أخبار

أراض جديدة للزراعة المحافِظة على الموارد

نشرت بتاريخ 29 أكتوبر 2013

يأمُل الباحثون الزراعيون في لبنان تغييرَ طرق الحرث التي يتبعها المزارعون من أجل زيادة المحاصيل والعائدات.

لويز سارانت


تقدّم الجامعة الأمريكية في بيروت بذّارة الحرث الصفري للمزارعين المشاركين في تجربتها التي تجريها في لبنان.
تقدّم الجامعة الأمريكية في بيروت بذّارة الحرث الصفري للمزارعين المشاركين في تجربتها التي تجريها في لبنان.
© Isam Bashour

أثبت برنامج تجريبيّ لاختبار فوائد الزراعة بلا حرث أن هذ الأسلوب يُمكن أن يسفر عن نتائج جيدة لأصحاب المزارع الصغيرة وأصحاب المساحات الكبيرة من الأراضي أيضا.

هذه النتائج تدحض المعتقَد واسع الانتشار بأن الحرث المفرط للأرض قبل زراعة المحاصيل أمر أساسي لإعداد فراش صالح لنمو البذور القابلة للحياة، ولتجديد التربة والحصول على إنتاجية وافرة.

وكان على رأس البرنامج الذي بدأ في قطعة أرض في موقع البحوث والتعليم التابع للجامعة الأمريكية في بيروت (AUB) في وادي البقاع وفي المعهد اللبناني للبحوث الزراعية (LARI)، عصام بشور، المتخصّص في علوم التربة والتغذية في الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB) .

يقول ستيفن لوس -أحد كبار الباحثين في المركز الدولي للأبحاث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، والذي يقود مشروعا في العراق لتشجيع الزراعة المحافظة على الموارد-: إنه على الرغم من أن التربة بعد الحرث المفرط مباشرة تكون أكثر نفاذية للمياه وأقل تماسكا، مما يسمح بتشكل جذور قوية– إلا أن هذا الأثر الإيجابي يتراجع خلال أسابيع. تشكّل الأرض التي لا تُحرَث بنيانا ترابيا أفضل، وهي أكثر غنى بالمواد العضوية.

تستند الزراعة المحافظة على الموارد إلى ثلاثة مفاهيم: الحد الأدنى من تقليب التربة، والحفاظ على غطاء ترابي، وتناوب المحاصيل. الالتزام بهذه المبادئ يحسّن الخصوبة، ويحدّ من التكاليف، ويقلل الحاجة إلى العمالة المطلوبة للحرث.

وقد أسفرت التجربة الأوليّة في موقع الجامعة الأمريكية في بيروت عن نتائج جيّدة، ولكن التأكيد جاء من خلال التجارب التي أجريت على أراضي المزارعين، استنادا إلى بشّور. قسّم الباحثون قطع الأرض إلى نصفين، وطبقوا مبادئ الزراعة المحافظة على الموارد على أحدهما، والتقنيات التقليدية على النصف الآخر. يقول بشّور: إن العائد كان قابلا للمقارنة، وكانت محاصيل النصف غير المحروث أفضل أحيانا. وبحساب الوفر الذي تحقق بطيّ تكاليف الحرث، فقد وفّر المزارعون نحو 200 دولار للهكتار الواحد.

لا تفيد البذّارات التقليدية في الأراضي غير المحروثة، لذا يُلجأ لاستخدام بذّارات الحرث الصفري (ΖΤ) لإتمام عملية البذار، وهي آلات مجهّزة بنقاط دقيقة تعمل على فتح شقوق في التربة للحدّ من تقليبها أثناء وضع البذور والأسمدة. إن تكلفة هذه الآلات المستوردة قد تكون مرتفعة جدا للمزارعين، ولكن الجامعة الأمريكية في بيروت والمعهد اللبناني للبحوث الزراعية يؤجرانها لأصحاب الأراضي المحليين مقابل رسوم يسيرة.

وقد دأب المركز الدولي للأبحاث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) على تشجيع الزراعة المحافظة على الموارد في كلّ من العراق وسوريا لأكثر من عقد من الزمان، ومن أجل زيادة اعتماد هذه التقنيات ساعد المركز المصنّعين المحليين على تحويل آلات البذار المتوفرة لديهم إلى آلات البذارة الصفرية التي يمكن شراؤها لقاء عُشْر تكلفة الآلات المستوردة. وقد أبلغ المزارعون الذين اشتروا الآلات المعدّلة مصنّعيها بنتائج استعمالها، مما سيؤدي إلى تحسّن تدريجي لتقنية إعدادها، استنادا إلى لوس.

يقول بشور إن أداء البذّارات في لبنان كان ضعيفا بسبب تربته الطينية الثقيلة، على عكس التربة الأخف وزنا في العراق وسوريا، مما يجعل البذّارات الصفرية الأثقل المستوردة هي الخيار الوحيد المتاح حاليا.

ويرى لوس أن أسلوب عدم الحرث يمكن استخدامه لمعظم أنواع التربة في كثير من المناخات، "من المناخات الاستوائية، وشبه الرطبة والمتوسطية، في جميع أنواع التربة، من الرملية الخشنة إلى الطينية الثقيلة، وفي التربة الحمضية والقلوية". كما يقول إنه مُجدٍ أيضا للزراعة في الصحراء.

doi:10.1038/nmiddleeast.2013.197