مقالات

العلماء المصريون يحرزون تقدمًا في علاج السكري باستخدام الخلايا الجذعية

نشرت بتاريخ 27 نوفمبر 2013

اختراق حديث لمجموعة بحثية صغيرة.. علامة إضافية على التقدّم العلمي في المنطقة.

لويز سارانت


تمكّن الباحثون من تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا منتجة للإنسولين في الفئران المصابة بالسكري.
تمكّن الباحثون من تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا منتجة للإنسولين في الفئران المصابة بالسكري.

قدّم فريق من العلماء المصريين نتائج واعدة في محاولة منهم لإيجاد علاج لمرض السكري يعتمد على الخلايا الجذعية.

هذا الفريق الذي تشكل في مركز أمراض الكلى والمسالك البولية (UNC) بجامعة المنصورة، هو واحد من عدة فرق في البلاد، تعمل بشكل مكثّف باستخدام تقنية الخلايا الجذعية، على الرغم من قلة الموارد المالية ومحدودية القوى العاملة. وقد تمكّن هؤلاء العلماء -الذين يقودهم طبيب المسالك البولية أ.د. محمد غنيم- من علاج حيوان قارض مصاب بالسكري، ويأمُلون تكرارَ النتائج باستخدام الخلايا البشرية .

يقول غنيم -الذي أسهم في تأسيس مركز أمراض الكلى والمسالك البولية قبل ثلاثة عقود-: إن الأدوية المتوافرة حاليا والمشورة الغذائية ليستا كافيتين. "يمكنك محاولة علاج النوع الثاني من مرض السكري بالتوصية باتباع نظام غذائي أفضل، أو بوصف الأدوية للمريض، لكن في نهاية المطاف، ستتوقف خلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين عن إفراز كميات كافية من الإنسولين، وسيصبح المريض معتمدا على الإنسولين".

ركّز فريقه على تحويل الخلايا الجذعية المتوسِّطة (خلايا - (MS خلايا جذعية من مخ عظام البالغين- إلى خلايا منتجة للإنسولين. وقد اختاروا هذا النوع من الخلايا الجذعية بسبب قدراتها المتعددة، التي تسمح بتمايزها إلى أنواع مختلفة من الخلايا، مثل خلايا الدم، والكبد، والرئة، والجلد، والعضلات، والخلايا العصبية، والخلايا المنتجة للإنسولين .

كما يمكن أيضا للخلايا الجذعية المشتقّة من نخاع العظم لدى البالغين أن تستخدم خارج جسم الإنسان لفترة طويلة دون أن تتمايز، وهي توفّر مصدرا غنيا للخلايا الجذعية ذاتية المنشأ، والمستمدة من جسم المريض نفسه، مما يحدّ من خطر الرفض.

بدأت الدراسة الأخيرة الناجحة بسلسلة من التجارب التي حُوِّلت فيها الخلايا الجذعية المتوسِّطة إلى خلايا منتجة للإنسولين، وزُرِعَت في وسط غني بالجلوكوز يحتوي على عوامل التفعيل والنمو، ونُقلت إلى هياكل بنيوية مشابهة للجزيرات المنتجة للإنسولين. كانت نسبة الخلايا التي أصبحت خلايا فعالة منتجة للإنسولين متواضعة تتراوح بين 1.5 و5%.

نتائج غير متوقعة

ولكن عندما زُرعت هذه المجموعات الخلوية تحت كلية فأرٍ عارٍ مصاب بالسكري –وهو فأر مخبري مثبّط المناعة- أصبحت مستويات السكر لديه طبيعية خلال قرابة أربعة أسابيع.

"لقد أصابتنا الدهشة. كان ذلك يبدو مستحيلاً؛ أن تتمكن هذه النسبة المنخفضة من الخلايا المنتجة للإنسولين من علاج الفأر المصاب بالسكري"، وفق قول غنيم.

بعد مرور أشهر على محاولة فهم لماذا تمكّن عدد قليل جدا من الخلايا من إحداث مثل هذا الأثر، حصل العلماء على الإجابة في مطلع نوفمبر؛ فقد حدث المزيد من تمايز الخلايا داخل الجسم الحي بعد حقن الخلايا المنتجة للإنسولين.

"إننا نقدر أن النسبة المئوية الأولية من الخلايا المنتجة للإنسولين والتي كانت منخفضة، قد ارتفعت في الأسبوع الرابع إلى 20 أو 30%، وكان هذا كافيا لعلاج الفأر وعودة نسبة السكر في الدم إلى الوضع الطبيعي"، يشرح غنيم.

وما زال على فريقه معرفة عدد المجموعات الخلوية الذي سيكفي لعلاج الإنسان، إذا كان تكرار هذه العملية ممكنا حقا.

في المراحل الأولية من التجربة، قام العلماء في مركز أمراض الكلى والمسالك البولية بزرع المجموعات الخلوية المنتجة للإنسولين والمستمدة من الخلايا الجذعية لنخاع عظام ذكور أقارب الفئران، لعلاج مرضى السكري لدى الفئران. لم توثق النتائج بدقة، وكان هناك لغط حول بحثهم -وفقا لغنيم- ولكن العمل قدّم ملاحظات أوليّة حول جدوى تمايز الخلايا الجذعية إلى خلايا منتجة للإنسولين .

لقد اجتذب هذا العمل اهتماما من باحثين دوليين، من ضمنهم روي كالْن، الجراح البريطاني المتميّز ورائد زراعة الأعضاء، الذي بدأ بالتعاون مع غنيم.

بدأ فريق مركز أمراض الكلى والمسالك البولية العمل باستخدام الخلايا البشرية في عام 2010. وخلال السنتين التاليتين، سوف يركز العلماء على محاولة إيجاد وسيلة لتحديد الخلايا التي ستكون لديها القدرة على أن تصبح إيجابية الإنسولين منذ البداية، من بين غيرها من الخلايا.

"إذا تمكنّا من ذلك، عندئذ سنفصل الخلايا من البداية، ونستعمل فقط الخلايا التي يُحتمل أن تنتج الإنسولين"، استنادا إلى غنيم .

doi:10.1038/nmiddleeast.2013.223