مقالات

دعوة لإزالة الحواجز الاجتماعية التي تعوق النساء العالمات

نشرت بتاريخ 21 أبريل 2013

لحاظ الغزالي

كان النساء لا يمثلن سوى 1٪ فقط من الباحثين في المملكة العربية السعودية عام 2011، وفقا لمنظمة العمل الدولية.. هذا العدد الضئيل مثير للدهشة، خاصة أن النساء يشكلن 65٪ من الحاصلين على شهادات البكالوريوس في المجال العلمي بالمملكة.. وثمة نماذج مماثلة في بقية دول الشرق الأوسط، وهو ما يعكس بوضوح اهتمام النساء بالعلوم، غير أن الكثير منهن لا يستطعن الاستمرار في وظائفهن بسبب المواقف الاجتماعية المقيدة لهن في المجتمعات العربية التقليدية.

فالدور المتوقع أن تضطلع به المرأة –بما فيهن الخريجات– هو القيام بأعمال المنزل، وفي بعض المناطق يتعين على المرأة الحصول على إذن من رب الأسرة لمغادرة المنزل، وقد لا تسمح الأسر المحافظة لبناتها بالعمل في الأماكن التي يختلط فيها الجنسان، كما أن تلقي تدريب متقدم في مجال البحوث غالبا ما يتطلب الحصول على دراسات عليا في مناطق أخرى، وإذا أرادت المرأة القيام بذلك فإن رب الأسرة قد يكلف أحد رجال أسرته بمرافقتها إلى الخارج.

وبالرغم من هذه القيود فلايزال عدد النساء العالمات المؤهلات تأهيلا عاليا يزداد في بعض البلدان العربية.. تقول منظمة التعاون الإسلامي في جدة بالسعودية إن النساء يمثلن الآن 19٪ من الباحثين في الأراضي الفلسطينية المحتلة و22٪ في ليبيا، وثمة عدد قليل من هؤلاء النساء يعملن رئيسات جامعات أو مديرات أو رئيسات أقسام.

إن من شأن تولي مزيد من النساء مناصب أكاديمية أن يساعد على تغيير التوقعات الثقافية، ومن ثم فينبغي على النساء العربيات العالمات مواصلة المشاركة في الحياة السياسية ببلادهن، حيث يمكنهن الدفاع بقوة عن غيرهن من العالمات، وثمة بعض التطورات التي تمثل خطوات مهمة في الاتجاه الصحيح مثل السماح بدخول الأكاديميات الرائدات لمجلس الشورى أعلى هيئة استشارية في السعودية، والذي يضم الآن 20% من النساء، وفي المجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة 22٪ من النساء.

ولعل تسليط الضوء على قصص النجاح أيضا يشجع النساء العربيات المؤهلات على امتهان الوظائف في مجال العلوم، حيث لا يقل ذكر النماذج التي يحتذى بها أهمية عن مبادرات التوعية، مثل مبادرة نجوم العلوم التي أطلقتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وبرنامج تبادل فتيات التكنولوجيا (TechGirls Exchange) الذي أطلقته وزارة الخارجية الأمريكية.

كذلك يجب على الجامعات والمنظمات المهنية المساعدة على تثقيف عامة الناس بشأن فوائد العلم من خلال دعوة الأسر إلى المشاركة في المؤتمرات أو الأيام المهنية أو فعاليات التواصل التي تتضمن عروضا لإنجازات النساء العالمات.

doi:10.1038/nmiddleeast.2013.59