أخبار

بحوث الخلايا الجذعية والتشريعات الإسلامية

نشرت بتاريخ 27 نوفمبر 2013

يحرص الباحثون على العمل في جامعات فتيّة واعدة تعتمد الطرق التكنولوجية العالية، ويجب على مراكز البحوث في الدول الإسلامية أن تناقش القضايا الدينية والأخلاقية التي لم يجر التطرق إليها في الماضي.

بيبي عائشة وادفالا


استقدم مؤتمر قطر الدولي حول علوم وسياسات الخلايا الجذعية الخبراء لمناقشة مستقبل بحوث الخلايا الجذعية في الشرق الأوسط.
استقدم مؤتمر قطر الدولي حول علوم وسياسات الخلايا الجذعية الخبراء لمناقشة مستقبل بحوث الخلايا الجذعية في الشرق الأوسط.
© بيبي عائشة وادفالا

مع تنافس العديد من الدول الإسلامية لبناء مختبرات حديثة جدا وتوظيف أفضل الباحثين، جرى نقاش الأمور المتعلقة بأخلاقيات علم الأحياء في الإسلام والأطر التنظيمية للبحوث على نطاق واسع.

وقد وضع المجلس الأعلى للصحة (SCH)، الذي أنشئ بموجب مرسوم أميري في العام 2009، سياسات تجيز إجراء بحوث الخلايا الجذعية في قطر.

"لقد وضعنا معًا مجموعة من اللوائح والسياسات الواجب اتباعها من قبل أي شخص يجري بحوثا طبية حيوية في قطر"، استنادا إلى فالح علي، مساعد الأمين العام للمجلس الأعلى للصحة لشؤون السياسات. "إن مبدأ سياسة المجلس الأعلى للصحة هو إجراء بحوث على الخلايا الجذعية تتصف بكونها على قدر من المسؤولية والجدارة العلمية".

من الناحية الدينية، يعتقد بعض علماء المسلمين أن الروح تُنْفَخ في الأجنّة عند حدوث الحمل. ولكن رأي الأغلبية الذي تدعمه رابطة العالم الإسلامي هو أن هذا يحدث بعد مرور 120 يوما على حدوث الحمل. تنصّ سياسة المجلس الأعلى للصحة على جواز إجراء البحوث على الخلايا الجذعية الجنينية البشرية إذا تم الحصول على هذه الخلايا من التخصيب في المختبر وكانت غير قابلة للحياة أو فائضة عن الحاجة. يجب أن يكون التبرّع بالبويضات قد حدث طواعية، وألّا يكون عمرها أكثر من ستة أيام. يجب عدم استخدام الخلايا التي تلبي هذه المعايير لأغراض تجارية.

وقد وافقت لجنة أخلاقيات البحث العلمي الوطنية في قطر على سياسة المجلس الأعلى للصحة بشأن الخلايا الجذعية، والتي ستصبح تشريعا قانونيا، "يمكن أن يصبح بدوره مُعتمدًا من قِبَل دول مجلس التعاون الخليجي وبلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، يتابع علي.

كما يجيز المجلس الأعلى للصحة استخدام الخلايا الجذعية للإنسان البالغ، والخلايا الجذعية البشرية المحفّزة متعددة القدرات، وخلايا دم الحبل السُّري والخلايا المشيمية، والخلايا المُستمدة من حالات الإجهاض الحادِثي للأغراض البحثية.

لقد جرى طرح القضايا الأخلاقية الخاصة ببحوث الخلايا الجذعية بشكل واضح في الإسلام

وقد أُنشئت لجنة للأخلاقيات البيولوجية في المملكة العربية السعودية عام 2002 بموجب مرسوم ملكي. يصرّح عبد العزيز السويلم، الذي يرأس الهيئة الوطنية للأخلاقيات البيولوجية والطبية بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (KACST) ، أن الإطار الإسلامي للأخلاقيات البيولوجية يقوم على أربعة مبادئ توجيهية وخمسة مبادئ عملية. "المبادئ التوجيهية الأربعة هي كرامة الإنسان، وعبادة الله، و[فكرة] استخلاف الله للإنسان في الأرض للاستفادة من الكون ورعاية شؤونه"، كما يوضّح.

أما المبادئ العملية الخمسة فهي حماية الدين، والحفاظ على الحياة، وحماية العِرض، والحفاظ على القدرات العقلية، والحفاظ على الثروة.

"الضرورات مقدّمة على الاحتياجات، والاحتياجات مقدّمة على الرغبات"، كما يقول، مشيرا إلى أن القواعد المتعلقة بالضرورات والاحتياجات قد تُلوى أو تُكسر.

استنادا إلى السويلم، فإن بحوث الخلايا الجنينية محظورة في المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، فقد ناقضت عايدة العقيل -من مستشفى الرياض العسكري- ذلك من خلال عرض قدّمتْه في مؤتمر قطر الدولي حول علوم وسياسات الخلايا الجذعية، الذي عقد في فبراير الماضي. وعلّقتْ بشكل قاطع أن "الملك عبد الله قد احتضن فتوى أصدرها اتحاد علماء المسلمين، وليس هناك مشكلة في استخدام الخلايا الجذعية الجنينية البشرية (hESC) شريطة أن تكون من مصدر شرعيّ".

وفي حين لا تسمح قطر بزراعة الخلايا البشرية خصيصا من أجل الأبحاث، تقول عقيل إن هذا كان مصدرا مسموحا به لخلايا البحوث في المملكة العربية السعودية، طالما أمكن الحصول عليها من مصدر مُباح.

ويشير حاتم القرنشاوي -من كلية الدراسات الإسلامية في قطر- إلى أن "الإسلام دأب دوما على تشجيع العلم، كما أن البحوث الخاصة بالخلايا الجذعية في البلاد الإسلامية تُجرى هناك منذ فترة من الوقت. وجدل المتشددين، من أن العلماء المسلمين لا يتقدمون، مردّه فقط عدم الإبلاغ عن هذه البحوث".

"تجرى البحوث والتجارب على الخلايا الجذعية المحفّزة متعددة القدرات، وعلى الخلايا الجذعية الجنينية للفأر والإنسان في الشرق الأوسط، سواء هنا في وايل كورنيل في قطر [WCMC-Q] ، أو في المملكة العربية السعودية، أو في إيران"، حسب جيريمي تبريزي، المتخصّص في علم الوراثة في WCMC–Q. "ويرجع ذلك إلى أن القضايا الأخلاقية الخاصة ببحوث الخلايا الجذعية قد جرى طرحُها بشكل واضح في الإسلام".

doi:10.1038/nmiddleeast.2013.226