يؤمّن للأكاديمية تمثيلا متوازنا للمشكلات التي تواجه العلماء الشباب في معظم أنحاء العالم، كما يقول سرور، الذي يستعد -بصفته أول عربي يشغل هذا المنصب- لوضع التحديات التي يواجهها باحثو المنطقة الناشئون في دائرة الضوء.

"إن الجهود التي يبذلها الرئيس المشارك بالإضافة إلى دعم الأعضاء العرب الآخرين في الأكاديمية العالمية لشباب العلماء ستمكّنها من تطوير العديد من المشاريع المهمة بالنسبة لمستقبل المنطقة"، يقول علاء الدين الحلحولي -وهو مهندس في الجامعة الألمانية الأردنية، وأحد الأعضاء العرب في الأكاديمية العالمية لشباب العلماء-: "وهذا يمكن أن يتراوح بين تعزيز البحث والتطوير في المنطقة وتشجيع التواصل والتعاون بين العلماء في الشرق الأوسط مع كل من الشركاء الدوليين وعلماء الشرق الأوسط في الشتات".

كما يمكنها أيضا أن تشجِّع مزيدًا من الدول العربية على المشاركة؛ حيث "تضم الأكاديمية العالمية لشباب العلماء أعضاء من كلٍّ من مصر والأردن والمغرب وتونس والسودان"، وفقا لسرور، الذي يتابع قائلا: "ولكن هناك غيابًا واضحًا لأعضاء من دول الخليج، على سبيل المثال. إننا ندرك هذا ونسعى لتغييره".

ويؤكّد سرور أن الإنجاز الأكثر أهمية في الأكاديمية العالمية لشباب العلماء حتى الآن هو الحصول على اعتراف بها كمنظمة وبأعضائها في جميع أنحاء العالم. ومن شأن ازدياد عدد أعضائها من العرب أن يدعم صوت العلماء الشباب العرب. ولكنه يؤكد أن الأكاديمية العالمية لشباب العلماء تبقى هيئة استشارية يمكنها فقط تقديم اقتراحات.

الجهود الوطنية

تشعر بعض الدول بأن وجود أكاديمية وطنية للشباب ليس ضروريا لأن لديها بالفعل أكاديمية للعلوم.

"لا يمكن للأكاديمية العالمية لشباب العلماء أن تتدخل مباشرة في السياسات الوطنية للعلوم"، يقول سرور. وهذا هو السبب الذي يجعلها تساعد أعضاءها على إعداد أكاديميات وطنية للشباب (NYA) في بلدان مختلفة؛ لمحاولة التأثير على الحكومات الوطنية لمعالجة القضايا التي تحظى باهتمام الباحثين الشباب. وقد تم حتى الآن إنشاء 27 أكاديمية وطنية مختلفة للشباب. "إن الأكاديميات الوطنية للشباب أكثر وعيا بالحقائق على أرض الواقع في بلدانها، لذا فهي أفضل مَن يمثّل العلماء الشباب على المستوى الوطني"، وفقا لقول سرور. وتعمل الأكاديمية العالمية لشباب العلماء على التنسيق بين مختلف الأكاديميات الوطنية للشباب؛ لتسهيل التعاون العلمي عبر الحدود.

حاليا ثمة أكاديمية وطنية واحدة فحسب للشباب في العالم العربي، في السودان. وتشكل البيروقراطية عائقا أمام إقامة مزيد من الأكاديميات الوطنية للعلماء الشباب في المنطقة. ولكن بعد الكثير من العمل المضني، فقد أصبحت الخطط قيد الإنجاز لتأسيس أكاديمية وطنية للشباب في مصر، يدّعي سرور أنها موجودة تقريبا، على الرغم من عدم تحديده تاريخًا لذلك.

"ستكون الأكاديمية المصرية الوطنية للشباب مستقلة تماما عن أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا [الهيئة الحكومية المصرية المسؤولة عن النشاطات العلمية والتكنولوجية]، وسيتمكن أعضاؤها من التعبير عن آرائهم بحرّية"، يؤكد سرور، موضّحا أن الأكاديميات الوطنية للشباب هي دوما هيئات غير حكومية. "وهناك أيضا خطط لإنشاء أكاديميات وطنية للشباب في الأردن"، يتابع القول، ولكنه لا يعرف خططًا أخرى قيد الإنجاز في أماكن أخرى في الشرق الأوسط.

إن إعاقة إنشاء الأكاديميات الوطنية للشباب لا تقتصر على الدول العربية أو النامية، فالبلدان المتقدمة، مثل كندا، تواجه أحيانا تحديات مماثلة. "تشعر بعض الدول بأن وجود أكاديمية وطنية للشباب ليس ضروريا؛ لأن لديهم بالفعل أكاديمية للعلوم. إنهم لا يدركون أن صوت العلماء الشباب ينبغي أن يكون له نفس الوزن الذي يتمتع به صوت كبار العلماء. كما أن بعض الأكاديميات الرفيعة لا يسرّها وجود منافسة إضافية في بعض الحالات".

وعلى الرغم من كل شيء، يبدو سرور حريصا على رؤية مزيد من الأكاديميات الوطنية للشباب في المنطقة؛ لمحاولة معالجة مشكلات العلماء الشباب من منطلق واقعي.

doi:10.1038/nmiddleeast.2013.94