أحدث الأبحاث

الحيوانات المنوية لفرس النهر تميز ضد جنس الذكور

نشرت بتاريخ 3 أبريل 2012

محمد يحيى


أم وعجلها من فصيلة فرس النهر القزم
أم وعجلها من فصيلة فرس النهر القزم
جوزيف ساراجستي

إن تكافؤ الفرص بين الجنسين ـ على الأقل في مسألة الأعداد ـ موجود في الأجنة لكثير من الأنواع، لكن يبدو أن بعض الحيوانات تمارس مستوى معينًا من التحكم في تحديد جنس الذرية، سواء أكان ذكرًا أم أنثى، لتحويل التوازن النوعي للمجموعات في ظروف معينة.

قام فريق من الباحثين ـ بقيادة جوزيف ساراجستي، وهو باحث في معهد ليبنيز لأبحاث الحيوان والحياة البرية في برلين، وعضوية تيم باوتس، مدير محمية الوبرة في قطر ـ بدراسة مخموعة من أفراس النهر من سلالة فرس النهر القزم (liberiensis Choeropsis) الأسيرة التي كانت نسبة 41٪ فقط من ذريتها من الذكور. وفي حين أن معظم الدراسات السابقة ركزت على كيفية إمكانية قيام الإناث بتغيير توازن جنس الذرية، اختار الباحثون التركيز على الذكور، وتقديم تقرير عن نتائجهم في نيتشر كوميونيكيشنز (Nature Communications).

وظف الباحثون التهجين الموضعي المشع، وهو الأسلوب الذي يصبغ الحيوانات المنوية لكل فرس نهر بأصباغ مختلفة لكروموسوم X أو لكروموسوم Y. وقد أحصوا عددًا أكبر من الحيوانات المنوية التي تحمل الكروموسوم X، الذي ينتج عجلاً من الإناث. وكانت نسبة ولادة الذكور الأسيرة حوالي 42٪، على غرار نسبة الحيوانات المنوية الحاملة للكروموسوم X و Y في السائل المنوي لفرس النهر القزم عند القذف.

ويبدو أن الذكور والإناث يتفقون على تشجيع تشكيل الأجنة الإناث أكثر، حيث يمارس كل منهما السيطرة على طريقتهما، والمساهمة في التمييز في عدد أنواع الذرية.

ومن المحتمل أن يكون لفرس النهر القزم من الذكور آلية معينة تختار نوعًا واحدًا من الحيوانات المنوية، أو تقلل منه، لكن الباحثين ليسوا متأكدين من كيفية قيام هذا الحيوان بذلك.. فإذا كانت الآلية المقصودة ـ أيا كانت ـ ليست فريدة من نوعها لفرس النهر من نوع الأقزام الذكور، فإنها قد تكون موجودة في غيرها من الثدييات، وربما تفسر التحولات العديدة التي لم تكن مفهومة في السابق.

يقول ساراجاستي: "أعتقد أن هناك ثلاثة خطوط من التحقيق ينبغي أن تنبع من عملنا.. الأول هو دراسة الأنواع البرية من فرس النهر القزم؛ لتحديد ما إذا كان التمييز على أساس الجنس في الحيوانات المنوية فريدًا من نوعه للأنواع في الأسر أم لا، ثم النظر في الأنواع الأخرى، ومعرفة ما إذا كانت تحمل تغييرًا مماثلاً في نسبة الجنس بالسائل المنوي، أم لا". ويضيف قائلاً: "والثالث هو البحث عن آلية لتحويل نسبة جنس الحيوانات المنوية، وهي الآلية التي تكون ـ على الأرجح ـ نشطة داخل الخصية خلال عملية تكوين الحيوانات المنوية."

doi:10.1038/nmiddleeast.2012.48


  1. Saragusty, J. et al. Male pygmy hippopotamus influence offspring sex ratio. Nature Communications 3, 697 (2012) doi:10.1038/ncomms1700