أخبار

العثور على الأسلاف القديمة لنجم البحر وزنابق البحر في المغرب

نشرت بتاريخ 28 أغسطس 2013

الأحفورة التي عُثر عليها في المغرب هي السلف المشترك لحياة بحرية ذات جسم خماسي متناظر.

بيبلاب داس


السلف الأحفوري المشترك الذي سبب نشوء أنواع مختلفة ذات أجسام خماسية التناظر.
السلف الأحفوري المشترك الذي سبب نشوء أنواع مختلفة ذات أجسام خماسية التناظر.
© PhotoDisc/ Getty Images / Robert Glusic

تزخز محيطاتنا بأحياء عديدة تستوطن فيها وتلفت الأنظار، من قنافذ البحر الشوكية، ونجم البحر، إلى دولار الرمال الذي يشبه البسكويت ويختبئ في الرمال، وصولا إلى زنابق البحر المتموجة. وقد اكتُشفت أحفورة على شكل سيجار في عام 2012 في سلسلة جبال الأطلس الصغير في المغرب، يُعتقد أنها ستسهم في تفسير أصل هذه المخلوقات.

الأحفورة المكتشفة هي لحيوان بحري كان يعيش في البحر منذ نحو 515 مليون سنة، وفقا لدراسة نشرت في وقائع الجمعية الملكية Proceedings of the Royal Society B.

"هذه الأنواع التي تُدعى الكيسات الحلزونية المغربية (Helicocystis moroccoensis) حسب اسم البلد الذي عُثر عليها فيه، لديها الميزات التي تجعل منها الحلقة المفقودة بين اللوحيات الحلزونية helicoplacoids، أقدم شوكيات الجلد المعروفة، وأسلاف شوكيات الجلد مثل زنابق البحر ونجم البحر"، كما يقول أحد الباحثين، أندرو سميث، من متحف التاريخ الطبيعي في لندن.

ومثل شوكيات الجلد الحديثة، كنجم البحر، تتميز أجسام هذا النوع بأنها خماسية التناظر. "إنها تظهر مزيجا مبتكرا وغير متوقع من خصائص شوكيات الجلد"، استنادا إلى سميث، مما قد يساعد في تفسير كيف تباينت شوكيات الجلد بوقت مبكر وطوّرت أشكال أجسامها الفريدة من نوعها.

وفقا لسميث، كان لهذا الحيوان لويحات جسدية لولبية مثل helicoplacoid، وكان له أيضا فم علوي مثل أسلاف نجم البحر وقنافذ البحر الحالية. كما أنه يظهر كوبا وجذعا، وهي أجزاء الجسم المماثلة لتلك التي تمتلكها أسلاف زنابق البحر.

كان المخلوق البحري البالغ طوله 4 سنتيمترات قادرا على تقليص وتمديد جسمه الأسطواني ليتغذى على الأطعمة العائمة التي يمر بجانبها. وثمة خمسة أخاديد تمتد على طول جسمه تتصل بالفم، ويمكنها التقاط بقايا الطعام العائمة في الماء.

تطوّر سريع


© GETTY

ازدهر المخلوق الأحفوري خلال مرحلة الانفجار الكمبري، وهي المرحلة التي شهدت فيها أعداد وتنوعات الأنواع الموجودة على الأرض نموّا غير مسبوق. وقد تناثرت الرواسب في سلسلة جبال الأطلس الصغير مع غيرها من شوكيات الجلد الأخرى الغريبة ذوات أشكال الأجسام المتنوعة، والتي تتراوح بين غير المتناظرة ومزدوجة التناظر.

"تظهر الأحفورة الجديدة والأحفورات المجاورة لها أن التغيّرات في أشكال الأجسام كانت تحدث بسرعة كبيرة في العصر الكمبري، على مدى 15 مليون سنة من تطور الهيكل الكالسيتي [هيكل يتكون من كربونات الكالسيوم]"، كما يشرح سميث.

"هذا الاكتشاف بالغ الأهمية في فهم تحول كبير في تاريخ الحياة: حدوث التناظر خماسي المحاور (pentaradial) في شوكيات الجلد"، استنادا إلى الجيولوجي كارلتون إ. بريت، من جامعة سينسيناتي في ولاية أوهايو، الذي يضيف أنه يقدّم لنا لقطة من الحياة بالقرب من أصل شعبة حيوانية بأكملها.

ووفقا لبريت، فالتغيرات التطورية السريعة كهذه تتعارض ونظرية داروين التطورية، التي عادة ما تتطلب فترات زمنية طويلة جدا لكي تتيح حدوث مثل هذه التغيرات الكبرى بمساعدة الانتقاء الطبيعي التدريجي. ولكنه يعتقد أن تغيرات كهذه، قد تؤدي إلى ظهور سلالات رئيسية أثناءالفرص التطورية الإيكولوجية، كما هي حال النظم الإيكولوجية البحرية المفتوحة نسبيا في بدايات العصر الكمبري.

doi:10.1038/nmiddleeast.2013.137


  1. Smith, A. B. et al. Cambrian spiral-plated echinoderms from Gondwana reveal the earliest pentaradial body plan. Proc. R. Soc. B. 280 (2013) doi: 10.1098/rspb.2013.1197