أخبار

مضغ القات والسرطان: مبيد حشرات أم ورقة نبات؟

نشرت بتاريخ 27 أكتوبر 2013

عبد الحكيم محمود


Wikimedia Commons

[صنعاء]

قد يكون القات -النبات الأساسي المخدِّر، والذي تنتشر زراعته في اليمن نظرا لتأثيره المنشِّط الطفيف- السببَ في ارتفاع حالات سرطان الفم في أفقر بلد في منطقة الشرق الأوسط.

"ذكرت شبكات المعلومات الإقليمية المتكاملة التابعة للأمم المتحدة أن نحو 30٪ من مرضى السرطان في اليمن يعانون سرطان الفم أو اللثة"، استنادا إلى نديم سعيد، مدير المركز الوطني للسرطان في صنعاء.

خلال مؤتمر مجلس التعاون الخليجي الرابع لمكافحة السرطان، الذي عُقد في شهر فبراير في صنعاء، عزت وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية زيادة حدوث السرطان إلى استخدام المبيدات الحشرية غير المشروعة -مثل بروميد الميثيل- في زراعة القات.

يقول محمود سرحان -المدير العام لمركز الملك حسين للسرطان في الأردن-: إن المشكلة قد تكمن في أوراق القات نفسها، وليس في المبيدات الحشرية المستخدمة. "بعد بضعة أيام، تفقد المبيدات الحشرية فاعليتها، ويمكن التخلص منها بسهولة بغسلها. ولكن مضغ أوراق القات بوجود المبيدات المرشوشة حديثا عليها أمر خطر، وقد يترافق مع السرطان".

ويُمْضَغ القات يوميا من قبل معظم الناس في اليمن. خلال الساعات الأولى من الظهيرة، يجلس آلاف اليمنيين في مناطق ظليلة أو باردة من أجل مضغ أوراق القات للحصول على تأثيرها المنشّط، وهي عادة مقبولة عموما بوصفها جزءًا أساسيا من حياتهم الاجتماعية.

تحتوي الأوراق على الكاثينون القلواني، ذي التأثير المشابه للأمفيتامين. وتعد هذه النبتة غير قانونية في العديد من البلدان، ولكنها خارجة عن السيطرة في اليمن والصومال.

في وقت سابق من هذا العام، أشارت دراسة استعاديّة أجريت في كل من صنعاء وعدن في اليمن إلى أن العدد الكبير من حالات سرطان الرأس والعنق في اليمن كان نتيجة للتعرض المديد للمواد المسرطنة الموجودة في القات1.

"لقد درسنا تأثيرات القات على القسم العلوي من الجهاز الهضمي للمرضى اليمنيين. لم يترافق المضغ اليومي المنتظم للقات بأي تأثيرات كبيرة على المريء والمعدة، ولكن القرحة الاثني عشرية كانت أكثر شيوعا لدى مخزّني القات"، استنادا إلى أحمد الحداد، الأستاذ المساعد في جامعة صنعاء.

ولكن أحمد باذيب -المختص بالأورام في جامعة حضرموت في اليمن، ورئيس مؤسسة حضرموت للسرطان- عارض ذلك قائلا: "لا يوجد بعد دليل طبي يثبت أن استعمال مبيدات الحشرات الكيميائية على نباتات القات النامية يسبّب السرطان".

وحسب سعيد، فالأمر يتعقد بغياب بيانات وطنية يمكن الاعتماد عليها. "لقد تأسس مركز السرطان الوطني عام 2008 فقط، لذا بدأنا العمل للتو على السجلّ الوطني للسرطان، الذي سيجعل البيانات المتوفرة لدينا موثوقة أكثر".

doi:10.1038/nmiddleeast.2013.193


  1. Abdul-Hamid, G. et al. Pattern of head and neck cancer in Yemen. Gulf J Oncolog. 7, 21-24 (2010).